أخبـار المجلـة |
|
جديـد المجلـة |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | التقييم: | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
【 شرح العقيدة الواسطية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - شرح العقيدة الواسطية. ( 35 ) 19 ـ إثبات علو الله على مخلوقاته [ المتن ] : وقوله: {يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} {بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} {يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِبًا} {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ}. [ الشرح ]: {يَا عِيسَى} خطاب من الله ـ تبارك وتعالى ـ لعيسى بن مريم ـ عليه الصلاة والسلام ـ {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ} الذي عليه الأكثر أن المراد بالوفاة هنا النوم كما قال تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا} الآية (42) من سورة الزمر. {وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} أي: رفعه الله إليه في السموات وهو حي. وهذا محل الشاهد من الآية وهو إثبات العلو لله لأن الرفع يكون إلى أعلى. وقوله: {بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} هذا رد على اليهود الذين يدعون أنهم قتلوا المسيح عيسى بن مريم فقال تعالى: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ} إلى قوله: {وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا} الآية (157) من سورة النساء {بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} أي: رفع الله سبحانه وتعالى المسيح ـ عليه السلام ـ إليه وهو حي لم يقتل. وهذا محل الشاهد لأن فيه إثبات علو الله على خلقه لأن الرفع يكون إلى أعلى. وقوله: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ} أي: إلى الله سبحانه لا إلى غيره يرتفع {الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} أي: الذكر والتلاوة والدعاء {وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} أي: العمل الصالح، يرفع الكلم الطيب، فإن الكلم الطيب لا يقبل إلا مع العمل الصالح فمن ذكر الله تعالى ولم يؤد فرائضه رد كلامه، قال إياس بن معاوية: ولولا العمل الصالح لم يرفع الكلام. وقال الحسن وقتادة: لا يقبل قول إلا بعمل. والشاهد من الآية: أن فيها إثبات علو الله على خلقه لأن والرفع يكونان إلى أعلى. وقوله تعالى: {يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا} هذا من مقولة فرعون لوزيره هامان يأمره أن يبني له قصرًا منيفًا عاليًا {لَّعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ} أي: طرق السموات أو أبوابها {فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى} بنصب {فَأَطَّلِعَ} بأن مضمرة بعد فاء السببية، ومعنى مقالته هذه تكذيب موسى ـ عليه السلام ـ في أن الله أرسله، أو أن إلهًا في السماء. ولذلك قال: {وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِبًا} أي: فيما يدعيه من الرسالة أو فيما يدعيه بأن له إلها في السماء والشاهد من الآية: أن فيها إثبات علو الله على خلقه، حيث أن موسى ـ عليه السلام ـ أخبر بذلك وحاول فرعون في تكذيبه. وقوله تعالى: {أَأَمِنتُم} الآمن: ضد الخوف {مَّن فِي السَّمَاء} أي: عقوبة من في السماء وهو الله سبحانه، ومعنى {فِي السَّمَاء} أي على السماء، كقوله تعالى: {وَلأصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} وهذا إن أريد بالسماء السماء المبنية، وإن أريد بالسماء مطلق العلو ففي للظرفية، أي: في العلو. {أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ} أي: يقلعها بكم كما فعل بقارون {فإذا هي تمور} أي: تضطرب وتتحرك. {أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا} أي: حجارة من السماء كما أرسلها على قوم لوط وأصحاب الفيل. وقيل: سحاب فيها حجارة، وقيل: ريح فيها حجارة {فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} أي: إنذاري إذا عاينتم العذاب ولا ينفعكم حينذاك هذا العلم. والشاهد من الآيتين: أن فيهما إثبات علو الله على خلقه حيث صرحنا أنه سبحانه في السماء، فقد دلت هذه الآيات التي ذكرها المؤلف ـ رحمة الله عليه ـ على إثبات العلو. كما دلت هذه الآيات التي قبلها على إثبات استواء الله على العرش. والفرق بين الاستواء والعلو: 1 ـ أن العلو من صفات الذات والاستواء من صفات الأفعال، فعلو الله على خلقه وصف لازم لذاته، والاستواء فعل من أفعاله سبحانه يفعله ـ سبحانه وتعالى ـ بمشيئته وقدراته إذا شاء ولذا قال فيه: {ثُمَّ اسْتَوَى} وكان ذلك بعد خلق السموات والأرض. 2 ـ أن العلو من الصفات الثابتة بالعقل والنقل. والاستواء ثابت بالنقل لا بالعقل. ------ [ المصدر ] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
[جمع] الجمع الثمين لكلام أهل العلم في المصرّين على المعاصي والمدمنين | أبو عبد الودود عيسى البيضاوي | منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك | 0 | 13-09-2011 08:33PM |
أقوال العلماء السلفيين في حكم من حكَّم القوانين | أبو حمزة مأمون | منبر التحذير من الخروج والتطرف والارهاب | 0 | 10-06-2010 12:51AM |
(الشيخ ربيع بين ثناء العلماء ووقاحة السفهاء) | أبوعبيدة الهواري الشرقاوي | منبر الجرح والتعديل | 0 | 20-12-2008 11:07PM |
شرح كتاب ثلاثة الأصول | أبو عبد الرحمن السلفي1 | منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك | 3 | 13-10-2007 07:38PM |
صحيح المقال في مسألة شد الرحال (رد على عطية سالم ) | ماهر بن ظافر القحطاني | منبر البدع المشتهرة | 0 | 12-09-2004 11:02AM |