مجلة معرفة السنن والآثار العلمية

مجلة معرفة السنن والآثار العلمية (http://www.al-sunan.org/vb/index.php)
-   منبر أصول الفقه وقواعده (http://www.al-sunan.org/vb/forumdisplay.php?f=19)
-   -   الأسباب المعينة على الخشوع في الصلاة (http://www.al-sunan.org/vb/showthread.php?t=7311)

أبو عبد الله بشار 20-07-2010 07:11AM

الأسباب المعينة على الخشوع في الصلاة
 
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
فقد طُرح هذا السؤال على الشيخين رحمهما الله الشيخ عبد العزيز بن باز ومحمد بن صالح ابن عثيمين عن الأسباب المعينة على الخشوع في الصلاة :

ــــــــــــــــــــــــ

السؤال : كيف أخشع في الصلاة , و ماهي الأدعية التي تقال قبل الصلاة و في الصلاة , و التي تساعدني على الخشوع ؟

جواب فضيلة الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله : الخشوع في الصلاة إحضار القلب فيها بين يدي الله, وإقباله عليها تستحضر عظمة الله, وأنك بين يديه ترجو رحمته, وتخشى عقابه فهذا يسبب الخشوع , والذل , والانكسار, وإحضار القلب بين يدي الله عز وجل , وأن تدعو بقلب خاشع ترجو رحمة الله , وتخشى عقابه في الدعوات الطيبة التي تستحضرها , ولو كانت غير منقولة, ولو كانت غير واردة , إذا كانت دعوات طيبة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم فلا بأس ، اللهم اغفر لي، اللهم ارحمني، اللهم أصلح قلبي وعملي ، اللهم اهدني صراطك المستقيم ، اللهم أجرني من النار ، اللهم اغفرلي ولوالدي إذا كان والداك مسلمين ، اللهم إني أسألك الهدى والسداد ، اللهم ألهمني رشدي وآمني شر نفسي ، هكذا في الصلاة وخارجها حتى في خارج الصلاة وأنت في البيت , أو تمشي , أو مضطجع تدعو بما يسر الله من الدعوات الطيبة المنقولة وغير المنقولة التي ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (ما من عبد يدعوا الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث ، إما أن تدخر له دعوته في الآخرة، وإما أن تعجل في الدنيا، وإما أن يصرف عنه الشر مثل ذلك، قالوا يا رسول الله : إذن نكثر ، قال : الله أكثر ، فأنت يا عبد الله على خير ، في دعائك لربك وانكسارك بين يديه، وخشوعك له في الصلاة في سجودك أو في ركوعك، أو بين السجدتين, أو في القيام في جميع أجزاء الصلاة ،
والله جل وعلا يقول : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ) (المؤمنون:2)
يعني ذليلون منكسرون قد أحضروا قلوبهم بين يدي الله ، وإذا تيسر البكاء من خشية الله كان أكمل وأكمل ، ومن أعظم الأسباب في خشوعك ترك المعاصي , والحذر من المعاصي , وجهاد نفسك في تركها والتوبة إلى الله منها ، ومن أسباب الخشوع أن تدخل الصلاة وأنت فارغ القلب ليس عندك مشاغل, وإن كنت تحس بشيء من الأذى قضيت حاجتك قبل الصلاة , لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (لا صلاة بحضرة الطعام ولا وهو يدافعه الأخبثان) ، فإذا عندك حاجة إلى البول أو الغائط بدأت بذلك ، طعام حاضر بذلك، شغل شاغل أزلته واسترحت منه حتى تدخل الصلاة وأنت خاشع القلب حاضر القلب الفريضة والنافلة.
ـــــــــــــــــــــــــــــ

السؤال:
نرجو من فضيلة الشيخ أن يذكر لنا وسائل الخشوع في الصلاة فنحن والله بأمسّ الحاجة إليها ، ونشكو من عدم الخشوع فيها ؟


الجواب:

المعاصي لها تأثير على القلوب، كلما تراكمت المعاصي على القلب قَلَّ خشوعه، وقلت إنابته إلى الله عز وجل، فالمعاصي لها أثر، فمن أسباب الخشوع في الصلاة :

أولاً: كثرة الاستغفار؛ لأن كثرة الاستغفار سبب للمغفرة.

ثانياً : يَكْثر بين الناس إذا دخلوا الصلاة أن تطيش قلوبهم يميناً وشمالاً ، وتتفرق ، ومعلوم أن من لم يستحضر للقراءة ويتدبر معناها أنه لا يخشع ، لأنه يقرأ وقلبه أين ؟ في السوق ، مع أصحابه ، في الجو ، في أي مكان ، حتى إنه يفكر في أشياء ليس له فيها مصلحة إطلاقاً ، هذا أيضاً من أسباب عدم الخشوع في الصلاة.

ثالثاً: من أسباب عدم الخشوع: أن الإنسان المصلي لا يشعر أنه الآن بين يدي الله عز وجل، يعظمه ويمجده ويسبحه ويسأله، فلهذا لا يحصل الخشوع، بل يقل جداً، ولو كنا نشعر بأننا إذا قرأنا آية من الفاتحة أن الله عز وجل يناجينا بها، إذا قال المصلي: { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [الفاتحة:2] قال الله: حمدني عبدي، وإذا قال { الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } [الفاتحة:3] قال: أثنى علي عبدي، وإذا قال: { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } [الفاتحة:4] قال: مجدني عبدي، وإذا قال: { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } [الفاتحة:5] قال: هذا بيني وبين عبدي نصفين، وإذا قال: { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } [الفاتحة:6] قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل.

من يشعر بهذا ؟ أحياناً نشعر به لا بأس ، لكن أكثر الأحيان في غفلة، لذلك لا يحصل الخشوع .

كذلك من أسباب عدم الخشوع : أننا نصلي الفريضة وكأننا نؤدي ديناً واجباً ، لا نشعر بأننا قمنا بعبادة فرضها الله عز وجل علينا وأننا نتبع فيها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فنستحضر الإخلاص ونستحضر المتابعة ، هذا مفقود في أكثر الناس ولهذا لا يحصل الخشوع .

فنسأل الله تعالى أن يلين قلوبنا وقلوبكم لذكره وأن يرزقنا خشيته في السر والعلانية ، وأن يهب لنا منه رحمة إنه هو الوهاب .


من الجلسات الرمضانية للشيخ محمد العثيمين


منقول

والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد


Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

 


Security team