#8
|
|||
|
|||
![]()
إلى فضيلة الشيخ ماهر حفظه الله :
السلام عليكم ورحمة الله وجزاك الله خيراً شيخنا الحبيب ، وهذا والله ظننا بأهل العلم ، ولقد فرحت كثيراً بدعائك لنا بكلمة (جزاكم الله خيراً) ، فالدعاء الذي يصدر من العالم له في نفوسنا وقعٌ خاص ، فنسأل الله تعالى لنا ولشيخنا الفوز بالجنة والنجاة من النار ، وأن يرضى عنا ربنا ، وهنا فائدتان : الأولى أن رضا الله عز وجلّ عن عباده أهم من تكريمه إياهم قال تعالى في أواخر سورة المائدة: { قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم} وقال جل وعلا في سورة التوبة: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم}قال الشيخ السعدي رحمه الله : (ورضاه تعالى أكبر من نعيم الجنة) ، وفي صحيح الجامع : (إن الله تعالى يقول لأهل الجنة : يا أهل الجنة ، فيقولون : لبيك ربنا و سعديك، و الخير في يديك فيقول : هل رضيتم ؟ فيقولون : و ما لنا لا نرضى و قد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك فيقول : ألا أعطيكم أفضل من ذلك ؟ فيقولون : يا رب وأي شيء أفضل من ذلك ، فيقول : أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا) وقد سئل الشيخ ابن عثيمين عند شرحه للعقيدة السفارينية عن عبارة علي ( كرم الله وجهه) وعبارة الإمام علي ، فقال رحمه الله : (هذه من شعار الرافضة ) ، وقال: ( أما قولهم : ( كرم الله وجهه ) ، أيها أبلغ التكريم أو الرضا ؟ الرضا . الدليل على هذا: أهل الجنة يقول الله لهم تمنوا علي فيقولون ألم تعطنا ألم تفعل ألم تفعل ويذكرون ما هو عليهم ثم يقول إن لكم عليَّ أن أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم أبداً ، فصار الرضوان أعظم من التكريم هؤلاء الذين أرادوا أن يكرموا علي بن أبي طالب عدلوا عن الأفضل إلى المفضول ، نقول : إذا قلتم علي ( رضي الله عنه ) أفضل من إذا قلت كرم الله وجهه ، لأن التكريم دون الرضا ، والدليل : حديث أهل الجنة مع الله عز وجل أنهم يذكرون نعمه عليهم وإعطاءه ثم يقول : ( أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم أبداً) – انتهى كلامه رحمه الله. والفائدة الثانية : هي قبول العالم للحق إذا سها أو لم ينتبه ، فور اتضاحه له ، حتى ولو صدر عن ناشيءٍ ليس له حظٌّ من العلم ، والمسافة بينه وبين العلماء هائلة ربما كالمسافة بين الثرى والثريا ، وهذا من تواضع العلماء للحق ، وللشيخ في ذلك سلف من عهد السلف الصالح ومن أهل العلم ، وأخيراً آمل من شيخنا الحبيب أن يعذرني على الإطالة وعلى جرأتي إن كانت في غير محلها ، كما أطلب منه أن يمحو تعقيبي هذا إذا وجد فيه ما يخالف هدي السلف وأنا راضٍ إن شاء الله ، وجزاكم الله خيراً شيخنا ماهر ، أحبكم في الله ، والسلام عليكم ورحمة الله . التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبدالله ابن إبراهيم ; 01-02-2009 الساعة 06:04PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|