سلسة دمعة عين المحدثين (7)
حديث قد انتشر يحث على تعلم السباحة وركوب الخيل
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده أما بعد
فقد انتشر حديث يحث على تعليم الأولاد السباحة والرماية وركوب الخيل ربما رأيته معلقا في دور التعليم والنوادي الرياضية بلوحة كبيرة مكتوب عليها الحديث من غير أن يذكر أصحيح هو أم ضعيف
وقد احتج به الشعراوي في تفسيره مرفوعا مما يدل على أنه كما قال الألباني على طريقة القصاص في عدم التثبت من الأحاديث
وكتابة الأحاديث في اللوحات الارشادية ونطق معلمي العلم بها من غير تثبت ولو للترغيب والترهيب لايجوز وهو داخل في ماجاء في النهي عن ذلك والذي خرجه أحمد في مسنده عن أبي قتادة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم وكثرة الحديث عني فمن قال علي فلايقولن الا حقا أو صدقال من قال علي مالم أقل فليتبوأ مقعده من النار
إذ أن من قرأه في لوحة كبيرة مثل تلك اللوح في دور التعليم من العامة قطع بصحته وكذلك الحكم عند نشر رسالة بالجوال لحديث أو في خطبة الجمعة أو حتى حديث المجالس العائلية الودية الخاصة في النزه أو على العشاء فيجب على المتكلم أن يتحرى صحة الحديث والا فيجب الاعراض عن التديث به خشية الاثم وعذاب النار
والحديث هو قول النبي صلى الله عليه وسلم : علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل
لايصح مرفوعا
بل ولاأعلم له أصل بهذا اللفظ
وانما هو بهذا اللفظ عن عمر بن الخطاب ولا يصح كما سيأتي
وأما لفظه مرفوعا فخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة
- فقال حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الطَّلْحِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ سُفْيَانَ، ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْحِمْصِيُّ، ثنا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَمِّ أَبِيهِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبِيعٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلِّمُوا أَبْنَاءَكُمُ السِّبَاحَةَ وَالرِّمَايَةَ، وَنِعْمَ لَهْوُ الْمُؤْمِنَةِ فِي بَيْتِهَا الْمِغْزَلُ، وَإِذَا دَعَاكَ أَبَوَاكَ فَأَجِبْ أُمَّكَ
سنده ضعيف فيه سُلَيْمِ بْنِ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيِّ،
مجهول كما ذكر الذهبي
وخرجه البيهقي في شعب الايمان
فقال أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي نا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني أنا أحمد بن عبيد بن إسحاق بن مبارك العطار نا أبي حدثني قيس عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
علموا أبناءكم السباحة و الرمي و المرأة المغزل
ـ عبيد العطار منكر الحديث
وهو كما قيل ضعيف جدا
وقد خرجه أخرجه الديلمي (2/ 277) كما ذكر الالباني من طريق سليم (الأصل : سليمان) بن عمرو الأنصاري ، عن عم أبيه ، عن بكر بن عبد الله بن ربيع الأنصاري مرفوعاً .
وقال هذا
إسناد ضعيف ؛ سليم بن عمرو الأنصاري مجهول ؛ قال الذهبي :
"روى عنه علي بن عياش خبراً باطلاً ، وليس هذا بمعروف" .
ثم ساق له هذا الحديث .
ولهذا ؛ قال السخاوي في "المقاصد" - وتبعه العجلوني في "كشف الخفاء" (2/ 68) - :
"وسنده ضعيف" .
قلت (ماهر )
لايتقوى الحديث بمجوع الطريقين فهو ضعيف بهذا اللفظ
لاأصل له باللفظ المشهور علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل
وانما جاء ذلك أثرا موقوفا عن عمر بن الخطاب
خرجه الحافظ اسحاق بن أبي إسحاق القراب والمتوفى في السنة التاسعة والعشرين بعد الاربعمائة من هجرة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم
وذلك في كتابه فضل الرمي في سبيل الله
فقال أخبرنا أبو حاتم محمد بن يعقوب أنبأ الحسين بن إدريس ثناسويد بن نصر أنبأ عبدالله بن المبارك عن أسامة بن زيد حدثني مكحول أن عمر بن الخطاب كتب إلى أهل الشام أن علموا أولادكم السباحة والرمي والفروسية
وهو سند ضعيف مكحول لم يسمع من عمر فهو منقطع
فالحديث لاأصل له مرفوعا بذاك اللفظ المشهور بل هو بنحوه موقوف على عمر الخليفة الراشد ولايصح اسناده موقوفا.