حكم مسألة الناس المال من أجل النكاح والغش التجاري وحيل الشركات
حكم مسألة الناس المال من أجل النكاح وبيان أنها من المسائل المحرمة والغش التجاري وحيل الشركات... بسم الله الرحمن الرحيم شاع بين كثير من المسلمين ضعف الأمانة في باب الأموال واكتسابها وذلك لفتنة المال وما عند الله خير لو كانوا يعلمون(وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ )[سورة اﻷنفال 28] فصار البعض لا يبالي كيف اكتسبها امن أمر واضح حله كالشمس أم شمس قدامها سحاب أو قتر أو لم يرها تطلع أصلا بل لا يزال الجو ظلاما فلا ينتظر ولا يسئلأهل العلم والمعرفة ممن يوثق بدينة بل يتهور بل رأيت البعض يهجم على المعاملة وهي محرمة وربما ولا يريد ان يسأل عياذا بالله ولعله يخاف ان يُفتَى بالتحريم فلا تحول له الفلوس فما أدنئها من انفس أرضية لا يليق بالأنفس ذوات الارواح العلوية من أهل الديانة والصدق والأمانة مخالطتها الا اضطرارا حتى لا تتقذر بوسخ علائقها المستخبثة و التي لا يحبها رب البرية فإن الطبع سراق والمرء على دين خليله وإن الامانة ترفع آخر الزمان من جذور قلوب الرجال ومن اسباب رفعها التساهل في مخالطة الخونة لها فالمرء على دين خليله فأكل البعض مال أخيه كما تأكل البقرة بلسانها فيعطيه من زخرف القول ومن الأماني الكاذبة والوعود غير الصادقة ما تجعله يخرج المسكين كل ما في جعبته حتى يفلس ويحصل له الضرر ولا يهتم بل يغلق جواله دونه... ثم يحتال للتخلص من المطالبة بالمسامحة واظهار العسر بعد مجازفة لم يجد عوضها الا في خدعات لسانه وأكلات أماتيه وطيش عقلة لطمعه في الازدياد من المال فلم يسأل عنه فاعطاه كل ما عنده بوعد المائة خلال شهر واحد تصير مائتين والقرش قرشين !فيسيل لعابه مع خيال أشعب فلا يجده إلا كسراب بقيعة يحسبه الضمئآن ماءا حتى إذا اتاه لم يجده شيئا ووجد خسارته وندمه ولات ساعة مندم... روى الامام أحمد عن عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : كَانَتْ لِي حَاجَةٌ إِلَى أَبِي سَعْدٍ، قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ ، عَنْ مُجَمِّعٍ ، قَالَ : كَانَ لِعُمَرَ بْنِ سَعْدٍ إِلَى أَبِيهِ حَاجَةٌ، فَقَدَّمَ بَيْنَ يَدَيْ حَاجَتِهِ كَلَامًا مِمَّا يُحَدِّثُ النَّاسُ، يُوصِلُونَ لَمْ يَكُنْ يَسْمَعُهُ، فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ : يَا بُنَيَّ قَدْ فَرَغْتَ مِنْ كَلَامِكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ، قَالَ : مَا كُنْتَ مِنْ حَاجَتِكَ أَبْعَدَ، وَلَا كُنْتُ فِيكَ أَزْهَدَ مِنِّي مُنْذُ سَمِعْتُ كَلَامَكَ هَذَا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " سَيَكُونُ قَوْمٌ يَأْكُلُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ كَمَا تَأْكُلُ الْبَقَرُ مِنَ الْأَرْضِ " أي يأكل المال بلسانه كما تلف البقرة العشب عند اكله بلسانه ولا تبالي رديئا اكلت أم طيبا.. تلف بلسانه كل عشب تراه وكذلك صاحب الفتنة المالية يخدع صاحب المال بلسانه ومشاريعه الخيالية الخالية فلا يشعر وإن من البيان لسحرا الا واعطاه المسكين الضحية الكثير فلم ير لا قليل ولا كثير.. نعم ان كان صادقا واخفق فالقدر حقولكن نتكلم عن المحتال الذي يعرف من نفسه تضخيم المكاسب بلا مرجح عملي كسبي ولو تجريبي مدروس يحسنه بل تراه يتطبب وليس بطبيب فان فعل فهو ضامن لو خسر وقد روى البخاري في صحيحه عن حُذَيْفَةُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَيْنِ رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا وَأَنَا أَنْتَظِرُ الْآخَرَ، حَدَّثَنَا أَنَّ الْأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ،ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ، وَحَدَّثَنَا عَنْ رَفْعِهَا، قَالَ : " يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الْأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ، فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ الْوَكْتِ ، ثُمَّ يَنَامُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ فَيَبْقَى أَثَرُهَا مِثْلَ الْمَجْلِ ، كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ فَنَفِطَ، فَتَرَاهُ مُنْتَبِرًا وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ، فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ، فَلَا يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الْأَمَانَةَ فَيُقَالُ : إِنَّ فِي بَنِي فُلَانٍ رَجُلًا أَمِينًا، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ مَا أَعْقَلَهُ، وَمَا أَظْرَفَهُ، وَمَا أَجْلَدَهُ، وَمَا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ ". وَلَقَدْ أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ وَمَا أُبَالِي أَيَّكُمْ بَايَعْتُ لَئِنْ كَانَ مُسْلِمًا رَدَّهُ الْإِسْلَامُ، وَإِنْ كَانَ نَصْرَانِيًّا رَدَّهُ عَلَيَّ سَاعِيهِ ، فَأَمَّا الْيَوْمَ فَمَا كُنْتُ أُبَايِعُ إِلَّا فُلَانًا وَفُلَانًا. ومن ضياع الأمانة سؤال الناس اموالهم بلا طريق شرعي يأتي التاجر او الأمير يستغل مرض أمه أو بنته ويطلب مائة الف للعلاج ثم اذا اعطاه استنفقها في نكاح ولو علم ما اعطاه فيجب ان تغير الامر ان يعلمه لانه اعطاه بشرط والا لما اعطاه والمسلمون على شروطهم فمنها اي المسألة المحرمة صفاقة الوجه وسؤال الناس من امراء واثرياء بلا مرجح مشروع كطلب النكاح وقد جاءني هذا النوع وقلت له لا تحل لك المسألة لأجل النكاح ... فقد امرك نبينا بالصوم اذا لم تجد نكاحا والمسألة لا تحل الا لأحد ثلاثة لست انت منهم وعلى الراجح حتى الزكاة لأنها لأصناف ثمانية ليس هو منهم انما هي للفقراء والمساكين.....الخ كما في القرآن فاستعفف واكثر من الصوم حتى تنكسر الشهوة وتجد نكاحا وتستطيع الباءة و الا كان سحت عليك واخذ للمال من غير حله الا اذا جاءت هبة من غير سؤال ولا استشراف فخذه وتموله فانه رزق ساقه الله إليك وقد خرج أبو داود في سننه عن قبيصة بن مخارق الهلالي قال : تحملت حمالة فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال أقم يا قبيصة حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها ثم قال يا قبيصة إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة فسأل حتى يصيبها ثم يمسك ورجل أصابته جائحة فاجتاحت ماله فحلت له المسألة فسأل حتى يصيب قواما من عيش أو قال سدادا من عيش ورجل أصابته فاقة حتى يقول ثلاثة من ذوي الحجى من قومه قد أصابت فلانا الفاقة فحلت له المسألة فسأل حتى يصيب قواما من عيش أو سدادا من عيش ثم يمسك وما سواهن من المسألة يا قبيصة سحت يأكلها صاحبها فأين الأمانة واللتي ضياعها علامة على قرب الساعة والتي عرضت على السموات والارض والجبال فاشفقن منها وتخلين عنها خوفا من تبعاتها ثم حملها الانسان فصار يجهل ويظلم ويأكل ولا يسئل انه كان جهولا ناهيك عن تلاعب البنوك بطرق متنوعة كلها ترجع لأكل الربا من أسهم وتورق اسلامي والغش التجاري وبيع البضاعة المغشوشة او المقلدة بلا اذن من الشركة المصنعة وذلك من كبائر الذنوب لحديث من غش فليس منا وسيسئل يوم القيامة من فتح للناس الباب على مصرعيه باسم الفتوى والسماحة فيه فاكلهم الربا والذي درهم منه اشد من ستة وثلاثين زنية في الاسلام وادناه كأن ينكح الرجل أمه وقد اذن بمحاربة الله له ومع ذلك ومع قسوة القلب ترى آكل الحرام في المجالس يضحك ويمزح ويلعب وكأنه أمن العاقبة غير ملتفت الى معنى قوله تعالى انه كان في أهله مسرورا فرحا لاعبا لا يعبأ بعاقبة ذنبه كقوله ثم ذهب الى اهله يتمطى ويوم القيامة الحسنات والسيئات يأخذ المظلوم في ماله من حسنات ظالمه بقدر مظلمته والا كب على الظالم من سيئات المظلوم فكب على وجهه في النار عياذا بالله وعذاب الدنيا أهون من عذاب الاخرة فحذاري عباد الله من التساهل في الأموال فكل ذنب عساه أن يغفر دون الشرك الا التساهل في الدَين حتى يرده او يرد عنه عن محمد بن جحش قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان الله ماذا أنزل من التشديد في الدين و الذي نفسي بيده لو أن رجلا قتل في سبيل الله ثم أحيي ثم قتل ثم أحيي ثم قتل و عليه دين ما دخل الجنة حتى يقضى عنه دينه. فاللهم ارزقنا الصدق في الأموال والأمانة وأعنا على ردها لأهلها واغفر اللهم الزلل واعذنا من فتنة المال ماظهر منها وما بطن....آمين..... وكتبها/ أبوعبدالله ماهر بن ظافر القحطاني عضو التوعية بهيئة جدة |
Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd