مجلة معرفة السنن والآثار العلمية

مجلة معرفة السنن والآثار العلمية (http://www.al-sunan.org/vb/index.php)
-   منبر أصول الفقه وقواعده (http://www.al-sunan.org/vb/forumdisplay.php?f=19)
-   -   هل من الصحيح بعد الاستخارة انتظار انشراح النفس وعدمه للإقدام على فعل الأمر المراد ؟ (http://www.al-sunan.org/vb/showthread.php?t=5563)

أم محمود 20-01-2010 03:27AM

هل من الصحيح بعد الاستخارة انتظار انشراح النفس وعدمه للإقدام على فعل الأمر المراد ؟
 
هل من الصحيح بعد الاستخارة انتظار انشراح النفس وعدمه للإقدام على فعل الأمر المراد ؟ الشيخ بازمول

بسم الله الرحمن الرحيم
هناك مسألة رأيت كثير من الناس يفعلها في الاستخارة وهي أنه يصلي صلاة الاستخارة لأمر من الأمور ثم بعد الصلاة والدعاء ينتظر وجود أمر في قلبه من انشراح قلبه لفعل هذا الأمر أو عدم انشراح ، ويبني على ذلك فعله لهذا الشيء أو عدمه ، وإذا لم يجد رجحان لذلك كررالصلاة ....
والذي ينبغي هو أنه ينظر في صلاح هذا الأمر بنفسه ويفضل استشارة أهل العلم وأهل الخبرة في ذلك الموضوع وهل فيه مخالفة شرعية ونحو ذلك ، فإذا ظهر له أن هذا الأمر شر تركه ، وإذا ظهر له صلاح هذا الأمر عزم عليه فيبقى أمر الباطن والعواقب وحقيقة الأمر في علم الله تعالى هل هو خير أم شر ، فحينئذ يستخير ويمضي فإن كان له فيه خير يسره الله له وإن كان فيه شر لم يتيسر له بحول الله وقوته قال الله تعالى :((..... وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ))(آل عمران -159 )، والتوكل قد عرفه أهل العلم بأنه /
الاعتماد بالقلب على الله مع الأخذ بالأسباب ، فمن نظر في الأمر الذي يريده ، واستشار-إن احتاج إلى ذلك- ورأى أن فيه خيراً ودعا الله عزوجل واستخاره مخلصاً له مفتقراً إلى علم الله المحيط وقدرته العظيمة وفضله الواسع ..، فقدأخذ بالأسباب واعتمد بقلبه على الله تعالى وتوكل عليه حق التوكل ، وما بقي عليه إلا المضي في الأمر وكل شيء بأمر الله وقضاءه ، أما أن يرى الإنسان أن ظاهر هذا الأمر خير ثم يستخير وبعدها ينتظر انشراح النفس وعدم الانشراح فهذا مما ليس عليه دليل -كما ظهر لي - وإن قال به بعض أهل العلم ، ولو أنك نظرت إلى حديث الاستخارة لما وجدت فيه دليل لهذا الخطأ الذي يفعله كثير من الناس ، والله أعلم بالصواب .
والحمد لله أنني بعد مدة ظفرت بكلام وافق ما في نفسي وسأنقله لكم .

فأسوق لكم الآن عدة فوائد في الاستخارة ذكرها الشيخ محمد بن عمر بن سالم بازمول -بارك الله فيه - في كتابه ( بغية المتطوع في صلاة التطوع ) ومن ضمن هذه الفوائدة هذه المسألة التي ذكرتها :
حيث قال الشيخ / محمد بازمول :
(صلاة الاستخارة
شرع الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته أن يستعملوا الله ما عنده في الأمور التي تمر بهم في حياتهم ، وأن يطلبوه تعالى الخيرة فيها، وذلك بأن علمهم صلاة الاستخارة مكان ما كان يفعل في الجاهلية من الطيرة والاستقسام بالأزلام والقداح.
وهذه الصلاة هي ما ورد فيما يلي:
عن جابر بن عبدالله ـ رضي الله عنهماـ ؛ قال: كان رسول الله ـ صلىالله عليه وسلم ـ يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن ؛ يقول : "إذا هم أحدكم بالأمر ؛ فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم؛ فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ( أو قال : عاجل أمري أو آخره) ؛ فاقدره لي ، ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ،وإن كنت تعلم أن في هذا شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ( أو قال : في عاجل أمري وآجله ) ؛ فاصرفه عني ، واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به" . قال: " ويسمي حاجته" أخرجه البخاري(1).

قلت : وفي الحديث فوائد:

الأولى : فيه مشروعية صلاة الاستخارة ، وفيه ما يشعر بوجوبها(2)

الثانية : فيه أن الاستخارة تشرع في أي أمر؛ سواء كان عظيما مهما أم حقيرا.

قال النووي : "الاستخارة مستحبة في جميع الأمور؛ كما صرح به نص هذا الحديث الصحيح"(3).اهـ .
قلت : وظاهر أن فعل الواجبات وترك المحرمات وفعل المستحبات وترك المكروهات لا استخارة فيها من جهتها .
نعم ؛ تدخل الاستخارة في الواجب والمستحب المخير ، وفيما كان زمنه موسعا(4) .
قال ابن حجر : " ويتناول العموم العظيم من الأمور والحقير، فرب حقير يترتب عليه الأمر العظيم"(5). اهـ .

الثالثة :وفيه أن صلاة الاستخارة ركعتين من غير الفريضة .

قال النووي : " والظاهر أنها تحصل بركعتين من السنن الرواتب ، وبتحية المسجد ، وغيرها من النوافل"(6) . اهـ .
قلت : مراده ـ والله أعلم ـ إذا تقدم الهم بالأمر على الشروع في فعل الصلاة (7) ،وظاهر كلام النووي أنه سواء نوى صلاة الاستخارة وتلك الصلاة بعينها أم لم ينو ، وهو ظاهر الحديث.
قال العراقي : " إذا كان همه بالأمر قبل الشروع في الراتبة ونحوها ، ثم صلى من غير نية الاستخارة ، وبدا لهبعد الصلاة الإتيان بدعاء الاستخارة؛ فالظاهر حصول ذاك"(8) . اهـ .

الرابعة : وفيه : أن الاستخارة لا تكون في حال التردد؛

لأنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " إذا هم أحدكم بالأمر " ، ولأن الدعاء جميعه يدل على هذا.
فإذا كان المسلم مترددا في أمر، وأراد الاستخارة ، عليه أن يختار منهما أمرا ، ويستخير عليه، ثم بعد الاستخارة يمضي فيه ، فإن كان خيرا ؛ يسره الله له وبارك له فيه ، وأن كان غير ذلك ؛ صرفه عنه ، ويسر له ما فيه الخير بإذنه سبحانه وتعالى.

الخامسة: وفيه : أنه لايتعين في الركعتين قراءة سورة أو آيات معينة بعد الفاتحة(9) .

السادسة : وفيه: أن الخيرة تظهر بتيسير الأمر والبركة فيه ، وإلا ؛ صرف المستخير عنه ، ويسر له الخير حيث كان .

السابعة : وفيه : أن المسلم إذا صلى صلاة الاستخارة ؛ مضى لما عزم عليه ، سواء انشرح صدره أم لا (10).

قال ابن الزملكاني : (( إذا صلى الإنسان ركعتي الاستخارة لأمر ؛ فليفعل بعدما بدا له ، سواء انشرحت نفسه له أم لا ، فإن فيه الخير ، وإن لم تنشرح له نفسه )). قال :(( وليس في الحديث اشترط انشراح النفس )) (11)

الثامنة : محل الدعاء ( دعاء استخارة ) يكون بعد السلام ؛


لقوله عليه الصلاة والسلام :
(( إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل ....)) ؛ إذ ظاهره أنه بعد السلام . واختار شيخ الإسلام ابن تيمية أن دعاء الاستخارة يكون قبل السلام (12) .




Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

 


Security team