عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 14-06-2011, 12:13PM
ماهر بن ظافر القحطاني ماهر بن ظافر القحطاني غير متواجد حالياً
المشرف العام - حفظه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2003
الدولة: جدة - حي المشرفة
المشاركات: 5,146
إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى ماهر بن ظافر القحطاني إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى ماهر بن ظافر القحطاني إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى ماهر بن ظافر القحطاني
افتراضي العمرة في رجب هل ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين
فمن السنن المهجورة الاعتمار في رجب لثبوت ذلك عن الصحابة من غير خلاف اعلمه فلايبدع الفاعل لذلك وقد كتب رسالة مختصرة في بيان مشروعيتها وعدم ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم لايعني بدعيتها كما نقول تحريم بيع المصحف يكفينا ثبوته عن الصحابة فقولهم وعملهم اذا لميختلفوا سنة فقلت في رسالتي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده أما بعد
فالحمدلله فمنذ زمن وأنا أرى العمرة في رجب لعمل الصحابة رضوان الله عليهم غير اني لاأعلم اصلا ثابتا كما ذكر بن حجر وذكرت في خطبة الجمعة بتخصيصة بصلاة كالرغائب أو بصيام وان الاحاديث الواردة في تخصيصه بذلك فضعيفة إلا أن ابن عمر كان يصوم الاشهر الحرم ولكن لاأعلم اصلا لافراد رجب دون غيره كما يفعل ربما بعض العامة
واما المرفوع وماقاله بعض الأفاضل من شيوخنا أنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه اعتمر في رجب فوهم كما ذكر ابن القيم في زاد المعاد
وذلك وان كنت أقول به سابقا إلا أني رجعت والحمدلله وذلك لأن الحديث المعتمد عندهم في اعتمار النبي صلى الله عليه وسلم في رجب هو مارواه مسلم في صحيحه عن عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ كُنْتُ أَنَا وَابْنُ عُمَرَ مُسْتَنِدَيْنِ إِلَى حُجْرَةِ عَائِشَةَ وَإِنَّا لَنَسْمَعُ ضَرْبَهَا بِالسِّوَاكِ تَسْتَنُّ قَالَ فَقُلْتُ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَجَبٍ قَالَ نَعَمْ فَقُلْتُ لِعَائِشَةَ أَيْ أُمَّتَاهُ أَلَا تَسْمَعِينَ مَا يَقُولُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَتْ وَمَا يَقُولُ قُلْتُ يَقُولُ اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَجَبٍ فَقَالَتْ يَغْفِرُ اللَّهُ لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَعَمْرِي مَا اعْتَمَرَ فِي رَجَبٍ وَمَا اعْتَمَرَ مِنْ عُمْرَةٍ إِلَّا وَإِنَّهُ لَمَعَهُ قَالَ وَابْنُ عُمَرَ يَسْمَعُ فَمَا قَالَ لَا وَلَا نَعَمْ سَكَتَ
فهذا كما قال ابن القيم وهم من ابن عمر وهمته عائشة رضي الله عنها ولم يعقب عليها بعد انكارها ولايقال هنا من حفظ حجة على من لم يحفظ فهناك فرق بين هذه القاعدة ووهم الراوي فالراوي احيانا يهم في الاثبات اذا دلت القرائن على وهمه كما وهم حبر الامة كما قال سعيد بن المسيب في كون النبي صلى الله عليه وسلم نكح ميمونة وهو محرم
فلم يقول المحققون كسعيد ابن المسيب من كبار التابعين ان ابن عباس حفظ بل وهمه لثبوت قرائن تدل على توهيمه منها أن السفير في النكاح ابو رافع قال نكح النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة وهو حلال ثانيا تعارض قوله مع فعله لوثبت تعارضا كليا فقد نهى المحرم عن النكاح
وكذلك في عمرة رجب قد وهم ابن عمر كما ذكر ابن القيم ووهمته عائشة والقرائن تدل على الوهم منها
أنها لما وهمته كما سبق سكت ولو كان متثبتا لما سكت لأن الساكت عن الحق شيطان اخرس فلولا انه تردد بعدانكارها أو اقرها لما سكت
ثانيا أن الصحابة لم ينكروا على عائشة توهيمها
ثالثا ان المشهور المتناقل انه اعتمر اربع عمر ليس شيء منها في رجب وقد وافقت رواية انس لعمر النبي صلى الله عليه وسلم كلام عائشة
فروى البخاري في صحيحه عَنْ قَتَادَةَ قَالَ سَأَلْتُ أَنَسًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ رَدُّوهُ وَمِنْ الْقَابِلِ عُمْرَةَ الْحُدَيْبِيَةِ وَعُمْرَةً فِي ذِي الْقَعْدَةِ وَعُمْرَةً مَعَ حَجَّتِهِ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ وَقَالَ اعْتَمَرَ أَرْبَعَ عُمَرٍ فِي ذِي الْقَعْدَةِ إِلَّا الَّتِي اعْتَمَرَ مَعَ حَجَّتِهِ عُمْرَتَهُ مِنْ الْحُدَيْبِيَةِ وَمِنْ الْعَامِ الْمُقْبِلِ وَمِنْ الْجِعْرَانَةِ حَيْثُ قَسَمَ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ وَعُمْرَةً مَعَ حَجَّتِهِ
رابعا اقرار ابن عمر ابتداءا ان النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر اربع عمر ولكن وهم في أن احدها في رجب
فرجع الامر الى التضاد بين الاخذ بخبر ابن عمر او انس خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤيد بقول امنا عائشة بل ثبوت ذلك عن ابن عباس فصار الشهود ثلاثة فقد خرج ابو داود باسناد صحيح عن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَ عُمَرٍ عُمْرَةَ الْحُدَيْبِيَةِ وَالثَّانِيَةَ حِينَ تَوَاطَئُوا عَلَى عُمْرَةٍ مَنْ قَابِلٍ وَالثَّالِثَةَ مِنْ الْجِعْرَانَةِ وَالرَّابِعَةَ الَّتِي قَرَنَ مَعَ حَجَّتِهِ

فكان الترجيح ان خبر الثلاثة من كبار علماء الصحابة ولاسيما انس خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم مع اقرار الصحابة توهيم امنا عائشة لابن عمر وسكوت ابن عمر مقتضاه وهمه وهذا مما افهمه والفضل لله سبحانه ومااوتيتم من العلم الاقليلا
ومع ذلك فالعمرة في رجب وتخصيصها بذلك مشروع كما نقول في محرم يسن صومه ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه لثبوت سنة تدل عليه وهي قوله افضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم خرجه مسلم
وعمل الصحابة اذا لم يختلفوا سنة عندنا معشر اهل الحديث
لقول النبي صلى الله عليه وسلم وستفترق امتي على ثلاث وسبعين ملة كلها في النار إلا واحدة قيل من هي قال من كان على مثل ماأنا عليه وأصحابي خرجه الترمذي وغيره
فلثبوته وهو الاعتمار في رجب عن عمر وابنه وعائشة وغيرهم من التابعين من غير خلاف نفعله ونقصده ونحمد فعل فاعله ولانبدعه
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني
المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار
maher.alqahtany@gmail.com
رد مع اقتباس