|
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
التقييم: ![]() |
انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد : فهذا هو الباب الحادي عشر من كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد للإمام المجدّد محمّد بن عبد الوهّاب رحمه الله وغفر له . ـــــــــــــــــــــــ قال الإمام المجدد رحمه الله : باب من الشرك النذر لغير الله تعالى وقول الله تعالى : ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافونَ يَوماً كَان شَرُّهُ مُستَطيراً ) الإنسان ( 7 ) . وقول الله تعالى : (وَمَا أَنفَقتُم مِّن نَّفَقَةٍ أو نَذَرتُم مِّن نَّذرٍ فَإنَّ اللهَ يَعلَمُهُ) البقرة (270) . قال الشيخ ماهر حفظه الله : -- قد ثبت من الآية أن النذر عبادة ، فيكون صرفها لغير الله شركا أكبر (في العبادة) . -- النذر : هو إلزام النفس بعبادة الله بصفة معيّنة . -- روى الإمام مسلم في صحيحه عن طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تنذروا فإن النذر لا يغني من القدر شيئا وإنما يستخرج به من البخيل . -- وقد ذُمَّ البخيل في النذر من جهتين الأولى : أنّه يعلّق النذر ( إذا شفا الله مريضي نذرت ) الثانية : أن البخيل لا يتصدّق إلا إذا كان نذراً . -- أقسام النذر : 1- النذر ( شركاً أكبرَ ) : إذا ألزم الرجل نفسه بِنَذرٍ لغير الله مثاله : كأن يقول القائل للولي الجيلاني عَلَيَّ نذر أن أذبح له شاةً إن شفع لي عند الله في شفاء ولدي ، أو لَـهُ نَذرٌ ( لِلوَلي )إِن شُفِي ولدي . 2- النذر المحرّم : وفيه أمثلة منها : أن يقول القائل : لا أذبح لله إلا إذا شُفِيَ ولدي ، ومنها : أن ينذر الرجل أن يشرب الخمر إذا تحقّق له أمرٌ مُعَيَّن . 3- النذر البدعي : أن ينذر أن يـذبح تـقرّبا إلى الله في يوم عيد المولد النبوي . 4- النذر المكروه : وهو إلزام النفس بعبادة فيما إذا تحقّق مقصود من يريد النذر . 5- النذر المباح ( المطلق ، المشروع ) : مثل قول القائل لله عَلَيّ أن أصلّي ركعتين ، وهنا يقال أن النذر المباح مخيّر الإنسان في وفائه لحادثة إسرائيل أنّه نَذَرَ أن يقومَ لله فقال له النبيّ صلّى الله عليه وسلّم مُرُوه فليجلس ، ولم يأمره عليه الصلاة والسلام بشيء . -- مثال عن النذر الشركي : كأن يقول القائل : إن نزل المطر ياوليّنا البدوي فَلَكَ عَلَيّ أن أذبح بَدَنَة ، فهذا القائل وقع في شرك الألوهية بصرف عبادة النذر لغير الله ، ووقع بشرك الربوبية باعتقاده أن الولي ينزل المطر ، ووقع بشرك الصفات باعتقاده أن الوليّ يسمعه في قبره . قال المصنف رحمه الله : وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها : أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : من نَذرَ أن يُطيعَ اللهَ فليُطِعْه ، ومن نَذَر أن يعصيَ الله فلا يَعصه . ورواه أحمد وابن ماجة . قال حفظه الله : -- فليطعه : مضارع مقترن بلام الأمر يدلّ على الوجوب . -- وقد روى ابن الجارود عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : النذر نذران فما كان لله فكفارته الوفاء وما كان للشيطان فلا وفاء فيه وعليه كفارة يمين . -- وعن عمران بن حصين عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال : لا نذر في غضب ، وكفّارته كفّارة يمين . رواه سعيد بن منصور وأحمد والنسائي وإسناده ضعيف ولكن له شاهد من حديث عائشة رواه أحمد في المسند وأبو داود والترمذي وله شواهد أخرى فالحديث صحيح . فنسأل الله عزّ وجلّ أن يجنّبنا الشرك ويهدينا سُبُل الخير والرشاد وأن يغفر لنا ويرحمنا والله أعلم وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد
