حكم قولهم لعب القدر به لعبته للشيخ ماهر القحطاني
بسم الله الرحمن الرحيم
حكم قولهم لعب القدر به لعبته أو تلاعب به القدر أو سخر به القدر أو شاءت الاقدار الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده. أما بعد فقد انتشرت عبارة منكرة ارسلها الان ناصح فاضل في مقال يراه مفيدا لايجوز التلفظ بها تذكر في الصحف وغيرها نشأ عليها الصغير وهرم عليها الكبير حتى تهاون بالنطق بها وكتابتها كثير من الناس وهي قولهم لعب القدر لعبته فالقدر هو علم الله الأزلي سبحانه وتعالى الذي كتبه قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وشاءه ووقع على وفق مشيئته وهو مقرون بحكمة بالغة لاتشبه حكمة البشر وهو صادر من لدن حكيم خبير فكل مايحدث في الكون من خير أو شر وكفر وإيمان وعمل خير وعصيان إنما هو بقدر الرحمن فهو كامل في العلم والحكمة لاياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فلا يجوز أن ينسب للعب فيقال تلاعب به القدر أو لعب به فإن اللعب صفة نقص فلا يحل لاحد نسبة افعاله وعلمه واقداره للعلب المنافي لذلك ألم تر الى مارواه الترمذي عن أبي بن كعب أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه بينما يمشي الخضر وموسى على الساحل إذ مرا بغلمان يلعبون فأخذ برأس غلام منهم فاقتلعه فقال موسى اقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا إمرا فكان من شأنهما ماقص الله وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغي انا وكفرا فمن حبهما له سيتبعاه على كفره كما قال صاحب الجلالين فانظر هل يصدر ذلك عن لعب ولهو ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض حاشا لله و ما خلقنا السموات و الأرض و ما بينهما لاعبين ماخلقناهما إلا بالحق و في اية اخرى (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) وكذلك قولهم سخر به القدر فالسخرية فعل أهل السفه و الجهل أوالفسوق والمجون فنسبته للقدر تكون نسبة للمقدر سبحانه وهو الحي القيوم وهو منزه عن العبث واللعب والسخرية قال تعالى ياأيها الذين آمنوا لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم فكيف ينهى عن امر ثم ينسب ذلكم الامر اليه تعاى الله عمايقولون علوا كبيرا وكذلك قولهم شاءت الاقدار فلا يجوز قولها لان المشيئة تعود إلى الله لا اقداره وافعاله سبحانه فعلى المسلم بدل أن يقول تلاعب به القدر وهو لفظ منكر أو شاءت الاقدار أو سخر به القدر أن يقول قدر الله ولا يقول لو كان كذا لكان كذا بل يقول قدر الله وماشاء فعل فانه لو كشف القدر لتجلت الحكمة والذي ينزه القدر معها عن اللعب والسخرية والحمدلله رب العالين كتبه ماهر بن ظافر القحطاني |
وأما قولهم شاء القدر أو شاءت الأقدار فباطل لايجوز أيضا
لأن القدر لاينسب له المشيئة بل تنسب لله الحكيم العليم فيقال شاء الله ولايقال شاء القدر أو الأقدار |
Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd