أحكام الاعتكاف لفضيلة الشيخ العلامة / صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله-
بسم الله الرحمن الرحيم أحكام الاعتكاف لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله ورعاه- الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه... وبعد.. اعلموا أن هناك عبادة عظيمة تتعلق بالصيام وهي عبادة الاعتكاف، وقد ختم الله به آيات الصيام حيث قال سبحانه: (وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ). والاعتكاف لغة:- لزوم الشيء والمكث عنده ومنه قوله تعالى: (يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ). واصطلاحًا: لزوم المسجد لطاعة الله، ويسمى جوارًا، وهو سنة وقربة بالكتاب والسنة والإجماع، وهو من الشرائع القديمة وفيه تقرب إلى الله تعالى بالمكث في بيت من بيوته وحبس للنفس على عبادة الله، وقطع للعلائق عن الخلائق للاتصال بالخالق، وإخلاء للقلب من الشواغل عن ذكر الله، والتفرغ لعبادة الله بالتفكر والذكر وقراءة القرآن والصلاة والدعاء والتوبة والاستغفار، والاعتكاف مسنون كل وقت ولكنه في رمضان آكد لفعله عليه الصلاة والسلام ومداومته عليه. ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، وقد اعتكف أزواجه رضي الله عنهن معه وبعده، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: ثم اعتكف أزواجه من بعده واعتكفن معه واستترن بالأخبية، وأفضل الاعتكاف في رمضان الاعتكاف في العشرة الأواخر لأنه صلى الله عليه وسلم داوم عليه إلى وفاته لقول عائشة رضي الله عنها قالت: (كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله) ولأن العشر الأواخر أرجى لتحري ليلة القدر. والاعتكاف عمل وعبادة لا يصح إلا بشروط:- الأول:- النية لقوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات". الثاني:- أن يكون في مسجد لقوله تعالى: (وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ) فوصف المعتكف بكونه في المسجد، فلو صح في غيرها لم يختص تحريم المباشرة فيه. إذ هي محرمة في الاعتكاف مطلقًا، ولأنه صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في مسجده وفعله خرج بيانًا للمشروع. الثالث:- أن يكون المسجد الذي اعتكف فيه تقام فيه صلاة الجماعة لما روى أبو داود عن عائشة: (ولا اعتكاف إلا في مسجد جماعة) ولأن الاعتكاف في غير المسجد الذي تقام فيه الجماعة يفضي إما إلى ترك الجماعة، وإما إلى تكرر خروج المعتكف كثيرًا مع إمكان التحرز من ذلك وهو مناف للاعتكاف، ولا يجوز للمعتكف الخروج من معتكفه إلا لما لا بد له منه، قالت عائشة رضي الله عنها: السنة للمعتكف أن لا يخرج إلا لما لا بد منه، وكان - صلى الله عليه وسلم – (لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان، ولا يعود مريضًا ولا يشهد جنازة إلا إن كان قد اشترط ذلك في ابتداء اعتكافه). ويحرم على المعتكف مباشرة زوجته لقوله تعالى: (وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ) أي ما دمتم عاكفين - ويستحب اشتغاله بذكر الله من صلاة وقراءة وذكر، واجتناب ما لا يعنيه لقوله صلى الله عليه وسلم: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"، وله أن يتحدث مع من يأتيه ما لم يكثر، ولا بأس أن يتنظف ويتطيب، وله الخروج لما لا بد له منه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان" متفق عليه، فله أن يخرج لقضاء الحاجة والطهارة الواجبة وإحضار الطعام والشراب إذا لم يكن له من يأتي بهما، هذا هو الاعتكاف المشروع وهذه بعض أحكامه. كتاب إتحاف أهل الإيمان لفضيلة الشيخ صالح الفوزان المصدر : . |
بسم الله الرحمن الرحيم فتاوى في الاعتكاف السؤال : في الاعتكاف في رمضان يحتاج الإنسان لشراء طعام وغيره ، فيتصل بالجوال ليحضر له المطعم العشاء وذلك من داخل المسجد، فهل هذا من البيع والشراء المحرم في المسجد؟ الجواب : إن كان يقول أحضر لي عشاء بعشرة ريال أو بعشرين ريال ويتفاوض معه هذا من البيع والشراء ، أما إذا قال أحضر لي عشاء وبعدين يحاسبه ولا يسأله عن القيمة ما في بأس ، هذا من الحاجة . *** السؤال : هل أقل الاعتكاف ليلة أم يوم كما في حديث عمر ؟ الجواب : ليس له حد ، حتى ولو ساعة ، يقول الفقهاء ولو ساعة ، لأنه ما جاء تحديده في الشرع. *** السؤال : أيهما أفضل للمعتكف أن يعتكف في مسجده ومسجده يقرؤون نصف جزء من كتاب الله ، أو أن يخرج إلى مسجد يختم القرآن ؟ الجواب : مخيّر ، هو مخيّر إنه يعتكف في أي مسجدٍ يرى أنه أحسن له ، يختار المسجد الذي يرى أنه أحسن له من البلد . *** السؤال : متى يبدأ وقت الاعتكاف ومتى ينتهي ؟ الجواب : وقت الاعتكاف يبتدئ بالمدة التي عيَّنها ، المدة التي عيَّنها ، فإذا نوى أن يعتكف العشر الأواخر فإنه يبدأ الاعتكاف من بداية الليلة الحادية والعشرين ، من بداية الليلة الحادية والعشرين وينتهي بنهاية الشهر . *** السؤال : أريد أن أعتكف مع اشتراط أن أصلي التراويح في مسجد آخر رغبة في قراءة ذلك الإمام ، هل يجوز ذلك لي ؟ الجواب : يجوز ذلك ، لكنه خلاف الأفضل ، الأفضل أن تصلي التراويح في المسجد الذي أنت مُعتكف فيه ، هذا هو الأفضل ، لتبقى في المسجد ، ويكون بقاؤك في المسجد الذي أنت مُعتكف فيه . *** السؤال : ما الفرق بين النذر في الاعتكاف وغيره من النذور ، بمعنى أنه إذا نذر أن يعتكف في المسجد النبوي جاز له أن يعتكف في الحرم ، يقول : هل يقاس على هذا إذا نذرت أن أصوم يوماً من شعبان يجوز أن أصوم يوماً بدله من ذي الحجة ؟ الجواب : لا ، ما يجوز ، إذا نذرت أن تصوم يوماً من شعبان ما يجوز أن تصوم بدله من شهرٍ آخر ، لأنك عينت اليوم ، فلا يجوز أن تترك اليوم الذي عينته وتصوم من شهرٍ آخر . *** السؤال : هل يتلفظ بالاشتراط عند الاعتكاف أم تكفي النية بالقلب ؟ الجواب : تكفي النية في القلب ، قال صلى الله عليه وسلم : "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ ما نوى" ، فإذا نوى أن يعتكف ونوى أن يخرج لبعض الأمور فهذا هو الاشتراط ، هذا هو الاشتراط ولو لم يتلفظ ، والله يعلم ما في القلوب ، ويعلم النيات والمقاصد ، ولو لم تتلفظ . *** السؤال : هل يجوز للمعتكف أن يغير المسجد الذي اعتكف فيه لمصلحة يراها هو في أثناء الاعتكاف ؟ الجواب : إذا نذر مسجداً من المساجد العادية في البلدان فلا مانع أن يتحول من مسجد إلى مسجد لأنها متساوية ، والاعتكاف هو هو في هذا أو ذاك . *** السؤال : هل يجوز نية الاعتكاف ليلاً حتى صلاة الفجر، ثم المجيء قبل صلاة المغرب وتجديد نية الاعتكاف إلى الفجر وهكذا ؟ الجواب : يجوز أن ينذر الاعتكاف في الليالي فقط ، عشر ليالي أو عشرين ليلة، يجوز هذا كما في حديث عمر رضي الله عنه، ويبدأ الليل من غروب الشمس وينتهي بطلوع الفجر . *** السؤال : مالحكم فيمن يعتكف لأنه اشترط هو وأصحابه على أن من يعتكف خمسة أيام من رمضان فله كذا ؟ الجواب : ما يصلح هذا الاعتكاف الجماعي ، والصيام الجماعي اللي يقولون ، والتهجد الجماعي غير تهجد رمضان ، ما يصلح هذا ، مثل ما يفعل بعض الشباب ، كلٌ يعتكف في نفسه ، أو يتهجد في نفسه ، أو يصوم في نفسه ، أو يفطر في نفسه ، هذا الارتباط مع جماعة هذا كله من الأمور المحدثة ، من الأمور المحدثة ، كل محدثة بدعة ، المسلم يفعل الخير ولا يرتبط بالآخرين ، ما يرتبط بالآخرين ، يفعل الخير هو في نفسه حسب ما يتيسر له ولا يرتبط مع آخرين ومع جماعة . *** السؤال : هل الاعتكاف خاصٌ في العشر الأواخر من رمضان ، أم يجوز في أي وقت كيوم عرفة مثلاً ؟ الجواب : الاعتكاف يجوز في أي وقت ، ولكنه في رمضان أفضل ، وأما تخصيص يوم من الأيام كيوم عرفة هذا يحتاج إلى دليل ، لا يخصص يوم عرفة بالاعتكاف ، لأنه ما كان السلف يعتكفون يوم عرفة ، ما كانوا يخصصون هذا . *** السؤال : هل الاعتكاف له مدة محددة ؟ الجواب : الاعتكاف ليس له مدة محددة ، لا حد لأقله ولا حد لأكثره ، حتى لو نذر اعتكاف ليلة أو اعتكاف يوم أو اعتكاف ساعات فله ذلك ، لأنه لم يرد تحديده عن الشارع ، المهم أنه يسمى اعتكافاً عادةً . *** السؤال : إذا أتاني شخص وأنا معتكف في المسجد فهل أتحدث معه في أمور الدنيا أم أُعرض عنه ؟ الجواب : التحدث في أمور الدنيا تجنبه حتى ولو لم تكن معتكفاً ، ما ينبغي أن تتخذ المساجد لأحاديث الدنيا ، لكن الأمور التي يحتاجها الناس ، كأن يسألك عن شيء أو عن حاجة فتُجيبه عن ذلك ، أما إذهاب الوقت في الكلام الذي من أمور الدنيا فهذا يتجنبه المسلم في المسجد ، والمعتكف أولى بذلك . *** السؤال : إذا أصابتني جنابة وأنا معتكف ، ولا توجد في دورات المياه أماكن للاغتسال ، فماذا أفعل هل أخرج إلى البيت أم ماذا؟ الجواب : إذا أصابتك جنابة وأنت معتكف ، يعني احتلمت وأنت معتكف ، تذهب إلى المكان الذي ترتاح فيه وتؤدي الاغتسال على الوجه المطلوب ، سواءً في دورات المياه التابعة للمسجد أو في البيت ، لا بأس . *** السؤال : أي الاعتكاف أقرب للسنة في مكة أم في المدينة ، وهل ورد ما يقصر الاعتكاف على المساجد الثلاثة ؟ الجواب : الاعتكاف في المسجد الحرام أفضل من الاعتكاف في المسجد النبوي ، ولكن إذا كان المسجد الحرام مزدحم والمسجد النبوي أفسح وأوسع وكونه يعتكف في مكان واسع وفسيح لا شك أنه أفضل ، أفضل حسب الإمكان في أحد المسجدين المسجد الحرام أو المسجد النبوي ، ولم يرد ما يخصص الاعتكاف في المساجد الثلاثة بل ورد ما يُعمم ، قال تعالى : (وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ) [البقرة:187] ، نعم ورد على ما أذكر حديث "لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة" ، لكن هذا ليس للحصر وإنما هو لبيان الأفضلية ، لبيان الأفضلية لا للحصر . *** السؤال : ما أحب الأعمال في الاعتكاف ؟ الجواب : العبادات كلها متساوية ، تلاوة القرآن ، وصلاة النافلة ، الاشتغال بالذكر، وكونه ينوع ، كون المعتكف ينوع العبادات تارة يصلي في غير أوقات النهي ، وتارة يتلو القرآن ، وتارة يذكر الله بالتسبيح والتهليل ، كونه ينوع أحسن . *** السؤال : إذا نويت الاعتكاف في العشر الأواخر، ثم بعد أن اعتكفت خمسة أيام نويت أن أرجع إلى البيت ، فهل علي من شيء ؟ الجواب : إذا لم يكن هذا نذراً فلا بأس ، اعتكاف التطوع لا بأس أن تكمله أو تقطعه ، وإكماله أفضل ، أما إذا نذرت فيلزمك إتمام النذر . *** السؤال : نويت أن أعتكف في رمضان الماضي ولكن لم أستطع الاعتكاف وذلك لاهتمامي بشئون والدتي وأهلي ، فهل لي أجر بذلك أفيدونا أفادكم الله ؟ الجواب : إذا لم تنذر وإنما مجرد نية فلا يلزمك هذا ، يجوز لك أن تعدل عن النية ، لا سيما إذا كان هذا لغرض صحيح كالعمل مع والدك ، أو خدمة والدك فهذا أفضل لك من الاعتكاف ، طاعة والدك والبر به أفضل لك من الاعتكاف ، أما إذا نذرت فلا بد من الوفاء بالنذر . *** السؤال : صفة الاشتراط في الاعتكاف ، هل تكون بالقلب أم لا بد من التلفظ بها ؟ الجواب : يكفي النية في القلب ، إذا نوى أن يعتكف ونوى أن يخرج لكذا ،إذا نوى بقلبه أن يعتكف ويخرج لحاجة كذا وكذا فيكفي النية في القلب ، وإن تلفظ فلا بأس. *** السؤال : هل يجب أن تكون النية قبل الشروع في الاعتكاف أو يصح الاشتراط في أثنائه ؟ الجواب : لا ، لابد من البداية ، لابد أن تكون النية من البداية ، فإذا نوى العشر الأواخر من رمضان فتكون النية في البداية ، في بداية العشر . *** السؤال : متى يبدأ الاعتكاف في العشر الأواخر هل في ليلة الواحد والعشرين أم في صباحها ؟ الجواب : حسب نيته ، فإذا نوى أن يدخل في المساء ليلة واحد وعشرين بعد غروب الشمس من ليلة واحد وعشرين فيدخل ، وإذا نوى أن يبدأ من الفجر فيبدأ من الفجر . *** السؤال : ما هو الدليل على أن الاعتكاف لا يكون إلا في المساجد الثلاثة فقط ؟ الجواب : ما قلنا إنه ما يكون إلا في المساجد الثلاثة ، قلنا يشرع الاعتكاف في جميع مساجد المسلمين ، لقوله تعالى : (وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ) [البقرة:187] ، والمساجد الثلاثة إذا أردت الدليل على حصر الاعتكاف فيها فاسأل الذي يقول الكلام هذا ، الذي يقول إنه ما يشرع الاعتكاف إلا في المساجد الثلاثة اسأله عن الدليل . *** السؤال : ما حكم الاعتكاف إذا نوى ساعة ، وكم أكثره وكم أقله ؟ الجواب : ما له أقل ولا أكثر ، يجوز ساعة ، يجوز شهر ، يجوز شهرين ، يجوز عشرة أيام ، ما له حد . *** السؤال : هل للمعتكف أن يشترط الجماع أثناء الاعتكاف ؟ الجواب : يفسد ويبطل الاعتكاف ، الجماع يبطل الاعتكاف سواءً شرطه أو لم يشرطه . *** السؤال : أنا شاب أعمل خارج مدينة الرياض وليست لي إجازة إلا في العشر الأواخر من رمضان، والسؤال حفظكم الله أيهما أقدم الاعتكاف أم الجلوس مع الوالدين ، علما بأنهما لم يأذنا لي بالاعتكاف إلا بشق الأنفس ؟ الجواب : الجلوس مع الوالدين ، وخدمة الوالدين ، وتأنيسهما أفضل لك من الاعتكاف إلا إذا أقنعتهما وسمحا لك بذلك فلا بأس . *** السؤال : إذا نذر أن يعتكف في المسجد الحرام ثلاثة أيام من رمضان ولم يتيسر له ذلك فهل يجزئه أن يعتكف بعد رمضان ؟ الجواب : نعم يعتكف بعد رمضان ويكفر كفارة يمين ، يكفر كفارة يمين ويعتكف ويقضي الاعتكاف الذي فات وقته . *** السؤال : ما هو أقل الاعتكاف مع الدليل ؟ الجواب : ليس له حد ، الاعتكاف ليس له حد ، كل ما يسمى اعتكافاً في اللغة يصدق عليه ولو كان ساعة أو نصف ساعة ، وله من الأجر بقدر ما نوى . *** السؤال : هل يجوز تخصيص ليلة من رمضان بالاعتكاف في العشر الأواخر كليلة مفردة مثلاً ؟ الجواب : لا بأس ، عمر رضي الله عنه نوى أن يعتكف ليلة في المسجد الحرام وأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يفي بنذره . *** السؤال : ما هي نواقض الاعتكاف ؟ الجواب : الجماع ، نواقض الاعتكاف الجماع ، لقوله تعالى : (وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ) [البقرة:187] ، ونواقض الاعتكاف أشد ، الردة عن دين الإسلام ، هذا ينقض الاعتكاف والعياذ بالله ويبطل جميع الأعمال . *** السؤال : حكم الاشتراط ليقضي العمرة وهو معتكف ؟ الجواب : إذا شرط لا بأس ، له ما شرط . *** السؤال : هل تخرج المرأة إذا جاءها الحيض وهي معتكفة في المسجد ؟ الجواب : نعم ، المرأة لا تلبث في المسجد وهي حائض ، والجنب لا يلبث في المسجد وهو جنب حتى يغتسل ، (إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا) [النساء:] . *** السؤال : هل يصح الاعتكاف في غير المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى ؟ الجواب : الله جل وعلا يقول : (وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ) [البقرة:187] ، ولم يحدد مسجداً دون مسجد ، فيجوز الاعتكاف في أي مسجد ، فهذا من التيسير على المسلمين ، أن يعتكف في أي مسجد بشرط أن يكون تُصلى فيه صلاة الجماعة ، الصلوات الخمس ، في أي مسجد ، ومن حدد بالمساجد الثلاثة فقط فلا دليل معه . *** السؤال : لو اعتكف في غرفة تقع في المسجد فهل يعد معتكفا في المسجد ؟ الجواب : إذا كان بابها على المسجد فهي من المسجد ، إذا كان بابها ومدخلها على المسجد فهي من المسجد ، أما إذا كان بابها خارج المسجد فهي ليست من المسجد ، ولو كانت في محيط المسجد إذا كان بابها ومدخلها خارج المسجد وليس لها مدخل على المسجد فهي ليست من المسجد . *** السؤال : ما الذي يبطل للمعتكف فضل الاعتكاف ، وهل يقضيه إذا وقع وجوباً أو استحباباً ؟ الجواب : إذا كان نذر يقضي ، وإذا كان غير نذر فلا يلزمه القضاء ، وإن قضى من باب الفضيلة هذا طيب . *** السؤال : هل الجلوس في المسجد من صلاة المغرب إلى صلاة العشاء يعتبر اعتكافاً ؟ الجواب : لا ، إذا جلست بنية الاعتكاف ولو كان قليلاَ يعتبر اعتكافاً ولك فيه الأجر . *** السؤال : ما هو الاعتكاف ؟ وما حكمه ؟ وهل يجوز الاعتكاف في البيت ؟ الجواب : الاعتكاف عبادة عظيمة ، نص الله جلَّ وعلا عليه في كتابه الكريم ، وفي آيات من كتابه ، منها قوله تعالى لخليله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام : (وَطَهِّرْ بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) [الحج : 26]، ومنها قوله تعالى : (وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ) [البقرة:187]، وهو من سنة النبي صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه ، وقد كان عليه الصلاة والسلام يعتكف في العشر الأوسط من رمضان طلبًا لليلة القدر، ثم في آخر حياته صلى الله عليه وسلم صار يعتكف في العشر الأواخر من رمضان لما تبين له أن ليلة القدر تُرجى في العشر الأواخر، واعتكف معه نساؤه عليه الصلاة والسلام ، فالاعتكاف عبادة عظيمة، وهو المكث في مسجد من المساجد لأجل عبادة الله وحده لا شريك له بالصلاة وتلاوة القرآن ، وذكر الله عز وجل ، والتفرغ لذلك من أعمال الدنيا ، والاشتغال بالله سبحانه وتعالى ، هذا هو الاعتكاف، وهو مشروع كل وقت ولكنه لا يشرع إلا في مسجد تُصلّى فيه صلاة الجماعة ، لقوله تعالى : (وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ) [البقرة:187]، أما أن يعتكف الإنسان في بيته، أو في مسجد مهجو، لانتقال أهله من حوله، ولا يصلى فيه فهذا لا يجوز للمسلم لأنه منقطع بذلك عن صلاة الجماعة فلا يشرع الاعتكاف إلا في مسجد تُصلى فيه صلاة الجماعة وبالله التوفيق. المصدر : . |
Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd