عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 22-02-2010, 03:19PM
أم الرميصاء السلفية أم الرميصاء السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشاركة - وفقها الله -
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 125
افتراضي شرح حديث : « من قال : إن الناس هلكوا فهو أهلكهم »

بسم الله الرحمن الرحيم

"من قال هلك الناس فهو أهلكهم " لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله

ومن أقوال أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال رحمه الله ورضي عنه، وقد مرّ على رجل عمل ذنبا وحوله أناس يسبونه؛ رجل عمل ذنبا وعلم بذنبه أناس فمرّ عليهم أبو الدرداء وهم يسبونه، فقال لهم أبو الدرداء وهو البصير بعلاج البعد عن الدين وعلاج أهل العصيان وعلاج أهل القلوب المريضة فقال لهم:
أرأيتم لو وجدتموه في قاع قليب ألم تكونوا مخرجيه منها؟ قالوا: بلى. قال: فاحمدوا الله الذي عافاكم ولا تسبوا أخاكم.
(( احمدوا الله الذي عافاكم ولا تسبوا أخاكم ) لكن أنظر إلى تمثيله بأن أهل الإيمان إذا وجدوا رجلا قد وقع في ذنب فإنهم لا يتركونه، بل مثَّلَه بمن كان في قليب لا يجد من ينجيه منها، في قاع قليب فماذا يفعل أهل الإيمان مع أخ لهم وقع في مهلكة أيسبونه ويقولون: لِم تدخل هذا القليب ولم تجعل نفسك هكذا و هكذا إلى آخره؟ لا، بل يسعون في نجاته ويحرصون على ذلك.
إذن فالسلبي هو الذي يسب، إنما مسبة العاصي لا تجوز في الشريعة؛ بل نسأل الله لإخواننا الهداية ونحمد الله الذي عافانا، ثم نسعى في أن نُنقذهم من شر الذنوب والعصيان؛ لأنهم ما أذنبوا إلا بوقوعهم فريسة لمكر إبليس عدو الله وعدونا.
إذن فهذه الوصية أيها المؤمن وصية عظيمة، إذا رأيت أحدا وقع في معصية فلابد أن تبذل له السبب، وإذا نظرنا أيها الإخوة في زماننا هذا وجدنا أن كثيرين يسمعون بأناس وقعوا في معصية، فتجده يقول هذا وقع في كذا وكذا وهذا يذهب ويسافر ويفعل كذا وكذا، وهذه العائلة حصل منها كذا و كذا، وتراه ينتقد بشدة ويسب، وربما استهزأ والعياذ بالله، وإذا سألته ما الذي عملته لإخوانك في تركهم لهذه الذنوب؟ تجده يقول: لم أفعل شيئا.
إذن كان وسيلة من وسائل الشيطان أيضا لأن النبي صَلَّى الله عليه وسلم كما قال «من قال هلك الناس فهو أهلَكهم» يعني كان بمقامه ذلك سببا في هلاكهم، والنبي صَلَّى الله عليه وسلم نهى أن نتحدث بكل ما سمعنا فقال عليه الصلاة والسلام «من حدث بكل ما سمع فهو أحد الكاذبَيْن» أو قال «أحد الكاذبِين»، فلابد أن نسعى في إصلاح الغلط وفي نصح أهل الذنب وأن نكتم الذنوب وننشر الخيرات، إذا رأينا رجلا عنده الخير فلنقل فعل كذا وكذا من الخير فإنه بذلك ينتشر الخير ويكون الناس يقتدي بعضهم ببعض في الخير، وأما إذا نشرنا الشر فإن الناس يتساهلون فيه وبه، فيقول نعم فلان فعل كذا من المعاصي وهذا فعل كذا وهذا فعل كذا فيظن الظان أن الشر أكثر من الخير فيتساهل بالشر فيُقبل عليه.
رحم الله ورضي عن أبي الدرداء وجزاه خيرا عن أصحابه وعن الأمة بعده.


المصدر : شريط بعنوان وصايا أبي الدَّرْدَاء رضي الله عنه
خطبة جمعة من الدقيقة 18:13لفضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله


____________________


شرح حديث :« من قال : إن الناس هلكوا فهو أهلكهم » لصاحب الفضيلة الشيخ الفوزان حفظه الله

السؤال :

أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة ، وهذا سائل يسأل يقول: ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : من قال : « إن الناس هلكوا فهو أهلكهم » وأرجو شرح الحديث ؟


الجواب :

نعم هذا حديث وهو صحيح لأن الإنسان إذا أساء الظن بالناس كلهم هذا لا يجوز, الناس لايهلكون جميعا يكون فيهم أهل الخير، يقول النبي صلى الله عليه وسلم يقول :" لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم " فلا يعمم الحكم على الناس وكلهم هلكوا أو يقول ما في الأرض مسلم الآن مثل ما يقول بعض الجهال ما في الأرض الآن مسلم ، ولاهناك أحد مستقيم كل الناس ظلوا هذا لا يجوز هذا تعميم لا يجوز ، وأيضا إذاقال الناس هلكوا معناه أنه يزكي نفسه ، والله جل وعلا يقول :(( فلا تزكوا أنفسكم هوأعلم بمن اتقى )) وقد يكون في الناس من هو أصلح منه وأحسن منه حالا ، نعم .

المادة الصوتية من هنا


وهذا رابط جديد للاستماع لفتوى الشيخ صالح الفوزان حفظه الله وبارك في عمره

__________________________

قال الحسن البصري : لا يصح القول إلا بعمل ، ولا يصح قول وعمل إلا بنية ، ولا يصح قول وعمل ونية إلا بالسنة



التعديل الأخير تم بواسطة أم سلافة ; 25-04-2011 الساعة 12:43AM سبب آخر: إضافة رابط
رد مع اقتباس