
04-06-2015, 12:31AM
|
عضو مشارك - وفقه الله -
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
【 شرح العقيدة الواسطية 】
لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -
شرح العقيدة الواسطية. ( 73 )
[ المتن ] :
حكم تقديم علي ـ رضي الله عنه ـ على غيره من الخلفاء الأربعة في الخلافة
وإن كانت هذه المسألة ـ مسألة
عثمان وعلي ـ ليست من الأصول التي يضلل المخالف فيها عند جمهور أهل السنة، لكن التي يضلل فيها مسألة
الخلافة. وذلك لأنهم يؤمنون أن إلخليفة بعد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي.
ومن طعن في خلافة أحد من هؤلاء فهو أضل من حمار أهله.
[ الشرح ]:
أبدى الشيخ ـ رحمه الله ـ موازنة بين المسألتين: مسألة تقديم علي على عثمان في الفضل، ومسألة تقديم علي على
غيره في الخلافة من حيث ما يترتب على ذلك التقديم من خطورة. فبين أن مسألة تفضيل علي على عثمان لا
يضلل، أي لا يحكم بضلال من قال بها، نظرًا لوجود الخلاف فيها بين أهل السنة. وإن كان الراجح تفضيل عثمان
ـ رضي الله عنه ـ.
(لكن التي يضلل فيها مسألة الخلافة) أي: يحكم بضلال من خالف فيها فرأى تقديم علي في الخلافة على
عثمان أو غيره من الخلفاء الذين سبقوه. أو قدم عليًا على أبي بكر وعمر في الفضيلة.
فأهل السنة والجماعة يؤمنون بأن إلخليفة بعد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ
لفضله وسابقته، وتقديم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ له على جميع الصحابة وإجماع الصحابة على بيعته.
ثم إلخليفة من بعد أبي بكر عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ لفضله وسابقته وعهد أبي بكر إليه واتفاق الأمة
عليه بعد أبي بكر.
ثم إلخليفة بعد عمر عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ لتقديم أهل الشورى له واتفاق الأمة عليه.
ثم بعد عثمان إلخليفة علي ـ رضي الله عنه ـ لفضله وإجماع أهل عصره عليه. فهؤلاء هم الخلفاء الأربعة المشار
إليهم في حديث العرباض بن سارية ـ رضي الله عنه ـ بقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء
الراشدين المهديين من بعدي).
ولهذا قال الشيخ: (ومن طعن في خلافة أحد من هؤلاء) يعني: الأربعة المذكورين
(فهو أضل من حمار أهله) لمخالفته النص والإجماع من غير حجة ولا برهان، وذلك كالرافضة الذين يزعمون أن
الخلافة بعد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعلي بن أبي طالب. والحاصل في مسألة تقديم علي ـ رضي الله عنه ـ
على غيره من الخلفاء الثلاثة:
1 ـ من قدمه في الخلافة فهو ضال بالاتفاق.
2 ـ من قدمه في الفضيلة على أبي بكر وعمر فهو ضال أيضًا. ومن قدمه على عثمان في الفضيلة فلا يضلل وإن
كان هذا خلاف الراجح.
------
[ المصدر ]
http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf
|