__________________
قال حامل لـواء الجرح والتعديل حفظه الله : والإجمال والإطلاق: هو سلاح أهل الأهواء ومنهجهم. والبيان والتفصيل والتصريح:هو سبيل أهل السنة والحق
التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله بشار ; 24-09-2010 الساعة 01:44AM |
#2
|
|||
|
|||
![]() بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فقد وقفت على كلامٍ لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (ص 420 - 421 ط مجمع الملك فهد) ، ورأيت أن أنقله للفائدة عسى الله أن ينفع بها إخواني المسلمين وقوله هو : ـ فإنه ثبت في الصحيحين عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن النذر ، وقال : "إنه لا يأتي بخير، وإنما يستخرج به من البخيل " وفي رواية : "فإن النذر يلقي ابن آدم إلى القدر " فهذا المنهي عنه هو النذر الذي يجب الوفاء به ، منهي عن عقده ، ولكن إذا كان قد عقده فعليه، الوفاء به . كما في صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "من نذر أن يطيع اللّه فليطعه، ومن نذر أن يعصي اللّه فلا يعصه " . وإنما نهى عنه صلى الله عليه وسلم لأنه لا فائدة فيه إلا التزام ما التزمه ، وقد لا يرضى به ، فيبقى آثمًا . وإذا فعل تلك العبادات بلا نذر كان خيرًا له ، والناس يقصدون بالنذر تحصيل مطالبهم ، فبيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن النذر لا يأتي بخير، فليس النذر سببًا في حصول مطلوبهم ، وذلك أن الناذر إذا قال : للّه عليّ إن حفّظني اللّه القرآن أن أصوم مثلًا ثلاثة أيام ، أو إن عافاني اللّه من هذا المرض ، أو إن دفع اللّه هذا العدو ، أو إن قضي عني هذا الدين فعلت كذا ، فقد جعل العبادة التي التزمها عوضًا عن ذلك المطلوب . واللّه سبحانه لا يقضي تلك الحاجة بمجرد تلك العبادة المنذورة، بل ينعم على عبده بذلك المطلوب ؛ ليبتليه أيشكر أم يكفر ؟ وشكره يكون بفعل ما أمره به وترك ما نهاه عنه . وأما تلك العبادة المنذورة ، فلا تقوم بشكر تلك النعمة ، ولا ينعم اللّه تلك النعمة ليعبده العبد تلك العبادة المنذورة التي كانت مستحبة ، فصارت واجبة لأنه سبحانه لم يوجب تلك العبادة ابتداء ، بل هو يرضى من العبد بأن يؤدي الفرائض ، ويجتنب المحارم ، لكن هذا الناذر يكون قد ضيع كثيرًا من حقوق اللّه ثم بذل ذلك النذر لأجل تلك النعمة ، وتلك النعمة أجلّ من أن ينعم اللّه بها لمجرد ذلك المبذول المحتقر . وإن كان المبذول كثيرًا ، والعبد مطيعٌ للّه ، فهو أكرم على اللّه من أن يحوجه إلى ذلك المبذول الكثير ، فليس النذر سببًا لحصول مطلوبه كالدعاء ، فإن الدعاء من أعظم الأسباب وكذلك الصدقة وغيرها من العبادات جعلها اللّه تعالى أسبابا لحصول الخير ودفع الشر إذا فعلها العبد ابتداء، وأما ما يفعله على وجه النذر، فإنه لا يجلب منفعة، ولا يدفع عنه مضرة، لكنه كان بخيلا فلما نذر، لزمه ذلك، فاللّه تعالى يستخرج بالنذر من البخيل ، فيعطي على النذر مالم يكن يعطيه بدونه .
