عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 08-04-2015, 11:28PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





【 شرح العقيدة الواسطية 】

لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -

شرح العقيدة الواسطية. ( 24 )

[ المتن ]
:


7 ـ إثبات اتصافه بالرحمة والمغفرة سبحانه وتعالى

وقوله‏:‏ ‏{‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ‏}‏ ‏{‏رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا‏}‏ ‏{‏وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا‏}‏ ‏
{‏وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ‏}‏ ‏{‏كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ‏}‏ ‏{‏وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ‏}‏ ‏{‏فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا
وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ‏}‏‏.‏



[ الشرح ]

وقوله‏:‏ ‏{‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ‏}‏ تقدم تفسيرها في أول الكتاب، ومناسبة ذكرها هنا أن فيها إثبات الرحمة
لله تعالى صفة من صفاته كما في الآيات المذكورة بعدها‏.‏ قال الإمام ابن القيم‏:‏ الرحمن دال على الصفة القائمة
به سبحانه، والرحيم دال على تعليقها بالمرحوم كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا‏}‏ ولم يجئ قط‏:‏
رحمن بهم‏.‏ وكان الأول للوصف والثاني للفعل‏.‏ فالأول دال على أن الرحمة وصفة، والثاني دال على أنه يرحم
خلقه برحمته‏.‏ اه ـ‏.‏




قوله‏:‏ ‏{‏رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا‏}‏ هذا حكاية عن الملائكة الذين يحملون العرش ومن حوله أنهم
يستغفرون للذين آمنوا فيقولون‏:‏ ‏{‏رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا‏}‏ أي‏:‏ وسعت رحمتك وعلمك كل
شيء‏.‏ فـ ‏{‏رَّحْمَةً وَعِلْمًا‏}‏ منصوبان على التمييز المحول عن الفاعل، وفي ذلك دليل على سعة رحمة الله وشمولها‏.‏
فما من مسلم ولا كافر إلا وقد نالته رحمة الله في الدنيا، وأما في الآخرة فتختص بالمؤمنين‏.‏




وقوله‏:‏ ‏{‏وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا‏}‏ هذا إخبار من الله ـ سبحانه ـ أنه رحيم بالمؤمنين يرحمهم في الدنيا والآخرة،
أما في الدنيا فإنه هداهم إلى الحق الذي جهله غيرهم وبصرهم الطريق الذي ضل عنه غيرهم‏.‏ أما رحمته بهم في
الآخرة فآمنهم من الفزع الأكبر ويدخلهم الجنة‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ‏}‏ أي‏:‏ أوجبها على
نفسه الكريمة تفضلًا منه وإحسانًا‏.‏ وهذه الكتابة كونية قدرية لم يوجبها عليه أحد‏.‏




وقوله‏:‏ ‏{‏وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ‏}‏ يخبر سبحانه عن نفسه أنه متصف بالمغفرة والرحمة لمن تاب إليه وتوكل عليه،
ولو من أي ذنب كان كالشرك فإنه يتوب عليه ويغفر له ويرحمه‏.‏




وقوله‏:‏ ‏{‏فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا‏}‏ هذا مما حكاه الله تعالى عن نبيه يعقوب ـ عليه السلام ـ حين طلب منه بنوه أن
يرسل معهم أخاهم‏.‏ وتعهدوا بحفظه، فقال لهم‏:‏ إن حفظ الله سبحانه له خير من حفظكم‏.‏ وهذا تفويض من
يعقوب إلى الله في حفظ ابنه‏.‏ ومن أسمائه تعالى‏:‏ الحفيظ الذي يحفظ عباده بحفظه الخاص عما يفسد
إيمانهم وعما يضرهم في دينهم ودنياهم‏.‏




الشاهد من الآيات الكريمة‏:‏ أن فيها وصف الله ـ سبحانه وتعالى ـ بالرحمة والمغفرة على ما يليق بجلاله كسائر
صفاته‏.‏ وفيها الرد على الجهمية والمعتزلة ونحوهم ممن ينفون عن الله اتصافه بالرحمة والمغفرة فرارًا من التشبيه
بزعمهم قالوا‏:‏ لأن المخلوق يوصف بالرحمة‏.‏ وتأولوا هذه الآيات على المجاز وهذا باطل، لأن الله سبحانه
أثبت لنفسه هذه الصفة‏.‏ ورحمته سبحانه ليست كرحمة المخلوق حتى يلزم التشبيه كما يزعمون، فإن
الله تعالى ‏{‏لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ‏}‏ والاتفاق في الاسم لا يقتضي الاتفاق في المسمى‏.‏


فللخالق صفات تليق به وتختص به، وللمخلوق صفات تليق به وتختص به والله أعلم‏.





------


[ المصدر ]

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf








رد مع اقتباس