|
English |
|
17-10-2016, 03:43AM
|
إداري - وفقه الله -
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 520
|
|
للشيخ ماهر القحطانى حفظه الله (الواجب فى تربية الأولاد )
|
|
|
|
الإهمال فى تربية الأبناء و ترك حثهم على السنة والدعاء لهم
أو تنفيذ رغباتهم مطلقا ليس من الإكرام بل قد يجعلهم من الأشقياء لا السعداء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و العاقبة للمتقين و لا عدوان إلا على الظالمين
أمابعد
أيها الناس اتقوا الله في أولادكم فإنكم مسؤولون عنهم يوم القيامة فليس تعاهدهم و تربيتهم و تعليمهم من باب المستحبات بل الصبر على ذلك من المفروضات
قال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ " ( التحريم أية 6 )
والأصل في الأمر للوجوب و الواجب ما يعاقب تاركه قصدا و يثاب فاعله امتثالا فليؤدي الآباء هذا الواجب حتى لا يتعرضوا لعقوبة الله فقال تعالى
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ(2) " سورة الحج وقال سبحانه " وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ " ( الصافات أية 24)
وفي صحيح البخاري مرفوعا ( كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه، الأميرُ راعٍ، والرجلُ راعٍ على أهل بيتِه، والمرأةُ راعيةٌ على بيتِ زَوجِها وولَدِه، فكلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه )
و لا يُسأل العبد إلا على فعل محرم أو ترك واجب فإن أخفق و اهمل فهو مُعَرض لعذاب الله..ومقته
و إنه من المحزن أنك تجد كثيرا من الآباء أعظم همه في حق ابنه إصلاح بدنه واشباع بطنه...و طبه اذا وجع و تغذية متعه فيرفهه بل قد يسرف جدا لإرضاءه و لا يكاد يرد له طلبا و يظن أنه قد بلغ بذلك غاية الإكرام له ثم ينسى و يغفل عن ما هو أعظم و يكون به ارحم وهو إصلاحه لكي لا تمسه النار و ليكون دَيناً مُتَبِعا للرسول صلى الله عليه وسلم و السلف الصالح
نعم فإنه لو تركه و مرضه فقد يموت و لكن لو ترك تعليمه و تأديبه فقد يعذب و يحرق بنار جهنم و يشوى وجهه و تقطع بالحميم أمعاؤه و يساكن فيها المجرمين و السفلة الماجنين و يشترك في الصياح معهم و العياذ بالله و دخولها أشد من وجع المرض بل و من الموت
ففي صحيح مسلم مرفوعا ( نارُكم هذِه ، الَّتي يوقِدُ ابنُ آدمَ ، جزءٌ من سبعينَ جزءًا مِن حرِّ جَهنَّم . قالوا : واللَّهِ ! إن كانت لَكافيةً ، يا رسولَ اللَّهِ ! قال : فإنَّها فُضِّلت عليها بتسعةٍ وستِّينَ جزءًا . كلُّها مثلُ حرِّها . وفي رِوايَةٍ : كلُّهنَّ مثلُ حرِّها )
نعم لايحل تضييع جوع بطنه و لا وجع بدنه حتى لا يجوع و لا يموت و لكن تضيع آخرته بترك تعاهده و تربيته و إصلاح اعتقاده ومنهجه وعمله الديني أشد و ذلك من إهانته لا اكرامه
أليس قد علمنا القرآن اهتمام الأب بابنه كقصة يعقوب و لقمان " وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ " (سورة لقمان أية 13) وقال تعالى " وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا " (سورة طه 132)
وقال عن نبي الله إسماعيل " وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا "(مريم أية 55)
و من السنة ايضا على صاحبها أفضل الصلاة و السلام فثبت عنه أنه قال ( مروا أبناءكم بًالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع )
قال بن تيمية رحمه الله فإذا أهمل ابنه ولم يأمره بالصلاة استحق أن يعزره الحاكم...
