مجلة معرفة السنن والآثار العلمية

مجلة معرفة السنن والآثار العلمية (http://www.al-sunan.org/vb/index.php)
-   الأحاديث الصحيحة فقهها وشرحها (http://www.al-sunan.org/vb/forumdisplay.php?f=25)
-   -   أحاديث ضيافة الرحمن لأهل الجنة أول طعامهم (http://www.al-sunan.org/vb/showthread.php?t=2038)

ماهر بن ظافر القحطاني 01-08-2006 11:49PM

أحاديث ضيافة الرحمن لأهل الجنة أول طعامهم
 
ضيافة الرحمن جل جلاله لعباده المؤمنين أول ما يدخلون الجنة

الحمد لله ، و الصلاة و السلام على رسول الله أما بعد :

فإن الله سبحانه أعد لعباده المؤمنين ضيافة يستقبلهم بها إذا دخلوا الجنة و هذه الضيافة مكونة من " الكرة الأرضية " يصيرها الله خبزة يأكلونها و يأكلون معها زيادة كبد الحوت .

فنسأل الله الجنة و ما قرب إليها من قول و عمل .

و نعوذ بالله من النار و ما قرب إليها من قول و عمل .

1 - عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال : قال رسول صلى الله عليه و سلم : " تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يكفؤها الجبار بيده كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر ؛ نزلا لأهل الجنة "

قال " أبو سعيد الخدري – رضي الله عنه - " : فأتى رجل من اليهود فقال : بارك الرحمن عليك يا أبا القاسم ، ألا أخبرك بِنُزُلِ أهل الجنة يوم القيامة ؟

قال - صلى الله عليه و سلم - : " بلى " .

قال " اليهودي " : تكون الأرضُ خُبْزَةً واحدةً - كما قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - .

قال " أبو سعيد – رضي الله عنه - " : فنظر إلينا رسول الله - صلى الله عليه و سلم - ، ثم ضحك –صلى الله عليه و سلم - حتى بدت نواجذه ،

ثم قال " اليهودي " : ألا أخبرك بإدامهم ؟

قال - صلى الله عليه و سلم - : " بلى " .

قال " اليهودي " : إدامهم " بالام " وَ " نون " .

قالوا – يعني : الصحابة - : و ما هذا ؟

قال "اليهودي " : " ثور " وَ " نون " يأكل من زائدةِ كبدهما سبعون ألفاً .

تخريجه :

رواه البخاري ( 5 / 2389 رقم 6155 ) ، و مسلم ( 4 / 2151 رقم 2792 ) و غيرهما .

معاني الكلمات الغريبة :

" خبزة واحدة " : بضم الخاء المعجمة ، و سكون الموحدة بعدها زاي ،

قال الخطابي : الخبزة الطُلْمَة و هو عجين يوضع في الحفرة بعد إيقاد النار فيها .

قال النووي : معنى الحديث أن الله يجعل الأرض كالطُلْمة و الرغيف العظيم ، و يكون ذلك طعاماً نزلا لأهل الجنة ، و الله - تبارك و تعالى - على كل شيء قدير .

" يتكفؤها " : أي : يميلها من يد إلى يد حتى تجتمع و تستوي لأنها ليست منبسطة كالرقاقة و نحوها .

" نزلاً " : النُزُل - بضم النون و الزاي ، و يجوز إسكان الزاي – و هو ما يُعَدُّ للضيف عند نزوله .

" نواجذه " : بالنون و الجيم و الذال المعجمة جمع ناجذ و هو آخر الأضراس ، و لكل إنسان أربع نواجذ .

و تطلق النواجذ – أيضاً - على الأنياب و الأرض .

" بإدامهم " : أي : ما يؤكل به الخبز .

" بَالام " : بفتح الباء موحدة بغير همز ، و هي لفظة عبرانية معناها بالعبرانية : ثور و لهذا فسر ذلك به ، و وقع السؤال لليهود عن تفسيرها و لو كانت عربية لعرفها الصحابة و لم يحتاجوا إلى سؤاله عنها .

" النون " : هو الحوت باتفاق العلماء .

