ما الفرق بين الإيمان الواجب والإيمان المجزئ؟
إعلم -علمني الله وإياك -أن الإيمان منه ماهو شرط إجزاء وصحة ومنه ماهو شرط كمال وشرط الكمال إما أن يكون واجبا وإما أن يكون مستحبا ..
فالشهادتين نطقا وتصديقا مع الصلاة على قول من يكفر تاركها شرط صحة ،وعلى قول من لم يكفر بها ظهور أثر الإيمان من أعمال الجوارح أي عمل ،لأنهم مجمعون على أن الإيمان قول عمل، فكيف يصح الإيمان من غير ظهور أثره في الجوارح ؟! وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب" ولذلك إستحال على المرء المدعي للإيمان عند ابن تيمية أن يبقى الرجل دهرا لايصوم ولايصلي ولايميط أذى عن طريق وغير ذلك من أعمال الجوارح.. ثم يكون مؤمنا في الباطن لأن أعمال الباطن كالخوف والرجاء والمحبة لله..إلخ تستلزم عنده ظهور الأثر في الظاهر ،ويروى عن سفيان ابن عيينة أنه قال في رجل يقول أنا مؤمن أو مسلم ولايصلي ولايزكي ولايحج...إلخ فقال ذلك قول المرجئة أو كما قال رحمه الله ، وأنكر الإمام أحمد على من قال مجرد قول لاإله إلا الله عمل أي دون عمل الجوارح التي تدل على صدق الإيمان في الباطن فأنكر على شبابة بن سوار إرجائه (تراجع ترجمته ) ويراجع كتاب السنة للخلال في هذه المسألة ..
ثم الكمال الواجب كالزكاة والصوم والكمال المستحب كركعتي الفجر والصدقة ..والله الهادي إلى سواء السبيل ..