وقيل إن ترك الوالد ولده لا يأمره بالصلاة ينقص الرزق
و لابد أن يدل الابن على معلم للعلم صاحب إخلاص و سنة وليس من أهل الجهل كمن يأمر الناس بالدعوة و ما تعلم والله من العلم ما يصلح به دين الناس ففاقد الشيء لايعطيه
معلم ورع قوي في علمه و تاديبه وشخصيته و ليلزم الابن مع اشرافه فلا يكفي تحفيظه القران بلا فقه و ادب بل قال أبو عبدالرحمن السلمي علمونا الذين كان يقرؤنا القرآن انا كنا لا يتجاوز العشر آيات حتى نتعلم مافيها من علم فتعلم القرآن و العلم
و يختار له أُماً صالحة اصلا لتعينه على التأديب فاظفر بذات الدين تربت يمينك فإن فاته فليصلح زوجه ويصدق اللجأ إلى الله في صلاحها ففي الحديث ( ما من مولودٍ إلَّا يولَدُ على الفطرةِ، فأبواه يهوِّدانه، أو ينَصِّرانه، أو يمَجِّسانِه..)
ثم يعلمه ويؤدبه بالقرآن ويفهمه معانيه على فهم السلف بقراءة التفاسير المعتمدة مثل تفسير ابن كثير لا التفاسير المبتدعة وليعلمه السنة واثار الصحابة وليعلمه حبهم وحب ابي بكر وعمر و لا يعطيه كل مايطلب فذلك إفساد له قال بن الجوزي...إياك أن تري ولدك كل محبتك (يعني تعطيه مثلا كل ما طلب) فإنه سيشتط عليك ولن يقبل منك تاديبا فاعطه تارة وامنعه أخرى حتى يتعلم الاعتماد على نفسه
فلابد أن يعلمه السنة وان لايجالس أهل البدع و أهل الشهوات من قرناء السوء فالمرء على دين خليله ويسايس ولده ويحسن مصاحبتة ويتلطف به ويرفق فكما في الحديث ( ماكان الرفق في شيء إلا زانه ومانزع من شيء إلا شانه ) فسيعينه الله باللطف والرفق مالايعنيه بالشدة والعنف والهجر.... ففي الحديث ( إنَّ اللهَ رفيقٌ يحبُّ الرِّفقَ . ويُعطي على الرِّفقِ ما لا يُعطي على العنفِ )
فقد كثر قرناء السوء في زماننا فإذا نفر إليهم مستوحاة من قسوة أبيه افسدوه ولابد
وليتعاهده بحسن التربية والتعليم بحسب سنه و استيعابه و ليلق عليه الأسئلة كما صنع يعقوب ما تعبدون من بعدي يسأله ( من ربك... من نبيك .... ما دينك....) بالادلة..
و ليدع له في أوقات الإجابة والسجود و ليتضرع فقد ينقذه دعائك من عذاب جهنم وشقاء الدنيا
و لايدع عليه فقد يستجيب الرب فيهلك ويندم ففي صحيح مسلم مرفوعا ( لا تدْعوا على أنفُسِكم ، ولا تدعُوا على أولادِكم ، ولا تدعوا على أموالِكم ، لا توافِقوا من اللهِ ساعةً يُسأل فيها عطاءٌ ، فيستجيبُ لكم )
قال ابن القيم: أكثر فساد الأولاد بسبب إهمال الآباء « وكم ممَّن أشقى وَلَدَه وفلذةَ كبده في الدنيا والآخرة بإهماله وتركِ تأديبه وإعانته له على شهواته، ويزعم أنه يُكرمه وقد أهانه، وأنه يرحمه وقد ظَلَمَه وحرمه، ففَاتَهُ انتفاعُه بولده، وفوَّت عليه حظَّه في الدنيا والآخرة، وإذا اعتبرتَ الفسادَ في الأولاد رأيتَ عامَّتَه من قِبَل الآباء فليعتن الوالد بولده قبل موته ومسألته وليرضعه أخلاق السلف و زهدهم و ليقص عليه من اخبارهم وليفهمه التوحيد والسنة والإخلاص فإنه بذلك يكون الخلاص من عذاب رب الناس
فاللهم أصلح أولادنا ووفقنا لحسن تعليمهم وتأديبهم ويسر لنا الوقت لذلك حتى لايكونوا خصمائنا عندك يوم القيامة
كتبه/ أخوكم أبوعبدالله
ماهر بن ظافر القحطاني |
|
|
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة عمرو التهامى ; 28-03-2017 الساعة 04:08PM
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
|