#1
|
|||
|
|||
الدرس الثالث من كتاب العلم
الدرس الثالث تابع كتاب العلم
الباب الثامن باب من قعد حيث ينتهي به المجلس ومن رأى فرجة في الحلقة فقعد فيها مناسبة الحديث لكتاب العلم:- من جهة أن المراد بالمجلس وبالحلقة حلقة العلم ومجلس العلم فيدخل في أدب الطالب من عدة أوجه والتراجم السابقة تتعلق بصفات العالم. معاني مفردات الحديث:- ثلاثة نفر:- النفر للرجال من ثلاثة الى عشرة. فأقبل إثنان :- بعد أن قال(اذ أقبل ثلاثة نفر) أي أن هناك إقبالان أولا من الطريق فدخلوالمسجد مارين فلما رأو مجلس النبي صلي الله عليه وسلم أقبل إليه اثنان منهم واستمر الثالث ذاهبا. فوقفاعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم:- أي على مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم. فوقفا:- في رواية الموطأ وعند الترمذي والنسائي زاد(فلما وقفا سلما). ويستفاد منه أن الداخل يبدأ بالسلام وأن القائم يسلم على القاعد ولم يذكر رد السلام:- 1-أن المستفرق في العبادة يسقط عنه الرد. 2-اكتفى ان المشهور الرد. 3- لم ينقله للاهتمام بغيرذلك من القصة. فرجه:. :الخلل بين الشيئين. الحلقة:.كل شيء مستدير خالي الوسط. (فأوى إلى الله فآواه الله):.أوى إلى الله:.لجأ إلى الله فأوآه الله:- أي جازاه بنظير فعله بأن ضمه إلى رحمته ورضوانه. فاستحيا:أي ترك المزاحمة كما فعل الثالث حياء من النبي صلى الله عليه وسلم. فاستحيا الله منه:أي رحمه ولم يعاقبه. فأعرض الله عنه:- أي سخط الله عليه وهو محمول على من ذهب معرضا لغير عذر هذا إن كان مسلما ويحتمل ان يكون منافقا. س/اذا كان الرجل من كبار القوم وخصص له مكان في صدر المجلس فهل يتخطى الجالسين؟ ج/لا بأس بذلك. س/اذا لم يكن من كبار القوم فجلس حيث ينتهي به المجلس ولكن أحد الجالسين آثره بمكانه فهل يقبل؟ ج/نعم له أن يقبل. مسألة :- جواز الجلوس في الحلقة إذا وجد مكانا لايضيق لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقر هذا الرجل بل قال له(إن الله آواه) مسألة:- إلقاء المسألة على الطلبة لقوله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبركم))ولكن لايقول الإنسان مادمت لم أسأل فلا أعرض العلم:- إعرض العلم وإن لم تسأل لأن ذلك نشرا للعلم ولكن هذا من أساليب نشر العلم السؤال. مسألة هامة من مسائل الحديث:- في الحديث(فاستحيا الله منه) س/هل نقول إن استحياء الله كاستحياء المخلوقين؟ ج/لا,لأن الله تعالى قال (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) واستحياء المخلوق:عبارة عن انفعال يوجب الانكماش وعدم الإقدام وهذا لايفسر في حق الله عزوجل. مسألة:- إثبات إيواء الله تعالى في قوله(أما الآخر فأوى فآواه الله). صفة الإيواء من الصفات الفعلية لله عزوجل فمن كماله عزوجل انه فعالا لما يريد كيف ومتى يريد. صفات الله تعالى تنقسم إلى قسمين:- القسم الأول :الصفات الذاتية:- هي الصفات التي لم يزل متصفا بها الله تعالى فهي ملازمة للذات ولا يزال متصفا بها كالعلم والقدرة والسمع والبصرو العزة واليدين والوجه والعظمة. القسم الثاني:- الصفات الفعلية:- هي التي يفعلها الله عز وجل إذا شاء وقت ما شاء فهي تتعلق بمشيئته إن شاء فعلها وإن شاء لم يفعلها كالإستواء على العرش والمجيء وقد تكون الصفة ذاتية فعلية باعتبارين. مثل صفة الكلام فهي باعتبار أصل الصفة ذاتية لأن الله لم يزل ولا يزال متكلما وهي صفة فعلية لأن الكلام متعلق بمشيئته يتكلم متى شاء بما شاء. وفي الحديث:يوصف ربنا سبحانه وتعالى بالإستحياء والإعراض على وجه لانقص فيه بل على وجه يليق بالله من غير تكييف ولا تحريف ولاتمثيل ولاتعطيل ولايجوز تأويلهما بغير معناهما بل اثباتهما لله بما يليق بجلاله وعظمته. مسألة هامة في الأسماء والصفات:- كل صفة من صفات الله يتوجه عليها ثلاثة أسئلة:- السؤال الاول:هل حقيقة ولماذا؟ ج/نعم حقيقية لأن الأصل في الكلام الحقيقة ولايعدل عنه إلا بدليل صحيح يمنع منها. السؤال الثاني:- هل يجوز تكييفها ولماذا؟ ج/لا يجوز تكييفها لقوله تعالى(ولا يحيطون به علما)ولأن العقل لايمكنه إدراك كيفية صفات الله. السؤال الثالث:- هل تماثل صفات المخلوقين ولماذا؟ج/لا تماثل صفات المخلوقين لقوله تعالى((ليس كمثله شيء))ولأن الله مستحق للكمال الذي لا غاية فوقه فلا يمكن أن يماثل المخلوق لأن المخلوق ناقص. والفرق بين التمثيل والتكييف..أن التمثيل :ذكر كيفية الصفة مع تقييدها بمماثل لها. والتكييف:ذكر كيفية الصفة بدون تقييدها بمماثل. مايستفاد من الحديث:- 1- استحباب التحلق في مجالس الذكروالعلم. 2- ان من سبق إلى موضع في الحلقة كان أحق به. 3- استحباب الأدب في مجالس العلم وفضل سد الخلل في الحلقة. 4- الثناء على من زاحم في طلب الخير. 5- جواز الإخبار عن أهل المعاصي وأحوالهم للزجر عنها وأن ذلك لايعد من الغيبة. 6- الثناء على المستحي والجلوس حيث ينتهي به المجلس. 7- فضل ملازمة حلق العلم والذكر. الباب التاسع:باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ((رب مبلغ أوعى من سامع)) رب:للتقليل وتأتي للتكثير حسب موضعها في الكلام. رب مبلغ أوعى:أي أفهم لما أقول من سامع مني.وله من طريق آخر بلفظ (فإنه عسى أن يكون بعض من لم يشهد أوعى لما أقول من بعض من شهد). أمسك إنسان بخطامه..أو بزمامه:- شك من الرواي. الزمام والخطام بمعنى واحد:وهو الخيط الذي تشد فيه الحلقة التي تسمى بالبرة في انف البعير. والممسك بخطام البعير:هو أبو بكرة. س/ما الفائدة من إمساك الخطام؟ ج/صون البعير عن الاضطراب حتى لا يشوش على راكبه. قوله(أي يوم هذا):..... قال القرطبي:-(سؤاله صلى الله عليه وسلم عن الثلاثة وسكوته بعد كل سؤال منها كان لاستحضار فهومهم وليقبلوا عليه بكليّتهم وليشعروا عظمة مايخبرهم عنه ولذلك قال بعد هذا:فإن دماءكم...إلخ مبالغة في بيان تحريم هذه الأشياء ..انتهى) ومناط التشبيه في قوله (كحرمة يومكم)ومابعده ظهوره عند السامعين لأن تحريم البلد والشهر واليوم كان ثابتا في نفوس الصحابة مقررا عندهم بخلاف الأنفس والأموال والأعراض فكانوا في الجاهلية يستبيحونها فطرأ الشرع عليهم بأن تحريم دم المسلم وماله وعرضه أعظم من تحريم البلد والشهر واليوم. قوله (فسكتنا حتى ظننا انه سيسميه سوى اسمه) فيه إشارة إلى تفويض الأمور بالكلية إلى الشارع. قوله (يبلغ الشاهد):- أي الحاضر في المجلس. (الغائب):- أي الغائب عنه.والمراد إما تبليغ القول المذكور أو تبليغ جميع الأحكام. للحديث فوائد هامة وعديدة:- 1- حسن الأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم. قال تعالى(لا تقدموا بين يدي الله ورسوله) 2- أن حامل الحديث يجوز أن يؤخذ عنه وإن كان جاهلا بمعناه ويأخذ أجر التبليغ . 3- طريقة السؤال والجواب أبلغ في الأداء لحافظه. 4- جواز عرض المسألة على الطالب لأن النبي صلى الله عليه وسلم عرض على أصحابه(أي يوم هذا) (أي شهر هذا) 5- جواز الخطبة على البعير مالم يكن فيه مشقة.و إن كان فلا يجوز أن يحملها مايشق عليها. 6- وجوب تبليغ حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (ليبلغ)اللام للأمر والأصل في الأمر أنه يقتضي الوجوب. الباب العاشر:باب العلم قبل القول والعمل. ما مراد المصنف من الباب؟ أراد به أن العلم شرط في صحة القول والعمل فلا يعتبران إلا به وهو متقدم عليهما لأنه مصحح للنية المصححة للعمل. قوله فبدأ بالعلم حيث قال(فاعلم أنه لا إله الله)(واستغفر لذنبك) الخطاب وإن كان للنبي صلى الله عليه وسلم فهو يتناول الأمة. بحظ:- أي نصيب, وافر:أي كامل. طريقا،علما:نكرة لتتناول أنواع الطرق الموصلة إلى تحصيل العلوم الدينية ويندرج فيه القليل والكثير. (سهل الله له طريقا) في الآخرة وفي الدنيا بأن يوفقه للأعمال الصالحة الموصلة إلى الجنة.فيما سبق بشارة وضحيها؟ بشارة تسهيل العلم على طالبه لأن طلبه من الطرق الموصلة إلى الجنة.قوله وقال(إنما يخشى الله من عباده العلماء):-أي يخاف الله من علم قدرته وسلطانه وهم العلماء. ومايعقلها:أي الأمثال المضروبة. (لو كنا نسمع)أو (نعقل):المعنى لو كنا من اهل العلم لعلمنا مايجب علينا فعملنا به فنجونا. (الفقه):هو الفهم.والمراد الفهم في الأحكام الشرعية. قوله(إنما العلم بالتعلم)هو حديث مرفوع:((يا أيها الناس تعلموا إنما العلم بالتعلم والفقه بالتفقة ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)). الصمصامة:السيف الصارم الذي لاينثني. وقيل الذي له حد واحد. الرباني:-الحكيم الفقيه وسمي بذلك لانه الذي يقصد ماأمره الرب بقصده من العلم والعمل.وهو الجامع بين التعليم والتربية. وهذا أصح (ولكن كونوا ربانين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون) فمن العلماء من يعلم ولايربي والعالم هو الذي يعلم ويربي بقوله وتوجيهه وإرشاده فهويعلم الناس ويربيهم على الأحكام. س/ما المقصود من الاستفهام في قوله(قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون)؟ ج/استفهام بمعنى النفي أي لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون فإذا جاء النفي بصيغة الاستفهام صار أبلغ لأنه في هذه الصيغة يتضمن معنى التحري كأن المتكلم يقول:- إذا كان يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون فأخبرني بهم. قوله (إنما العلم بالتعلم):- أي لابد من التفرع التام للعلم والاجتهاد التام والمذاكرة والمناقشة لأن المذاكرة تحفظ العلم والمناقشة تفتح فهم الإنسان حتى يستطيع ان يعرف الأدلة ويستنتج الأحكام منها. قوله: ((وقال أبو ذر:لو وضعتم الصمصامة.....))إلخ. يعني:-إني سوف أبلغ العلم حتى لو جعلتم السيف على رقبتي فإني إن أمكنني أن أبلغ العلم كلمة سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم لأنفذتها. س/ ما معنى قوله:- (( الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره)) يعني الذي يعلم الناس شيئا فشيئا و لا يأتي إليهم بالعلم هكذا بعلم صعب لا يفهم فذلك لا يفيدهم شيئا. س/ ما حكم تبليغ العلم؟ تبيين الشريعة فرض كفاية إذا لم يقم به أحد وجب عليك سواء بسؤال لسان الحال أو سؤال لسان المقال وإذا علمت أن الناس محتاجون إلى بيان الحكم الشرعي وجب عليك أن تبينه. الباب الحادي عشر باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولهم بالموعظة والعلم كي لا ينفروا معاني مفردات الحديث واسم الباب:- يتخولنا: أي يتعهدنا. الموعظة والعلم: أي النصح والتذكير.