والله أعلم وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمد
__________________
قال حامل لـواء الجرح والتعديل حفظه الله : والإجمال والإطلاق: هو سلاح أهل الأهواء ومنهجهم. والبيان والتفصيل والتصريح:هو سبيل أهل السنة والحق
|
#3
|
|||
|
|||
![]()
اليـومُ عِلمٌ وغـداً مـثله *** من نُخَبِ العلم التي تُلـقط
يُحَصِّل المرء بها حكمةًً *** وإنّما السيل اجتماع النقط ........ بورك فيك يا أبا عبد الله على هذه الفوائد الطيبة . |
#4
|
|||
|
|||
![]()
__________________
قال حامل لـواء الجرح والتعديل حفظه الله : والإجمال والإطلاق: هو سلاح أهل الأهواء ومنهجهم. والبيان والتفصيل والتصريح:هو سبيل أهل السنة والحق
|
#5
|
|||
|
|||
![]()
بارك الله فيك يا أبا عبد الله على هذا الجهد المشكور عليه واللهَ أسأل أن يوفقنا لتحقيق التوحيد ويجنبنا الشرك
التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله بشار ; 26-09-2010 الساعة 08:14AM |
#6
|
|||
|
|||
![]()
__________________
قال حامل لـواء الجرح والتعديل حفظه الله : والإجمال والإطلاق: هو سلاح أهل الأهواء ومنهجهم. والبيان والتفصيل والتصريح:هو سبيل أهل السنة والحق
|
#7
|
|||
|
|||
![]()
تم تعديل المشـــــــاركـة
__________________
قال حامل لـواء الجرح والتعديل حفظه الله : والإجمال والإطلاق: هو سلاح أهل الأهواء ومنهجهم. والبيان والتفصيل والتصريح:هو سبيل أهل السنة والحق
التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله بشار ; 16-12-2010 الساعة 12:02AM |
#8
|
|||
|
|||
![]()
تمّ تعديل المشاركة
__________________
قال حامل لـواء الجرح والتعديل حفظه الله : والإجمال والإطلاق: هو سلاح أهل الأهواء ومنهجهم. والبيان والتفصيل والتصريح:هو سبيل أهل السنة والحق
التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله بشار ; 16-12-2010 الساعة 12:00AM |
#9
|
|||
|
|||
![]()
بارك الله فيك أخي بشار وجزاك الله خيراً .
|
#10
|
|||
|
|||
![]() اقتباس:
وفيك بارك الله أبا البراء وأحسن إليك وغفر لك
__________________
قال حامل لـواء الجرح والتعديل حفظه الله : والإجمال والإطلاق: هو سلاح أهل الأهواء ومنهجهم. والبيان والتفصيل والتصريح:هو سبيل أهل السنة والحق
|
#11
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وأصحبه وبعد : فهذا هو الباب الرابع عشر من أبواب كتاب التوحيد للإمام المجدّد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بشرح شيخنا أبي عبد الله ماهر القحطاني حفظه الله . قال الإمام المجدد رحمه الله باب قول الله تعالى : ( أَيُشركونَ ما لا يخلُقُ شيئا وهم يُخْلقونَ * ولا يَستطيعونَ لهم نصراً ولا أنفسَهُم يَنصرونَ ) الأعراف : 191 _ 192 قال حفظه الله : ومراد الإمام المجدّد من هذا التبويب إلزامهم بتوحيد الألوهية من حيث أنهم ( الكفّار ) مُقِرّون بالربوبية . وقوله : ( أيشركون ) أي في العبادة . وأنهم يجعلون المخلوق شريكا للخالق في العبادة التي خلقهم من أجلها . ثم قال المصنّف وقوله تعالى : ( وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ) فاطر (13 _ 14) . قال صاحب الفتح يخبر تعالى عن حال المدعوّين من دونه من الملائكة والأنبياء والأصنام وغيرها بما يدل على عجزهم وضعفهم وأنهم قد انتفت عنهم الأسباب التي تكون في المدعو وهي المُلْك وسماع الدعاء والقدرة على استجابته فمتى لم توجد هذه الشروط تامّة بَطُلَت دعوته فكيف إذا عدمت بالكلية . قال المصنف رحمه الله : وفي الصحيح (البخاري) عن أنس قال : " شُجَّ النبي صلّى الله عليه وسلّم يوم أُحد وكُسرت رباعيّته ، فقال كيف يفلح قوم شجّوا نبيّهم ؟ فنزلت ( ليس لك من الأمر شيءٌ ) آل عمران " 128 " . هذا الحديث رواه البخاري معلّقا وقال قال حميد وثابت عن أنس . ( وحديث حميد وصله أحمد والترمذي والنسائي ، وحديث ثابت وصله مسلم ) . قال حفظه الله : إنّ الله يبيّن للمشركين أنّه إذا كان النبيّ عليه الصلاة والسلام وهو خليل الله ليس له أن يُدْخِل أحَدٌ الجنّة أو النار . وأن كلمة ليس التي وردت في الحديث نكرة في سياق نفي تدلّ على العموم . ثم قال المصنّف رحمه الله : وفيه (البخاري) عن ابن عمر رضي الله عنهما أنّه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر : الّلهم العن فلانا وفلانا ، بعدما يقول سمع الله لمن حمده ربّنا ولك الحمد ، فأنزل الله : ( ليس لك من الأمر شيء ) الآية ** وفي رواية يدعو على صفوان بن أميّة وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام ، فنزلت ( ليس لك من الأمر شيءٌ ) الآية . قال في الفتح : فيه جواز الدعاء على المشركين بأعيانهم في الصلاة وأنّ هذا لا يضرّ في الصلاة . وفيه أن الإمام يجمع بين التسميع والتحميد وهو قول الشافعي وأحمد وخالف أبو حنيفة ومالك وقالا : يقتصر على سمع الله لمن حمده . ثمّ قال المصنّف رحمه الله : وفيه (البخاري) عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين أُنزل عليه ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) " الشعراء 214 " . فقال يا معشر قريش أو كلمة نحوها ىاشتروا أنفسكم لا أُغني عنكم من الله شيئا يا عبّاس بن عبد المطّلب لا أُغني عنك من الله شيئا يا صفيّة عمّة رسول الله لا أُغني عنك من الله شيئا ، ويا فاطمة بنت محمّد سليني من مالي ما شئتِ لا أُغني عنك من الله شيئاً . قال في الفتح وفيه أنّه لا يجوز أن يُسأل العبد إلا ما يقدر عليه من أمور الدنيا ، وأمّا الرحمة والمغفرة والجنّة والنّار ونحو ذلك من كل مالا يقدر عليه إلا الله تعالى فلا يجوز أن يطلب إلا منه تعالى . والله أعلم وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد .
__________________
قال حامل لـواء الجرح والتعديل حفظه الله : والإجمال والإطلاق: هو سلاح أهل الأهواء ومنهجهم. والبيان والتفصيل والتصريح:هو سبيل أهل السنة والحق
التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله بشار ; 25-05-2011 الساعة 02:44PM |
#12
|
|||
|
|||
![]() الباب الخامس عشر
قال الإمام المجدّد رحمه الله : باب قول الله تعالى : ( حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ) سبأ (23) . قال حفظه الله : معنى إذا فُزِّع عن قلوبهم : أي الملائكة إذا جُلِّي عن قلوبهم الفزع . _ ثم قال إذا كانت الملائكة وهم أقرب الخلق إلى الله يكونون بهذه الحالة ويعترفوا بأنّ قول الله هو الحق فأنتم أيها المشركون من باب أولى يجب أن تعترفوا بأنه الحقّ . ثم قال المصنّف رحمه الله وفي الصحيح (البخاري) : عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عن النَبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِذَا قَضَى اللَّهُ الْأَمْرَ فِي السَّمَاءِ ضَرَبَتْ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ فَإِذَا {فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا} لِلَّذِي قَالَ {الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} فَيَسْمَعُهَا مُسْتَرِقُ السَّمْعِ وَمُسْتَرِقُ السَّمْعِ هَكَذَا بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ وَوَصَفَ سُفْيَانُ بِكَفِّهِ فَحَرَّفَهَا وَبَدَّدَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ فَيَسْمَعُ الْكَلِمَةَ فَيُلْقِيهَا إِلَى مَنْ تَحْتهُ ثُمَّ يُلْقِيهَا الْآخَرُ إِلَى مَنْ تَحْتَهُ حَتَّى يُلْقِيَهَا عَلَى لِسَانِ السَّاحِرِ أَوْ الْكَاهِنِ فَرُبَّمَا أَدْرَكَ الشِّهَابُ قَبْلَ أَنْ يُلْقِيَهَا وَرُبَّمَا أَلْقَاهَا قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُ فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ فَيُقَالُ أَلَيْسَ قَدْ قَالَ لَنَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا فَيُصَدَّقُ بِتِلْكَ الْكَلِمَةِ الَّتِي سَمِعَ مِنْ السَّمَاءِ . ثم قال حفظه الله : أن علم الغيب بالنسبة لله إستقلالي من دون واسطة ولا وسيلة . وأمّا ما علمه الكهّان والجنّ من علم الغيب فهو عن طريق وسيلة وهي أن يعلو الجنّ بعضهم فوق بعض . ثم ذكر حفظه الله أحوال الناس في الإتيان إلى الكهّان فقال : _ أن مجرّد إتيان الكاهن لا تقبل له صلاة أربعين يوما . _ وأنّه إذا أتى الكاهن فصدّقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمّد . ثمّ قال المصنّف رحمه الله : عن النواس بن سمعان الكلابي قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أراد الله أن يوحي بأمر تكلم بالوحي فإذا تكلم أخذت السموات منه رجفة من خوف الله عز و جل فإذا سمع ذلك أهل السموات صعقوا وخروا سجدا فيكون أول من يرفع رأسه جبريل عليه السلام فيكلم الله من وحيه بما أراد فينتهي به جبريل على الملائكة كلما مر بسماء قال أهلها ماذا قال ربنا يا جبريل فيقول جبريل قال الحق وهو العلي الكبير قال فيقولون كلهم مثل ما قال جبريل حتى ينتهي بهم جبريل حيث أمره الله من السماء والأرض . * هذا الحديث رواه ابن أبي حاتم والطبراني . وهو ضعيف لأن فيه علّتان وهما : نعيم بن حمّاد وهو سيء الحفظ ، والثانية : الوليد بن مسلم وهو مدلّس تدليس تسوية . وقد ضعّفه الألباني في ظلال الجنة . والله أعلم وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد
__________________
قال حامل لـواء الجرح والتعديل حفظه الله : والإجمال والإطلاق: هو سلاح أهل الأهواء ومنهجهم. والبيان والتفصيل والتصريح:هو سبيل أهل السنة والحق
|
#13
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد : فهذا هو الباب السادس عشر من ابواب كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد للإمام المجدّد محمّد بن عبد الوهاب رحمه الله وجعل منزلته في علّيّين بشرح شيخنا أبي عبد الله ماهر القحطاني حفظه الله وأطال عمره في طاعته ونَفعنا بما يقول . قال الإمام المجدّد رحمه الله : باب الشفاعة _أي بيان ماأثبته القرآن من الشفاعة وما نفاه وحقيقة ما دلّ القرآن على إثباته . * وقول الله عزّوجلّ : ( وَأَنذِرْ بهِ الذينَ يَخَافُونَ أن يحشَروا إلى ربّهِم لَيس لهم مِنْ دُونه وَليّ ولا شَفِيع ) الأنعام 51 . قال حفظه الله : وهذه الآية قال الله فيها أَنْ خَوِّف به الذين يخافون أن يحشروا أي المؤمنين وقد تخلَّوا عن كل ولي أوشفيع إلا الله لعلهم يتّقون . _ ثم قال ومقصود المصنف من إيراد هذه الآية ذكر الشفاعة المنفيّة وهي : نفي الشفاعة عن غيره سبحانه إلا بإذنه وللشفاعة المنفيّة شرطان وهما أنه نفاها عن المشرك والثاني أنّه لم يأذن لهُ الله . والشفاعة المثبتة لها شروط وهي : إذن الله للشافع ، لقوله تعالى : (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) . الثاني رضا الله عن الشافع والمشفوع له ، لقوله تعالى : (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى ) . الثالث أن يكون الزمان مأذونا به للشفاعة . ثم قال والشفاعة مأخوذة من الشفع أي الزوج . ( والشفاعة هي الدعاء ) . والدعاء ينقسم إلى قسمين : دعاء مسألة ودليله إذا سألت فاسأل الله . ودعاء عبادة : وهو كل ما يفعله المسلم من ذكر ودعاء يريد به التقرب إلى الله ، ولقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : أفضل الدعاء الحمد لله . ثم قال حفظه الله وقول الله تعالى : ( وابتغوا إليه الوسيلة ) . الوسيلة هي طلب القُربة كما قال ابن عباس . فيكون معنى الآية أي تقرّبوا إليه سبحانه بالطاعات . _ وعلى ما تقدّم أنَّ مجرّد طلب الوسيلة أو الشفاعة من الميّت مثلاً بقولهم : ياوليّ الله اشفع لي عند الله : فهذا شرك أكبر مخرج من الملّة لأن وقع وأشرك في عدة أمور منها الألوهية وهي دعاء غير الله ومنها شرك الأسماء والصفات وهي اعتقاد أن الوليّ يعلم الغيب وأنّه يسمعه . ثم قال المصنف رحمه الله وقوله تعالى : ( قل للهِ الشفَاعَةُ جميعاً ) الزمر 44 . _ ومعنى لله أي أن الله هو وحده مالكها ( الشفاعة ) . ولا تُطلب الشفاعة إلا ممن يملكها وهو الله سبحانه وحده لا شريك له . ثم قال رحمه الله وقوله تعالى : ( من ذا الذي يَشْفَعُ عِندَه إلاَّ بِإِذنِهِ ) البقرة 255 . _ وفي هذه الآية بيان الشفاعة المثبتة التي ذكرناها بشروطها أعلاه . _ وفيها أن الشفاعة تقع في الدار الآخرة بإذنه سبحانه . ثم قال رحمه الله وقوله تعالى : ( وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى ) النجم 26 . _ فيه دليل على أنه إذا كان الملائكة وهم الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون مايؤمرون وشفاعتهم لا تغني شيئا إلا بإذن الله ولمن شاء ورضي ، فكيف أنتم أيها المشركون ترجون شفاعة هؤلاء الأولياء الذين جعلتموهم أنداد لله . وقال رحمه الله وقوله تعالى : ( قل ادعو الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير * ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له ) سبأ 22 - 23 . * قال ابن القيّم في هذه الآيات كما نقَل عنه صاحب فتح المجيد : أن هذه الآيات قد قطع الله بها الأسباب التي يتعلق بها المشركون جميعها ، فالمشرك إنّما يتّخذ معبوده لما يحصل له من النفع والنفع لا يكون إلا ممن يكون فيه خصلة من هذه الأربع : إمّا مالك لما يريد عابِدُهُ منهُ ، وإن لم يكن مالكا كان شريكا للمالك ، وإن لم يكن شريكا للمالك كان معينا له وظهيرا ، وإن لم يكن معينا له ولا ظهيرا كان شفيعا عنده . فنفى سبحانه المراتب الأربعة نفياً مرتّبا متنقّلاً من الأعلى إلى الأدنى ، ولم يثبت إلا الشفاعة بإذنه . ثم قال رحمه الله : وقال أبو هريرة للنبي صلى الله عليه وسلّم " من أسعد الناس بشفاعتك ؟ قال : من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه . رواه البخاري والنسائي . _ في الحديث أهمية الإخلاص ، وأن من أهم الأسباب التي تُنال بها الشفاعة هو تجريد التوحيد لله . والله أعلم وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد
__________________
قال حامل لـواء الجرح والتعديل حفظه الله : والإجمال والإطلاق: هو سلاح أهل الأهواء ومنهجهم. والبيان والتفصيل والتصريح:هو سبيل أهل السنة والحق
|
#14
|
|||
|
|||
![]()
بارك الله فيك ياأبا عبدالله
|
#15
|
|||
|
|||
![]()
__________________
قال حامل لـواء الجرح والتعديل حفظه الله : والإجمال والإطلاق: هو سلاح أهل الأهواء ومنهجهم. والبيان والتفصيل والتصريح:هو سبيل أهل السنة والحق
|
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|