01-04-2015, 10:48PM
|
عضو مشارك - وفقه الله -
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
【 شرح العقيدة الواسطية 】
لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -
شرح العقيدة الواسطية. ( 17 )
[ المتن ]
وقوله سبحانه: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ}. وقوله: {وَهُوَ الْحَكِيمُ الخبِيرُ}.
[ الشرح ]
{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ} أبدًا، أي: فوض أمورك إليه فالتوكل لغة: التفويض، يقال: وكلت أمري
إلى فلان، أي فوضته. ومعناه شرعًا: اعتماد القلب على الله في جلب ما ينفع وجعف ما يضر، والتوكل
على الله نوع من أنواع العبادة وهو واجب، ولا ينافي الأخذ بالأسباب بل يتفق معه تمامًا. وخص صفة
الحياة إشارة إلى أن الحي هو الذي يوثق به في تحصيل المصالح. ولا حياة على الدوام إلا به سبحانه وأما
الأحياء المنقطعة حياتهم فإنهم إذا ماتوا ضاع من يتوكل عليهم.
والشاهد من الآية الكريمة: أن فيها إثبات الحياة الكاملة لله ـ سبحانه ـ ونفي الموت عنه، ففيها الجمع
بين النفي والإثبات في صفات الله تعالى.
وقوله: {وَهُوَ الْحَكِيمُ} له معنيان
أحدهما: أنه الحاكم بين خلقه بأمره الكوني وأمره الشرعي في الدنيا والآخرة.
والثاني: أنه المحكم المتقن للأشياء، مأخوذ من الحكمة وهي وضع الأشياء في مواضعها. فهو ـ سبحانه ـ
الحاكم بين عباده الذي له الحكمة في خلقه وأمره لم يخلق شيئًا عبثًا ولم يشرع إلا ما هو عين المصلحة.
{الخبِيرُ} من الخبرة وهي الإحاطة ببواطن الأشياء وظواهرها. يقال: خبرت الشيء إذا عرفته على حقيقته.
فهو سبحانه الخبير، أي: الذي أحاط ببواطن الأشياء وخفاياها كما أحاط بظواهرها.
والشاهد من الآية أن فيها إثبات اسمين من أسمائه سبحانه: الحكيم، الخبير، وهما يتضمنان صفتين من
صفاته وهما الحكمة والخبرة.
------
[ المصدر ]
http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf
|