وعطف عليها العلم من باب عطف العام على الخاص لأن العلم يشتمل الموعظة وغيرها. وإنما عطفها لأنه منصوص عليها في الحديث وذكر العلم استنباطا من الموعظة. لئلا ينفروا: تضمن تفسير السآمة بالنفور وهما متقاربان. ما مناسبة الباب لما قبله؟ المناسبة ظاهرة من جهة ما حكاه أخيرا من تفسيرالرباني كمناسبة الذي قبله من تشديد أبي ذر في أمر التبليغ لما قبله من الأمر بالتبليغ وغالب الأبواب لا تخلو من ذلك. معنى يتخولنا:- الخائل:- القائم المتعهد للمال.يقال خال المال:يخوله تخولا إذا تعهده و أصلحه. المعنى:-أنه كان يراعي الأوقات في تذكيرنا.ولا يفعل ذلك كل يوم لئلا نمل . التخون:- تخون الشيء إذا حفظه وتعهده.أي اجتنب الخيانة فيه. وورد يتحولنا:- أي يتطلب أحوالنا التي ننشط فيها للموعظة. يتخولنا:-أي يتحرى الأيام التي يعظنا فيها فلا يكثر علينا خوفا من السآمة والملل. في الحديث:- (يتخولنا بالموعظة) وفي الباب (بالموعظة والعلم). فليس في الحديث العلم.فالموعظة لاشك أنها علم لكن ليس علم موعظة. ما هي الموعظة؟هي ما يحرك القلب والنفس والعلم أعم. يشمل ما يحصل من العلوم بالموعظة وما لا تحصل به الموعظة من العلوم. السآمة: أي المشقة الطارئة علينا. ويستفاد من الحديث:- استحباب ترك المداومة في الجد في العمل الصالح خشية الملال. و إن كانت المواظبة مطلوبة لكنها على قسمين:- 1- إما كل يوم مع عدم التكلف. 2- وإما يوما بعد يوم فيكون يوم الترك لأجل الراحة ليقبل على الثاني بنشاط و إما يوما في الجمعة ويختلف باختلاف الأحوال و الأشخاص. ما الضابط في ذلك؟ الضابط الحاجة مع مراعاة وجود النشاط. الحديث الثاني للباب:- الشاهد من الحديث :- (لا تنفروا) :- تدخل في المواعظ التي قد ينفر منها الناس. فننظر للحال وما تقتضيه من موعظة أو إلقاء مسائل علميه فقهية والمهم ألا تمل الناس لأنك إذا أمللتهم كرهوا الجلوس معك وإذا أعطيتهم الراحة فإنهم يألفونك ويحبونك وينتفعون منك أكثر. قوله(وبشروا)بعد قوله (يسروا)اليسر ضد النفور وجاء (وسكنوا)والسكون ضد النفور كما أن ضد البشارة النذارة لكن لما كانت النذارة وهي :الإخبار بالشر في ابتداء التعليم توجب النفرة . قوبلت البشارة بالتنفير والمراد:- تأليف من قرب إسلامه وترك التشديد عليه في الإبتداء كذلك الزجر عن المعاصي ينبغي أن يكون بتلطف حتى يقبل وكذلك تعلم العلم ينبغي أن يكون بالتدريج لأن الشيء إذا كان ابتدائه سهلا حبب إلى من يدخل فيه وتلقاه بانبساط وكانت عاقبته غالبا الازدياد بخلاف ضده. الباب الثاني عشر باب من جعل لأهل العلم أياما معلومة هذا الحديث في الباب كالذي قبله من أجل التيسير وعدم الملل والسآمة . والشاهد من الحديث:- (كان عبد الله هو ابن مسعود) (يذكر الناس في كل خميس):- هنا مسألة:- هل لو جعلنا يوما معتادا للتذكير أو للعلم هذا بدعة؟ إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتخول الناس ويعلمهم من غير ان يتقيد بيوم معين وقد ورد تحديد يوم معلوم للناس من فعل الصحابة فهذا ليس بدعة إنما هو تنظيم للوقت وتحديد يوم حتى يعرفه الناس ويأتوا إليه ومازال الناس يعملون به إلى الآن.وهو من الخير. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|