صدّ المصحّفين عن شيخنا الإمام ابن عثيمين - رحمه الله ربّ العالمين -
بسم الله الرّحمن الرّحيم صدّ المصحّفين عن شيخنا الإمام ابن عثيمين – رحمه الله ربّ العالمين - الحمد لله ربّ العالمين ، و الصّلاة و السّلام على رسوله الأمين ، و على آله و صحبه الطّيّبين الطّاهرين ، و تابعيهم بإحسانٍ - من الأثريّين السّلفيّين - إلى يوم الدّين . أمّا بعد : فلقد كنت كتبت – قديمًا – على دفّة نسختي من " شرح الواسطيّة " ما أستنكر فيه كلمة شيخنا الإمام محمّد بن صالح العثيمين – تغمّده الله برحمته ، و أسكنه فسيح جنّته – الّتي يُزعم فيها أنّ في السّماء ( جِنّة ) ( !!! ) . فرجعت إلى الموضع المحال إليه فإذا في " شرح الواسطيّة " - طبعة : أشرف عبد المقصود ؛ ( ج 1 / ص 131 ) – عند شرح ( آية الكرسيّ ) ، و قول الله – سبحانه – فيها : (( له ما في السّماوات و ما في الأرض )) ؛ أنّ شيخنا الإمام - رحمه الله - قال : (( ما في السّماوات : من الملائكة ، و الجِنّة و غير ذلك ممّا لا نعلمه . )) – بكسر الجيم المنقّطة التّحتيّة - . ثمّ تذكّرت أن ّ " الشّرح " مطبوعٌ باعتناء الإمام نفسه – رحمه الله - ، و أنّه ليس مُقرّاً الطّبعة السّابقة المذكورة ( ! ) . فرجعت إلى ( أشرطة التّسجيل ) " لشرح الواسطيّة " الّتي أخذ منها ( أشرف عبد المقصود !!! ) " الشّرح المطبوع " ؛ ( شريط : 6 / الوجه : 2 ) ؛ فإذا فيه : (( من الملائكة و الجَنّة ... )) – بفتح الجيم المنقّطة التّحتيّة - . و من ثمّ رجعت إلى الطّبعة الّتي أشرف عليها الإمام نفسه - رحمه الله - ؛ فإذا فيها : (( من الملائكة و الجنة و غير ذلك ... )) ؛ غير مضبوطةٍ ؛ كما أخذته من موقع الإمام على الشّبكة . مذكّراً أنّه - رحمه الله - قال في مقدّمة هذه الطّبعة الّتي أشرف عليها : (( أمّا بعد : فقد منّ الله - تعالى - علينا بشرح " العقيدة الواسطيّة " الّتي ألّفها شيخ الإسلام ابن تيميّة في عقيدة أهل السّنّة والجماعة ؛ تقريرًا على الطّلبة الّذين درسوها علينا في المسجد ؛ و من أجل حرصهم على حفظ التّقرير قاموا بتسجيله ثمّ تفريغه كتابةً من أشرطة التّسجيل . ومن المعلوم أن الشّرح المتلقّى من التّقرير ليس كالشّرح المكتوب بالتّحرير ؛ لأنّ الأوّل يعتريه من النّقص والزّيادة مالا يعتري الثّاني . و قد تقدمت عدة مكاتب نشر بطلب طباعته . ولكن ؛ لماّ كان الشّرح المتلقّى من التّقرير ليس كالشّرح المكتوب بالتّحرير ؛ لذا رأيت من المهمّ أن أقرأ الشّرح بتمهّلٍ من أجل إخراج الشّرح على الوجه المرضيّ ، ففعلت ذلك - ولله الحمد - ؛ وحذفت مالا يُحتاج إليه ، وزدت ما يُحتاج إليه . وأسأل الله – تعالى- أن ينفع به كما نفع بأصله ، وأن يجعلنا من دعاة الحقّ وأنصاره ، إنه قريبٌ مجيب . المؤلّف محمّد بن صالح العثيمين 27/3/1415هـ )) ا.هـ فعرفت أنّ مثل هذا الغلط الصّارخ البيّن ليس من كلام الإمام - رحمه الله - ؛ حتّى و لا على سبيل سقط الّلسان ، أو تحريف الطّباعة ؛ و إنّما هو من عبث المدعو ( أشرف عبد المقصود !!! ) المصريّ ؛ المعتدي على شرح الإمام بطباعته دون إشرافه ، و لا إذنه ؛ فإنّا لله و إنّا إليه راجعون ( ! ) . إذ أنّه ليس في السّماء - الآن - جِنّةٌ ؛ و ذلك بعد إهباط إبليس من الجَنّة إلى الأرض . و قد ذُكر لنا أنّ في السّماء ملائكة ، و بعض البشر كعيسى ، و قيل : إدريس - أيضًا - ، و حورًا عينًا ، و خلقًا خلقهم الله في الجنّة . فأمّا الجِنّة ؛ فلا أعلم دليلاً على وجودهم في السّماء - الآن - . مع أنّه كان إبليس فيها ؛ و هو من الجنّ بنصّ القرآن . و سيدخل صالحوهم إلى الجنّة يوم المعاد ؛ و هي في السّماء . فأمّا الآن ؛ فلا أعلم دليلاً على وجودهم فيها . و الله أعلم . و الحمد لله ربّ العالمين . و كتب : ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أفقر عبد الله إليه أبو عبد الرّحمن الأثريّ معاذ بن يوسف الشّمّريّ - أعانه مولاه - في : إربد - حرسها الله - ، في : 5 - ربيع الأوّل - 1427 هـ . |
Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd