[9] دمعة حزن المحدثين (( حديث في رؤية أهل الجنة الله بكرة وعشية ))
سلسة دمعة حزن المحدثين (9) حديث في رؤية أهل الجنة الله بكرة وعشية بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد ،، فقد ذكر بعض الكتاب مقالا ناقلا فيه من كتب المفسرين أن الله يرى غدوة وعشية في الجنة اعتمادا على حديث أسندوه وبرأوا ولم يقولوا بصحته فاغتر به وبنى حكما خبريا يبنى عليه اعتقاد وهو أن الله يرى في الجنة غدوة وعشيا ولايصح الحديث نعم فذلك المنى والفرح أن نرى ربنا بكرة وعشية بل في كل ساعة في الجنة لو أن ذلك ثابت عن رسولنا صلى الله عليه وسلم فقد نهانا رسول ربنا صلى الله عليه وسلم أن نذكر للناس حديثا لم نتثبت من صحته كما خرجه الامام أحمد عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ الْحَدِيثِ عَنِّي مَنْ قَالَ عَلَيَّ فَلَا يَقُولَنَّ إِلَّا حَقًّا أَوْ صِدْقًا فَمَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ حديث حسن صرح فيه ابن اسحاق بالسماع وقد قال ابن تيمية تميزت امة محمد عن النصارى أن أمتنا يسندون ويثبتون مما يرون من بطون الكتب وأما النصارى فيجدو كلاما معلقا في كتبهم قال بولص قال فلان من غير تثبت فيعتبرونه بلااسناد(انتهى معنى كلامه) قال الامام أحمد عندما سأله انسان عندي كتاب فيه الصحيح والضعيف أي لم يشترط مصنفه الصحة كالطبري والقرطبي وابن كثير فهل نروي من الكتاب الذي لم يلتزم يعني صاحبه الصحة كل شيء فقال لا حتى يسأل أهل العلم كما في المسودة لآل ابن تيمية فالحديث الوارد في رؤية الله سبحانه وتعالى بكرة وعشية لايصح اسناده وقد ضعفه من هو أعلم ممن ذكر الكاتب بالحديث وعلله وهو الترمذي حيث أن فيه راوي قال عنه سفيان الثوري من أركان الكذب مع أن من ذكرت لم يصححوه بل أسندوا فبرءوا فمن أسند فقد برأ إلا السعدي رحمه الله فلم يذكره حديثا بل قولا لم يسنده والحق لايعرف بالكثرة بل بمن اتبعه وعرفه فهذا أبو بكر الصديق هدي لحرب الردة ضد المانعين للزكاة وخالفوه كثرة والحق معه ورجعوا الى قوله رضي الله عنه وقد خالف من ذكر كالطبري والقرطبي والسعدي وابن كثير الترمذي مع أن هؤلاء لم ينصوا على صحة الحديث بل مشوا على قاعدة من أسند فقد بريء وقد أسندوا كما فعل الامام أحمد في مسنده رحمة الله على الجميع فالحديث ضعفه الترمذي مرفوعا وموقوفا لأنه من طريق ثوير المتهم بمذهب الرفض وسب الصحابة وهو كما قال سفيان الثوري من أركان الكذب وقال يحيى بن معين ليس بشيء وضعفه آخرون وقد ذكر الترمذي أن الأوجه كلها ترجع إليه أي طرق الحديث فاسناده اما مكذوب أو ضعيف جدا فلنعتبر قلو سفيان الثوري ومن فسر جرحه ولم يذكر له تعديل معتبر قال الترمذي في جامعه حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَخْبَرَنِي شَبَابَةُ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ ثُوَيْرٍ قَال سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً لَمَنْ يَنْظُرُ إِلَى جِنَانِهِ وَأَزْوَاجِهِ وَنَعِيمِهِ وَخَدَمِهِ وَسُرُرِهِ مَسِيرَةَ أَلْفِ سَنَةٍ وَأَكْرَمَهُمْ عَلَى اللَّهِ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى وَجْهِهِ غَدْوَةً وَعَشِيَّةً ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ قَالَ أَبُو عِيسَى وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ ثُوَيْرٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا وَرَوَاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبْجَرَ عَنْ ثُوَيْرٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ مَوْقُوفًا وَرَوَى عُبَيْدُ اللَّهِ الْأَشْجَعِيُّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ ثُوَيْرٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَوْلَهُ وَلَمْ يَرْفَعْهُ حَدَّثَنَا بِذَلِكَ أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ الْأَشْجَعِيُّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ ثُوَيْرٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ نَحْوَهُ وَلَمْ يَرْفَعْهُ فكل الاسانيد عن ثوير بن أبي فاتخة الكوفي وقد ضعفه في موطن آخر فقال غريب وهو يعني ضعيف عند أهل هذه الصناعة فقال أيضا حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنِي شَبَابَةُ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ ثُوَيْرٍ قَال سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً لَمَنْ يَنْظُرُ إِلَى جِنَانِهِ وَأَزْوَاجِهِ وَخَدَمِهِ وَسُرُرِهِ مَسِيرَةَ أَلْفِ سَنَةٍ وَأَكْرَمُهُمْ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى وَجْهِهِ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ وَقَدْ رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ إِسْرَائِيلَ مِثْلَ هَذَا مَرْفُوعًا وَرَوَى عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبْجَرَ عَنْ ثُوَيْرٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَوْلَهُ وَلَمْ يَرْفَعْهُ وَرَوَى الْأَشْجَعِيُّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ ثُوَيْرٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَوْلَهُ وَلَمْ يَرْفَعْهُ وَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا ذَكَرَ فِيهِ عَنْ مُجَاهِدٍ غَيْرَ الثَّوْرِيِّ حَدَّثَنَا بِذَلِكَ أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ الْأَشْجَعِيُّ عَنْ سُفْيَانَ وَثُوَيْرٌ يُكْنَى أَبَا جَهْمٍ وَأَبُو فَاخِتَةَ اسْمُهُ سَعِيدُ بْنُ عِلَاقَةَ واخرجه احمد وابويعلى والطبراني وغيرهم كلهم من طريق ثوير كما بينه الترمذي وهو كما قال سفيان من أركان الكذب وقال يحيى بن معين ليس بشيء وضعف الحديث الذهبي والذي استدرك على الحاكم تصحيحه ومن المعاصرين العلامة الألباني وقد قال بن تيمية الحاكم واسع الخطو في الحكم بالصحيح قال ابن تيمية اذا اختلف العلماء فلايكون قول بعضهم حجة على بعض إلا بالأدلة الشرعية قال تعالى فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ذلك خير وأحسن تأويلا ويغني عنه ماثبت في رؤية الله في العرصات وفي الجنة يراه المؤمنون المتبعون للرسول صلى الله عليه وسلم القائل كما في مسند أحمد إياكم وكثرة الحديث عني فمن قال علي فلايقولن إلا حقا أو صدقا من قال علي مالم أقل فليتبوأ مقعده من النار قيل للإمام أحمد كما في المسودة لآل ابن تيمية الكتاب عندي يكون فيه الضعيف والصحيح وأقاويل الصحابة هل انقل منه للناس قال حتى تسأل أهل العلم فمن نقل من كتاب ليس بمحقق فليسأل عن أحاديثه أهل التخصص والرجوع للحق والتثبت قبل العجلة والاعتراف به صفة اهل الحديث الطائفة المنصورة والفرقة الناجية والمماراة في رده بعدما تبين صفة أهل الجدل والرياء قال بن تيمية العلم بحث محقق ونقل مصدق وماسوى ذاك فهذيان مزوق ونقل ابن عبدالبر عن السلف في جامعه هم السفيه الراوية وهم العالم الدراية فاللهم اجعلنا للمتقين اماما فقد قيل لايكون اماما من حدث بكل ماسمع ، ومن وجد شيئا آخر نعتبر به فنعتقد به من بعده صحة هذه العقيدة التي تبنى على حديث صحيح أو حسن لاعلى حديث ضعيف أو فيه من وصف بأنه من أركان الكذب فرؤية الله غدوة وعشية وهو المنى فإننانفرح بذلك لو ثبت فمن احب شيء أحب رؤيته ولاأعظم ولاأجمل من ربنا فهو جميل يحب الجمال نحب الله ومن حبنا اتباعنا لأمره في تحري الحق والنطق به والرجوع اليه وسؤال اهل العلم عنه. فاللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك و يدافع عن شريعتك وسنة نبيك من أن يدس فيها الكذب وحب عمل يؤهل لدخول الفردوس الأعلى من جنتك. |
Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd