السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسوق لكم بعض أقوال المالكية في الفرقة الصوفية الذين يزعمون في بلادنا أنهم مالكية
قال عبد الله بن يوسف (ترتيب (2/54)) : كنا عند مالك بن أنس، فقال له رجل من أهل نصيبين، يا أبا عبد الله، عندنا قومٌ يقال لهم الصوفية، يأكلون كثيراً،
فإذا أكلوا أخذوا في القصائد، ثم يقومون فيرقصون، قال مالك: هم مجانين؟ فقال لا. قال هم صبيان؟ قال لا هم مشائخ عقلاء،
قال مالك: ما سمعنا أن أحداً من أهل الإسلام يفعل هكذا، قال الرجل: بل يأكلون ثم يقومون، فيرقصون يلطم بعضهم رأسه وبعضهم وجهه.
فضحك مالك وقام إلى منزله.
فقال أصحاب مالك: يا هذا أدخلت والله مشقة على صاحبنا، لقد جالسناه نيفا وثلاثين سنة، فما رأيناه يضحك إلا هذا اليوم.
قال مروان بن محمد الأسدي متلاميذ مالك (ترتيب (3/226)): ثلاثة لا يؤتمنون في دين : الصوفي , والقصاص , ومبتدع يرد على أهل الأهواء .
وذكر القرطبي ( 11/237)أنه سئل الإمام أبو بكر الطرطوشي:
ما يقول سيدنا الفقيه في مذهب الصوفية؟ وأعلم – حرس الله مدته- أنه أجتمع جماعة من الرجال فيكثرون
من ذكر الله تعالى وذكر محمد صلى الله عليه وسلم ثم إنهم يوقعون بالقضيب على شيء من الأديم ويقوم بعضهم يرقص
ويتواجد حتى يقف مغشياً عليه، ويحضرون شيئا يأكلونه هل الحضور معهم جائز أم لا؟ أفتونا مأجورين وهذا القول الذي يذكرونه:
يا شيخ كف عن الذنوب قبل التفرق والزلل
وأعمل لنفسك صالحاً مادام ينفعك العمل
أما الشباب فقد مضى ومشيب رأسك قد نزل
وفي مثل هذا ونحوه
الجواب: يرحمك الله – مذهب الصوفية بطالة وجهالة وضلالة، وما الإسلام إلا كتاب الله وسنة رسوله،
وأما الرقص والتواجد فأول من أحداثه أصحاب السامري، لما أتخذ لهم عجلاً جسدا له خوار قاموا يرقصون حواليه ويتواجدون،
فهو دين الكفار وعباد العجل، وأما القضيب فأول من أتخذه الزنادقة ليشغلوا به المسلمين عن كتاب الله تعالى،
وإنما كان يجلس النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه كأنما على رؤوسهم الطير من الوقار،
فينبغي للسلطان ونوابه أن يمنعهم من الحضور في المساجد وغيرها ولا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضر
معهم ولا يعينهم على باطلهم، هذا مذهب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهم من أئمة المسلمين، وبالله التوفيق .
وقال القرطبي (10/ 366): قال ابن عطية: تعلقت الصوفية في القيام والقول بقوله تعالى { إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ }الكهف14,
قلت: وهذا تعلق غير صحيح! هؤلاء قاموا فذكروا الله على هدايته وشكروا لما أولاهم من نعمة ونعمته، ثم هاموا على وجوههم منقطعين إلى ربهم
خائفين من قومهم، وهذه سنة الله في الرسل والأنبياء والفضلاء والأولياء، أين هذا من ضرب الأرض بالأقدام والرقص بالأكمام!
وخاصة في هذه الأزمان عند سماع الأصوات الحسان من المرد والنسوان هيهات! بينهما والله ما بين الأرض والسماء،
وثم هذا حرام عند جماعة العلماء على ما يأتي بيانه في سورة لقمان إن شاء الله تعالى، وقد تقدم في (سبحان)
عند قوله تعالى {وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً }الإسراء37, ما فيه كفاية.
وقال الإمام أبو بكر الطرطوشي، وسئل عن مذهب الصوفية فقال: وأما الرقص والتواجد فأول من أحدثه أصحاب السامري
لما أتخذ لهم عجلا جسدا خوار قاموا يرقصون حواليه ويتواجدون، فهو دين الكفار وعباد العجل على ما يأتي .
وقال أبو فارس عبد العزيز بن محمد الفارسي( الفتوى المالكية(ص18): وهذه الطائفة أشد ضررا على المسلمين من مردة الشياطين،
وهي أصحاب الطوائف للعلاج، وأبعدها عن فهم طرق الاحتياج، لأنهم أول أصلٍ أصلوه في منهجهم بغض العلماء والتنفير عنهم،
ويزعمون أنهم عندهم قطاع الطريق، المحجوبون بعلمهم عن رتبة التحقيق، فمن كانت هذه حالته، سقطت مكانته، وبعدت معالجته،
فليس الكلام معه فائدة والمتكلم معه يضرب حديدا بارداً.
وقال أيضا(ص19): وأعلموا أن هذه البدعة في فساد عقائد العوام أسرع من سريان السم في الأجسام،
وأنها أضر في الدين من الزنا السرقة وسائر المعاصي والآثام، فإن هذه المعاصي كلها معلوم،
معلوم قبحها عند من يرتكبها، ويجتلبها، فلا يلبس مرتكبها على أحد، وترجى له التوبة منها والإقناع عنها،
وصاحب هذه البدعة يرى أنها أفضل الطاعات، وأعلى القربات، فباب التوبة عنده مسدود، وهو عنه شرود طرود،
فكيف ترجى له منها التوبة، وهو يعتقد أنها طاعة وقربة،
بل هو من من قال الله تعالى فيهم {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً(*)الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً }الكهف 103 – 104,
وممن قال تبارك وتعالى فيهم {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً }فاطر8 (( .
وقال(ص21): ولا تنشأ هذه العلل إلا من مرض في القلب خفي، أو حلق جلي، فاحذروها واحذوا أهلها، ولا تغتروا بهم، ولو أنهم يطيروا في الهواء
ويمشون على الماء، فإن ذلك فتنة لمن أراد الله فتنته، وعلم شقوته، قال تعالى { وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً }المائدة41,
وتم بحمد الله