بعد محاورة و مراجعة وتأمل 0000
أقول في المسألة والإستدلال بالآية التي في صدر المقال 000
وأما الآن فأرى أن الإستدلال بقوله وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق 00
نظر لأنها قد تكون خاصة بالأعراب الذين لم يهاجروا من أرض الحرب 000فتحتاج المسألة إلى تأمل هل العبرة بعموم اللفظ كما يقال لابخصوص السبب 00نعم أبو جندل لم ينصره الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه مع هجرته إليه لأنه قد كان بين النبي صلى الله عليه وسلم وكفار قريش ميثاق وهو صلح الحديبية ولكن هذا قد يقال حكم أخذ من السنةلامن معنى الآية إلا أن يقال هذا الفعل منه صلى الله عليه وسلم يدل أن العبرة في الآية بعموم اللفظ فالله أعلم 0
فيكفينا حديث أبي جندل وقضية الحديبية إذن في الإستدلال أنه إذا كان ثم ميثاق بيننا وبين الكفار بعدم مقاتلتهم واستنصرنا أحد من إخواننا أننا لايجب علينا النصر وخاصة والجهاد في العراق يحتاج إلى قتال دولة بدبابت وطائرات وإلا كانت المفسدة أرجح كما تقدم في المقال
مع بقاء قولي بأنهم لاينبغي أن يذهبوا بلا قدرة وإذن من ولي أمر بلادهم
وإليك المحاورة الرائعة والتي جرت بين العلامة الألباني ومن يسأل عن الجهاد في وقت الضعف في دولة من الدول:
فتــوى فـي حـكم نصرة المسلمـين المحارَبـين الضـعفاء بالأنفــس
1 فتوى في حكم نصرة المسلمين المحارَبين الضعفاء بالأنفس
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدِّين؛ أما بعد:
فقد سُئل الشيخ الألباني رحمه الله تعالى عن حكم نصرة المسلمين الضعفاء في البوسنة المحارَبين من قِبل الصِّرب وبمساعدة الدول الكافرة العظمى، وقد جرت بين الشيخ رحمه الله تعالى وبين السائل نقاش؛ فأحببت نشره لتعم الفائدة، وخاصة ونحن نعيش في هذه الظروف التي حاصر فيها الكفَّار بعض الدول الإسلامية أو بعض مدنها، بل واحتلوا الكثير منها، ومع قلة العلماء والعلم اضطربت الأقوال وتنازع الناس؛ فكان لا بدَّ للرجوع إلى فتاوى أهل العلم المعتبرين الذين عاصروا مثل هذه الأحداث والفتن، فكان هذا المقال.
من شريط ((أسئلة عبـر الهاتـف)):
السائل: في سؤال آخر حول قضية الأخوة في البوسنة.
الشيخ الألباني: نعم.
السائل: أنا سمعتُ بأنَّكم قلتم لبعض الإخوة الذين أرادوا الذهاب والمساعدة بأنفسهم؛ جهِّزوا أنفسكم.
الشيخ: نعم.
السائل: معنى هذا؛ عدم النصيحة بالذهاب إلى هناك.
الشيخ: هو كذلك.
السائل: أما ترَون أنَّ الناس هناك بحاجة إلى مساعدة؟!
الشيخ: كيف لا أرى، كيف لا أرى؛ ولكن هل تكون المساعدة بزيادة إهلاك النفوس المؤمنة دون فائدة تُرجى؟! وين الإعداد الذي أُمرنا به في القرآن الكريم؟!
السائل: لكن إن كان هناك فائدة؟
الشيخ: إن كنت تؤمن بأنَّ هناك فائدة فيجب.
السائل: طيب جزاك الله خيراً.
[وأراد السائل أن ينهي الاتصال!!]
فقال الشيخ: ألو ... ألو
السائل: نعم؛ أنا معك.
الشيخ: فهل أنت مؤمنٌ؟
السائل: نعم.
الشيخ: ما هي الفائدة؟!
السائل: أنَّ هناك مسلمين ضعفاء!!.
الشيخ: يا أخي لا تحكي لي الواقع؛ قل لي: ما هي الفائدة؟!
السائل: معاونتهم، مساعدتهم، نصرتهم.
الشيخ: الله يهديك؛ معاونتهم تحتاج إلى معاونة دول!!؛ مش أفراد وأشخاص، المسألة بدها جيوش منظمة مدربة على استعمال السلاح الحديث، بدها دبابات ، بدها طيارات، ... إلى آخره، شو عم تحكي وسائل فردية هذه؟!؛ يعني نحن لو أرسلنا من هنا وهناك ألف شخص، هؤلاء سيرحون طعمة للنار، شو يعملوا هؤلاء بالنسبة للدبابات والمدمِّرات؟!
وواصل الشيخ قائلاً: سبحان الله؛ يعني أنا أتعجب من الشباب المسلم، كيف لا ينظر في هذه القضايا إلا كما يقول المثل العربي القديم: فلان لا ينظر أبعد من أرنبة أنفه.
أنا سألتك: في فائدة؟ قلت لي: نعم.
السائل: نعم.
الشيخ: شو هي الفائدة؟ أنَّهم ضعفاء!!، كأنَّك الله يهديك يا أبا صهيب كأني لا أعرف أنَّهم ضعفاء، وأنَّهم قِلَّة - أشخاصاً وسلاحاً - بالنسبة للصرب أولاً، وبالنسبة للدول المؤيِّدة لها ثانياً؛ وبخاصة الأمريكان هؤلاء الذين أهلكوا الحرث والنَّسل.
السائل: نعم.
الشيخ: أما تدري هذه الحقائق؟!
السائل: نعم.
الشيخ: كيف تقول في فائدة؟! في فائدة لإهلاك المسلمين عبثاً!!.
وهذه التجربة في أفغانستان؛ هل تتصوَّر أن يُمكن للجهاد أن تقوم قائمته في البوسنة والهرسك بأحسن مما كان في أفغانستان؟
السائل: لا.
الشيخ: ويش كانت النتيجة هناك؟!
[سكت السائل]
فواصل الشيخ قائلاً: النتيجة أننا حصدنا الحنظل!!.
السائل: نعم.
واصل الشيخ كلامه: وأهلكنا الحرث والنَّسل؛ بسبب أننا خالفنا الشرع في قضايا كثيرة وكثيرة جداً؛ من أظهرها كما دلَّت الخواتم السيئة: ((ولا تكونوا من المشركين. من الذين فرَّقوا دينهم وكانوا شيعاً، كل حزب بما لديهم فرحون))، سبعة أحزاب يقاتِلون حزباً واحداً؛ هو الحزب الشيوعي!!.
السائل: نعم.
الشيخ: حزب شيوعي كافر، ثلاثة أحزاب مسلمة؛ كيف صار هذا؟!
وكذلك؛ نحن لا تنسى - وإن بعدت بك الدَّار عنَّا - لا تنسى المبدأ؟ لا بدَّ من البدء بالتصفية والتربية.
السائل: نعم.
الشيخ: وبعدين؛ تذكر قول الله عزَّ وجل: ((وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم))
إنتهى 00
ولأن أكون ذنبا في الحق خيرا من أن أكون رأسا في الباطل كما قال بعض مشائخ السنةقديما وبالله التوفيق 0
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|