عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 24-10-2009, 02:00PM
أبو أحمد زياد الأردني
عضو غير مشارك
 
المشاركات: n/a
28

بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال من الجزائر
رجل مستقيم في المنهج لكنه ينظر إلى الأفلام الخليعة، ويندم بعد مشاهدة هذه الأفلام، فماذا تنصحونه ؟
أجاب الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله
درس شرح كتاب زاد المستقنع لأبي النجا المقدسي الحنبلي رحمه الله
الخميس 27/شوال/1430هـ الموافق 16/10/2009

للتحميل

تفريغ الأخت الفاضلة أم عبد الله السنية -جزاها الله خيرا-

الحقيقة أنَّنا الآن لا نُنزلهُ من وصف الاستقامة إذا كان غيرَ مُدمنٍ بمعنى أنَّ النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم ذَكَرَ عن رجلٍ أذنبَ ذنبًا فقال (( اللَّهُمَّ إِنِّي أَذْنَبْتُ ذَنْبًا فَاغْفِرْهُ لِي )) فَغَفَرَ له، فمكث بُرهة فأذنب، فقال الله -عزَّ وجلَّ- (في الثَّالثة والرَّابعة لا يحضُرني) « عَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا غَفُورًا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ فَلْيَفْعَلْ عَبْدِي مَا شَاءَ »، فإذا كان الرَّجل في كلِّ مرَّة يُحقِّق شروط التَّوبة، في كلِّ مرَّةٍ من العزمِ والنَّدمِ ونحو ذلك، ثمَّ بعد بُرهةٍ تغلبهُ نفسهُ ثمَّ يرجعُ ويتوبُ، لا يُدمنُ، فهذا ما نُنزله من وصف الصَّلاح لأنَّه في كلِّ مرَّةٍ تغلبهُ نفسهُ، وهو يفعلُ شروطَ التَّوبةِ في كلِّ مرَّةٍ والدَّليل هذا الذِّي ذكرتُ لكم أنَّ الله أثنى عليه ثُنًّا بقوله « عَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا غَفُورًا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ »، ما كان يُدمنُ.
لكن الفاسق ما هو؟، الفاسقُ هو الذِّي لا يُحقِّقُ شروطَ التَّوبةِ، ينوي البقاءَ ولا يعزمُ كلَّ مرَّةٍ على شروط التَّوبةِ، مفهوم؟؛ لا بدَّ من هذا الشَّرط وإلَّا أغلب النَّاس يكنون فَسَقَةٌ لأنَّ من المعلوم أن كثير من الصَّالحين "ما ودِّي اغتاب"، ثمَّ يأتي (-) أو شيء يُنفِّس عن نفسه ويقول "هذا الخادم كأنَّه سيِّد في البيت" يغتابُهُ في لحظة، ويكون عَزَمَ على عدم العودةِ للغيبةِ، فاغتابَ؛ فمعنى ذلك النَّاس أغلبهم فَسَقَة؛ ولو يكنون كذلك، ما دام عنده المَلَكَة هذه، أنَّه في كلِّ مرَّةٍ يُذنبُ يتوبُ ويُحقِّقُ شروطَ التَّوبةِ ويستقيمُ ثمَّ تغلبهُ نفسهُ ويرجعُ يتوبُ من غيرِ تأخيرٍ ولا إدمانٍ فهذا لا نُنزلهُ من وصف الصَّلاح لكن عليه أن يُقلع وينظرَ للأسباب التِّي جعلته ينظرُ للأفلامِ الخليعةِ، فيترك، فيُكسِّر الفيديو من بيته، ولا يحطّ قنوات فضائيَّة، ولا يمشي مع أصحابِ سوءٍ، ولا يكلِّمُ فتيات، ويمشي مع الصَّالحين في طلب العلم والبحث العلمي حتَّى يُغلق عن نفسهِ كلَّ سببٍ يرجعُهُ يعودُ للنَّظرِ للأفلامِ الخليعةِ.

التعديل الأخير تم بواسطة أم سلافة ; 04-01-2011 الساعة 04:23AM
رد مع اقتباس