مجرد إيراد المعارض لا يرفع الإشكال

[ابو رقية عاصم السلفي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فهذا كلام لأحد الأخوة الذي نعرفهم وهم على الجادة السلفية نحسبهم والله حسيبهم

فأحببت نقله لما فيه من الفائدة والله الموفق

أرجو الدعاء له بالسداد والتوفيق

::::: مجرد إيراد المعارض لا يرفع الإشكال ::::

مثاله : تذكر دليلاً فيه دلالة جواز ويذكر الآخر دليلاً فيه دلالة تحريم أو كراهة ثم تنصرفون دون أن يفند أو يرد أي منكما دليل الآخر أو حتى يجمع بينهما إن صحا جميعاً بوجه جمع صحيح معقول .
لأن قولك لا يصفو لك مع وجود ما يخالفه ، وقول غيرك لا يصفو له مع وجود ما يخالفه وهو قولك ، ولكن يصفو لك إن رددت أو جمعت بين قولكما بالطرق العلمية البعيدة عن الهوى والجهل والعاطفة .
فإن طرأت لك شبهة تعارض منه فاعلم أنها من الشيطان و وساوسه ، لأن القصور في عقلك وعلمك هو الذي منعك من الوصول إلى الرد أو الجمع بالطرق العلمية البعيدة عن الهوى والجهل والعاطفة.
ويلزم من إيراد قولاً مدللاً بدليل شرعي مع إيراد قول مدلل بدليل شرعي آخر يخالفه ثم الذهاب بلا مناقشة أو تحديد آلية وطريقة للبحث المستقبلي في كيفية الرد أو الجمع ، يلزم من هذا وإن لم تقصده أن الشريعة متناقضة وهذا لايعتقده مسلم فضلاً أن يتلفظ به ، لأن من أعتقده أو تلفظ به خرج من الإسلام لأنه طعن في الدين ، فلهذا نهى العلماء عن إيراد قول مدلل وإيراد القول الآخر المدلل أيضاً لكنه مخالف للقول الأول فيما يظهر لعقل القارئ أو السامع دون الرد أو الجمع بينهما بالأصول العلمية المعروفة عند أهل العلم لأن هذا يحدث ف ذهن القارئ أو السامع خصوصاً إذا كان من العوام أو المبتدئين شبهة تناقض ويدخل في حيرة ويستغل الشيطان ذلك حتى يوصله للشك في دينه وعقيدته فيهلك.
واعلم رحمك الله أنه لاتناقض في كتاب الله بين آية وآية ولابين آيات القرآن والسنة النبوية الصحيحة ، ولابين حديث صحيح وحديث صحيح آخر ، إنما القصور في عقولنا وفهمنا وقلة علمنا ومحدودية نظرتنا وضيق دائرة الإدراك عندنا .

فائدة : قال ابن القيم رحمه الله
(لا تقل في المسألة حتى تعلم الدليل ووجه الدلالة والدليل المقابل والرد عليه)