
06-06-2015, 08:42AM
|
عضو مشارك - وفقه الله -
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
【 شرح العقيدة الواسطية 】
لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -
شرح العقيدة الواسطية. ( 75 )
[ المتن ] :
مكانة أزواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عند أهل السنة والجماعة
ويتولون أزواج النبي ـ
صلى الله عليه وسلم ـ أمهات المؤمنين. ويؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة خصوصًا خديجة ـ رضي الله عنها ـ
أم أكثر أولاده، وأول من آمن به وعاضده على أمره وكان لها منه المنزلة العالية. والصديقة بنت الصديق ـ رضي
الله عنها ـ التي قال فيها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر
الطعام) [رواه البخاري (3770) ومسلم (2446) عن أنس].
[ الشرح ]:
ذكر الشيخ ـ رحمه الله ـ تعالى في هذه الجملة عقيدة أهل السنة والجماعة في أزواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
فقال: (ويتولون أزواج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ) أي: يحبونهم ويوقرونهم لأنهن (أمهات المؤمنين)
في الاحترام والتوقير وتحريم نكاحهن على الأمة.
أما بقية الأحكام فحكمهن حكم الأجنبيات من حيث تحريم إلخلوة بهن والنظر إليهن. قال تعالى: {النَّبِيُّ
أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} الآية (6) الأحزاب. وقال تعالى: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ
اللَّهِ وَلا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أبدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا} الآية (53) الأحزاب، وقال تعالى:
{وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ} الآية (53) الأحزاب، فهن أمهات المؤمنين في الاحترام والتحريم
لا في المحرمية.
وقد توفي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن تسع وهن: (عائشة وحفصة وزينب بنت جحش وأم سلمة وصفية وميمونة
وأم حبيبة وسودة وجويرية) وأما خديجة فقد تزوجها قبل النبوة ولم يتزوج عليها حتى ماتت. وتزوج ـ صلى الله عليه
وسلم ـ زينب بنت خزيمة الهلالية ولم تلبث إلا يسيرًا ثم توفيت. هؤلاء جملة من دخل بهن من النساء، وهن إحدى
عشرة ـ رضي الله عنهن ـ. (ويؤمنون) أي: أهل السنة والجماعة (بأنهن أزواجه في الآخرة) وفي هذا شرف لهن وفضيلة
جليلة (خصوصًا خديجة ـ رضي الله عنها ـ) فلها من المزايا والفضائل الشيء الكثير
وقد ذكر الشيخ منها:
1 ـ أنها أم أكثر أولاده، فكل أولاده منها ما عدا إبراهيم فمن مارية القبطية.
2 ـ أنها أول من آمن به، مطلقًا على قول، وهو الذي ذكر الشيخ هنا، أو هي أول من آمن به من النساء
على القول الآخر.
3 ـ هي أول من عاضده وأعانه في أول أمره وكانت نصرتها له في أعظم أوقات الحاجة.
4 ـ أنها كان لها منه ـ صلى الله عليه وسلم ـ المنزلة العالية فكان يحبها ويذكرها كثيرًا ويثني عليها.
(والصديقة بنت الصديق ـ رضي الله عنهما ـ) يعني: عائشة بنت أبي بكر، والصديق: هو المبالغ في الصدق،
وقد لقب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أبا بكر بذلك. ولعائشة ـ رضي الله عنها ـ فضائل كثيرة منها: أنها أحب
أزواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إليه. وأنه لم يتزوج بكرًا غيرها. وأنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان ينزل عليه
الوحي في لحافها. وأن الله برأها مما رماها به أهل الإفك، وأنها أفقه نسائه وكان أكابر الصحابة إذا أشكل عليهم
الأمر استفتوها. وأن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ توفى في بيتها، بين سحرها ونحرها ودفن في بيتها إلى
غير ذلك من فضائلها.
وقد ذكر الشيخ من فضائلها هنا: (أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال فيها: فضل عائشة على النساء كفضل
الثريد على سائر الطعام) والثريد: هو أفضل الأطعمة لأنه: (خبز ولحم) وإلخبز من البر وهو أفضل الأقوات،
واللحم أفضل الإدام، فإذا كان اللحم سيد الإدام والبر سيد القوت ومجموعها الثريد كان الثريد أفضل الطعام.
------
[ المصدر ]
http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf
|