بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده أما بعد
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحذر من البدعة في كل خطبة وماذلك الا لخطرها فكان يقول شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة والبدعة ماا ستحدث في الدين واخترع في شريعة رب العالمين بعبادات لاأصل لها في سنة رسول رب الأرض والسموات صلى الله عليه وسلم قال تعالى أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله والبدعة في الحرم أشد منها في غيرها ولقد أحدث هؤلاء المطوفون الذين هم بالسنة جاهلون وعن تعليميها غافلون وفي طلب الكسب بلانظر في حله مجتهدون بدة لم يكن عليها الأولون من السلف الذين هم بهدي النبي صلى الله عليه وسلم عالمون
وهي أن يستأجروا انفسهم للصياح بالدعاء حول الكعبة ليأتم بهم فئام من الناس مرددين قولهم بصوت جماعي واحد وهي بدعة منكرة فوق كونهم يشوشون ويرددون مالايعرفون فالبدعة شعبة من شعب الكفر ليس فيها شيء صغير فصغارها يؤول لكبارها وهي أحب إلى إبليس من المعصية لأن العاصي يتوب والمبتدع لايتوب
وماأحدث قوم بدعة قط الا اماتوا من السنة مثلها كما جاء عن السلف فلما أحدثوا هذه البدعة ضيعوا معرفة سنن استلام البيت والطواف لم يسألوا عنها بزعم انه كفانا مطوفنا هذا مؤنة تعلم مناسك عمرتنا وحجنا وهو أجهل من حمار أبيه لايحفظ إلا ادعية يرددها بلاعلم وبصيرة في الدين يراهم يبتدعون بأن يرفعوا أيديهم مرات يستقبلوا بالتكبير الحجر الأسود ويقبلوا أيديهم ويحلقوا بها ولايكونوا عليهم من المنكرين بل عمله رفع الصوت بالدعاء استزله الشيطان ليصرف العباد عن حقيقة هذه العبادة العظيمة التي شرعها رب العباد وهي الطواف والتي هي كما قال ابن عباس صلاة الا انه يجوز فيها الكلام
فكان من بدعتهم التي نشروها أن كل شوط له دعاء معين وذلك والله لم يثبت عن رسول رب الأرض والسماء قال ابن القيم لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم دعاءا خاصا في الطواف إلا بين الركنين ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
فزادوا وابتدعوا وادخلنا الجنة مع الابرار ياعزيز ياجبار
ولو أنهم علموهم المناسك ونهوهم عن البدع كالتمسح بمقام ابراهيم والتعلق باستار الكعبة وغير ذلك ممايظنونه من تعظيم البيت لكان خيرا لهم ولكان لهم نصيب ممن جاء فيهم الحديث إن الله وملائكة وأهل السموات والأرض حتى الحيتان في البحر ليصلون على معلمي الناس الخير
وحديث من دل على خير فله مثل أجل فاعله ولايسمى الخير في الدين خيرا حتى يقيد باتباع السنة وماكان عليه سلف الأمة وإلا كان داخلا ببدعته المحدثة التي ينسبها للخير جهلا في المحدثين العاملين بشر الأمور في الدين وهي محدثاتها قال ابن عباس أبغض الأمور عند الله البدع
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|