" زائدة كبدهما " : زيادة الكبد و زائدتها هي القطعة المنفردة المتعلقة بالكبد و هي أطيبه ، و لهذا خص بأكلها السبعون ألفاً .

" يأكل منها سبعون ألفاً " : قال القاضي عياض : يحتمل أنهم السبعون ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب فخصوا بأطيب النُزُل ، و يحتمل أنه عبَّر بالسبعين ألفاً عن العدد الكثير و لم يرد الحصر في ذلك القدر و هذا معروف في كلام العرب .

انظر لشرح الكلمات : فتح الباري ( 11 / 379 - 382 شرح حديث رقم 6520 ) .

شرح النووي على مسلم ( 17 / 135 – 136 )

نيل الأوطار للشوكاني ( 9 / 117 ) .

و غيرها .

و قد وردت أحاديث أخرى في أول طعام أهل الجنة :

منها :

2 - عن أنس – رضي الله عنه - أن عبد الله بن سلام – رضي الله عنه - بلغه مقدم النبي - صلى الله عليه و سلم - المدينة فأتاه يسأله عن أشياء ، فقال : إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي .

ما أول أشراط الساعة ؟ و ما أول طعام يأكله أهل الجنة ؟ و ما بال الولد ينزع إلى أبيه أو إلى أمه ؟

قال - صلى الله عليه و سلم - : " أخبرني به جبريل آنفا " .

قال ابن سلام – رضي الله عنه - : ذاك عدو اليهود من الملائكة .

قال - صلى الله عليه و سلم - : " أما أول أشراط الساعة فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب ،

و أما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت .

و أما الولد فإذا سبق ماءُ الرجلِ ماءَ المرأةِ نَزَع الولد ، و إذا سبق ماءُ المرأة ماءَ الرجل نَزَعَتِ الولدَ " .

قال " عبد الله بن سلام " : أشهد أن لا إله إلا الله ، و أنك رسول الله .

قال " ابن سلام " : يا رسول الله ! إن اليهود قوم بُهت ، فاسألهم عني قبل أن يعلموا بإسلامي .

فجاءت اليهود فقال النبي - صلى الله عليه و سلم - : " أي رجل عبد الله بن سلام فيكم " .

قالوا : خيرنا و ابن خيرنا ، و أفضلنا و ابن أفضلنا .

فقال النبي - صلى الله عليه و سلم - : " أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام ؟ " .

قالوا : أعاذه الله من ذلك .

فأعاد عليهم ، فقالوا مثل ذلك .

فخرج إليهم عبد الله بن سلام – رضي الله عنه - فقال: أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله .

قالوا : شرُّنا و ابن شرِّنا ، و تنقصوه .

قال - عبد الله بن سلام - : هذا كنت أخاف يا رسول الله ! .

رواه البخاري ( 3 / 1433 رقم 3723 ) و غيره .

3 - عن ثوبان – رضي الله عنه - مولى رسول الله - صلى الله عليه و سلم – قال : كنت قائماً عند رسول الله - صلى الله عليه و سلم - فجاء حبر من أحبار اليهود ،

فقال : السلام عليك يا محمد !

فدفعته دفعةً كاد يصرع منها .

فقال : لم تدفعني ؟

فقلت : ألا تقول يا رسول الله ؟ !

فقال اليهودي : إنما ندعوه باسمه الذي سماه به أهله .

فقال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - : " إن اسمى محمد الذي سماني به أهلي " .

فقال اليهودي : جئت أسألك .

فقال له رسول الله - صلى الله عليه و سلم - : " أينفعك شيء إن حدثتك ؟ " .

قال : أسمع بأذني .

فنَكَتَ رسولُ الله - صلى الله عليه و سلم - بعود معه ، فقال : " سل " .

فقال اليهودي : أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض و السماوات ؟

فقال رسول الله – صلى الله عليه و سلم - : " هم في الظلمة دون الجسر " .

قال " اليهودي " : فمن أول الناس إجازة ؟

قال - صلى الله عليه و سلم - : " فقراء المهاجرين " .

قال اليهودي : فما تحفتهم حين يدخلون الجنة ؟

قال - صلى الله عليه و سلم - : " زيادة كبد النون " .

قال " اليهودي " : فما غذاؤهم على أثرها ؟

قال – صلى الله عليه و سلم - : " ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها " .

قال " اليهودي " : فما شرابهم عليه ؟

قال – صلى الله عليه و سلم - : " من عين فيها تسمى سلسبيلاً " .

قال " اليهودي " : صدقت .

قال " اليهودي " : و جئت أسألك عن شيء لا يعلمه أحد من أهل الأرض إلا نبي ، أو رجل أو رجلان .

قال – صلى الله عليه و سلم- : " ينفعك إن حدثتك ؟ " .

قال " اليهودي " : أسمع بأذني .

قال " اليهودي " : جئت أسألك عن الولد .

قال – صلى الله عليه و سلم - : " ماء الرجل أبيض ، و ماء المرأة أصفر ، فإذا اجتمعا فعلا مَنِيُّ الرجل مَنِيَّ المرأةِ أذكرا بإذن الله ، و إذا علا منيُّ المرأة منيَّ الرجل آنثا بإذن الله " .

قال اليهودي : لقد صدقت و إنك لنبي ، ثم انصرف ، فذهب ،

فقال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - : " لقد سألني هذا عن الذي سألني عنه و مالي علم بشيء منه حتى أتاني الله به " .

رواه مسلم ( 1 / 352 رقم 315 ) .

و أختم بهذا الأثر الجميل روي عن أحد كبار التابعين ممن أسلم من اليهود وهو كعب الأحبار – رحمه الله - .

روي عنه – رحمه الله - أنه قال : إن الله تبارك و تعالى يقول لأهل الجنة إذا دخلوها : إن لكل ضيف جزورا ، و إني أجزركم اليوم حوتاً و ثوراً فتجزر لأهل الجنة .

رواه ابن المبارك في " الزهد " ( 1 / 130 ) .

نسأل الله العلا من الجنة بمنه و كرمه .


و الله أعلم و صلى الله و سلم على نبينا محمد .

------------------------------------------------------------------------------

عن أنس – رضي الله عنه - أن عبد الله بن سلام – رضي الله عنه - بلغه مقدم النبي - صلى الله عليه و سلم - المدينة فأتاه يسأله عن أشياء ، فقال : إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي .

ما أول أشراط الساعة ؟ و ما أول طعام يأكله أهل الجنة ؟ و ما بال الولد ينزع إلى أبيه أو إلى أمه ؟

قال - صلى الله عليه و سلم - : " أخبرني به جبريل آنفا " .

قال ابن سلام – رضي الله عنه - : ذاك عدو اليهود من الملائكة .

قال - صلى الله عليه و سلم - : " أما أول أشراط الساعة فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب ،

و أما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت .

و أما الولد فإذا سبق ماءُ الرجلِ ماءَ المرأةِ نَزَع الولد ، و إذا سبق ماءُ المرأة ماءَ الرجل نَزَعَتِ الولدَ " .

قال "عبد الله بن سلام" : أشهد أن لا إله إلا الله ، و أنك رسول الله .

قال " ابن سلام " : يا رسول الله ! إن اليهود قوم بُهت ، فاسألهم عني قبل أن يعلموا بإسلامي .

فجاءت اليهود فقال النبي - صلى الله عليه و سلم - : " أي رجل عبد الله بن سلام فيكم " .

قالوا : خيرنا و ابن خيرنا ، و أفضلنا و ابن أفضلنا .

فقال النبي - صلى الله عليه و سلم - : " أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام ؟ " .

قالوا : أعاذه الله من ذلك .

فأعاد عليهم ، فقالوا مثل ذلك .

فخرج إليهم عبد الله بن سلام – رضي الله عنه – فقال : أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله .

قالوا : شرُّنا و ابن شرِّنا ، و تنقصوه .

قال - عبد الله بن سلام - : هذا كنت أخاف يا رسول الله ! .

رواه البخاري ( 3 / 1433 رقم 3723 ) و غيره .

و رواه ابن حبان في صحيحه .
-----------------------------------------------------------------------------

اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علماً .

كتبه :

أبو عمر أسامة العتيبي .

قبل شهر ذو الحجة من 1426 للهجرة .



Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

 


Security team