|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | التقييم: | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
لماذا علينا الابتعاد عن المواقع الثلاثة يوتيوب وفيسبوك وتويتر
لماذا علينا الابتعاد عن المواقع الثلاثة يوتيوب وفيسبوك وتويتر
مقدمة بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}، وقال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}، أما بعد، مما ابتلي به الكثير من الناس في هذا الزمان هو الإنترنت أو الشبكة العنكبوتية أو الشبكة العالمية، حيث استخدمها الكثير من الناس فيما يغضب الله -عز وجل-، ولا ننكر أن في الإنترنت خير، ولكن أيضاً في المقابل هناك مواقع كثيرة فيها الشر أو ما يقود إليه، وقد أفتى الفقيه الشيخ صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله- بعدم جواز إدخال الإنترنت إلى البيوت، والسبب في أنه أفتى بذلك -والله أعلم- هو كثرة استخدام هذه التقنية بشكل خاطئ من الكثير من الناس أو لأن شرها كثير، وفي فتوى أخرى له -حفظه الله- يعتبر الإنترنت من الشواغل والملهيات، ولكن أفتى غيره من العلماء بأن الإنترنت لها حكم المقاصد لا حكم التحريم بالإطلاق، وكان ممن أفتى بذلك الشيخ محمد بن علي فركوس -حفظه الله-، والتفصيل في فتواه هو إن قوي المسلم على أن يستخدم الإنترنت في الخير فذاك وإلا فيترك هذه التقنية، والله أعلم. وإن حديثنا في هذه الرسالة هو حول ثلاثة مواقع موجودة على شبكة الإنترنت وهي يوتيوب وفيسبوك وتويتر، حيث ظهر لي ولغيري منكرات في هذه المواقع فأردت بيانها مع الأسباب التي تجعلنا نبتعد عنها بالتفصيل، وأسأل الله تعالى أن ينفع بهذه الرسالة أولاً نفسي المقصّرة ومن ثم إخواني المسلمين الذين يستخدمون الإنترنت، والله من وراء القصد، وهو الهادي والموفق سبحانه وتعالى. محمد بن صالح الدهيمان الخميس 29 / جمادي الآخر / 1434 سكاكا، الجوف، المملكة العربية السعودية المبحث الأول: الأسباب التي تجعلنا نبتعد عن المواقع الثلاثة المعنية في هذه الرسالة. تنبيه: في البداية أود القول أن الكثير من الإخوة السلفيين الذين يدافعون عن أحد هذه المواقع أو كلّها هم يدافعون عنها ليس لأنها صواب بل لأنهم هم واقعون فيها، ولذلك دائماً أذكرهم بأنه علينا أن ننظر إلى هذه المواقع الثلاثة هل هي موافقة للصواب أم مخالفة له، لا أن ننظر إلى واقعنا المؤلم ونستدلّ له، فلذلك أنصح إخواني المصرّين على استخدام هذه المواقع أو أحدها أن يتريّث قبل أن يحكم على أحدها ولينظر إلى الأسباب التي تجعلنا نبتعد عنها بتمعّن لعلّ في ذلك يكون الخير إن شاء الله ونصل بذلك جميعاً إلى الحق والصواب. السبب الأول: الغزو الفكري من قبل الكفار. مما لا شك فيه أن شخص يبغضنا ويبغض ديننا لن يوفر لنا ما ينفعنا ويفيدنا ويكون في مصلحتنا، فنبينا -عليه الصلاة والسلام- عندما قدّمت له اليهودية الطعام كانت قد دست له السمّ فيه، فكان الخير الذي فعلته مع النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصحبه شر عظيم ألا وهو قتل الأنبياء، وكذلك نحن لا نتوقع أن يأتي عدونا من تلقاء نفسه ويقول لنا أنه يريد أن يوفر لنا ما يكون في مصلحتنا من النفع والفائدة، وقد يكون خلف ذلك من المكائد للنيل من المسلمين. في البداية علينا أن نذكر أن هذه المواقع الثلاثة كلها ملك للكفار وليست للمسلمين ولذلك يترتب على من يشارك في أحد هذه المواقع أن يكون تحت قيود وبنود الكفار الموضوعة في إتفاقية وشروط الإستخدام الخاصة بهذه المواقع، هذا بالنسبة للمشارك. وأما بالنسبة للمتصفح الزائر، فيستطيع أصحاب هذه المواقع الثلاثة في أي وقت نشر ما يشاؤون في الصفحة الرئيسة لمواقعهم، سواء كان كفر، أو شرك، أو بدعة، أو معصية، أو سوء، أو رذيلة، ويُجبر من يتصفح هذه المواقع على أن يطّلع على الذي ينشروه في مواقعهم من منكرات، وبالتالي يمتلئ رأس المتصفح المسكين كل يوم بما يوضع في هذه المواقع، فيصبح رهن ضغطة زر -كما يقال- من قبل أصحاب هذه المواقع من الكفار لا سيما إذا كان المتصفح من العامة الجهّال، فينخدع بما يُكتب و يُقال. ومما أعان أصحاب هذه المواقع على زيادة جماهيرهم وعلى أن تمرر أباطيلهم على الكثير من العامة من المسملين، هو أنهم جعلوا مواقعهم الثلاثة متوفرة باللغة العربية، فصار يظن المتصفح عندما يدخل إلى أحد هذه المواقع ويقرأ ما فيها فيظن بأن كل شيء يُكتب من قِبل إدارة الموقع أو غيرها هو صحيح لأنه مكتوب باللغة العربية لا بلغة الكفار الإنجليزية، وهذه من أقوى الأساليب المستخدمة في الغزو الفكري في زماننا، وهي التحدث بما يعرفه ويقره الخصم، وهنا كان المعروف والمقرر هو اللغة العربية، فاستخدمها العدو لخدمة مصالحه، زاعماً أنه يريد خدمة مصالح المسلمين. السبب الثاني: المنكرات الظاهرة(1). المنكرات الموجودة في المواقع الثلاثة كثيرة، وسأذكر منها ما ظهر لي ولغيري: 1- مبدأ الكل له حق التعبير عن الرأي ونشره للآخرين مهما كان الرأي: فكل شخص يدخل لهذه المواقع الثلاثة له الحق في أن ينشئ صفحة خاصة به، سواء كان عامل نظافة أم كان فقيه عالم فلا فرق بين الاثنين في العلم عند أصحاب هذه المواقع الثلاثة، وهذا المبدأ الدنيء الذي يعلمونه لشبابنا عن طريق هذه المواقع بالواقع هو يتعارض مع قوله -صلى الله عليه وسلم-: ((ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت))، حيث أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالصمت لمن لا يريد قول الخير، ولكن أصحاب هذه المواقع الثلاثة بمبدأهم الباطل يدّعون بأنه مهما كان رأيك فعبّر عنه وانشره ليراه الأخرون لأن هذا هو حقك -كما يزعمون-، ومن جهة أخرى، هم يُناقضون أنفسهم عندما يقولون بأن الجميع له حق التعبير عن الرأي وحق نشر رأيه وامتلاك صفحة في المواقع الثلاثة، حيث لو أتى شخص يعارض سياسة دولهم وحكامهم وشروطهم لقاموا بحذف صفحته كما فعلوا مع بعض المشاركين، إذن هم يريدون المشارك أن يكون تبعاً لهم، أو على الأقل ألا يخالف شروطهم، داعين الناس لذلك في ظل المبدأ الباطل: حرية التعبير عن الرأي. 2- الصور ومقاطع الفيديو المنكرة في المواقع الثلاثة: ومن هذه الصور ومقاطع الفيديو ما هو ذوات أرواح وهذا منتشر بكثرة في المواقع الثلاثة خصوصاً في اليوتيوب، ومنها ما فيه نساء متبرجات بل كاسيات عاريات، بل نهود وفروج ظاهرة بزعمهم أن يتم الشرح للمشاهد كيفية تجميلها وعلاجها من قبل الأطباء، ومن هذه المنكرات ما فيه الغناء والتمثيليات والأفلام والمسرحيات والرسوم المتحركة ونحوها، ومنها ما فيه عادات النصارى الدينية التي تؤثر في المسلمين فتوقعهم في التشبه بالكفار، ومنها ما فيه المجاهرة بالمنكرات وهي كثيرة كشرب الخمر والتدخين والحشيش ونحوها، ومنها ما فيه تعليم النساء المنكرات كتعليمهن النمص وتعليمهن أمور إباحية ككيفية الوقوع في الزنا ونحوه، ومنها ما فيه الاستهزاء بالحق وأهله، ومنها ما فيه محاربة للإسلام والمسلمين والرسل والأنبياء بل الرب -عز وجل- والقرآن والسنة، ومنها ما فيه تعليم المسلمين البدع ونشرها بينهم، وغيرها من المنكرات الكثيرة. 3- المشارك يعاون على نشر المنكرات في موقعي يوتيوب وفيسبوك: سيأتي التفصيل في المبحث الثاني. 4- خاصية حرية رفع الملفات في موقع يوتيوب وفيسبوك وتويتر: حيث تعطي المواقع الثلاث ميزة رفع الملفات بحرية إلا الشيء القليل الذي لا يتماشى مع القوانين الدولية الوضعية في المواقع الاجتماعية كإظهار العورة المغلّظة لغرض الشهوة أما إظهار العورة المغلّظة لغرض الطب فهو موجود في موقع يوتيوب. 5- خاصية الردود أسفل مقاطع الفيديو في موقع يوتيوب: وهذه الميزة من أخبث المزايا، حيث قام أصحاب موقع يوتيوب بترك الفرصة لأي شخص أن يقول ما شاء في الردود أسفل مقاطع الفيديو في موقع يوتيوب، كفراً كان أم دون ذلك، وإن اعترض مجموعة من الأشخاص من المشتركين على إحدى هذه الردود في أسفل مقطع الفيديو فإنه يحق له التصويت ضدّ هذا الردّ بشرط ألا يتم حذف الردّ ولكن تقوم الإدارة بإخفائه إخفاءاً مؤقتاً لمن يفتح الصفحة ووضع بجانبها علامة حمراء ويُنبّه الزائر بأن هذا الرد أو الكتابة معلّمة بالحمراء ومُبلّغ عنها، ولكن متى ما شاء الزائر يستطيع الضغط عليها وإظهارها! فأي رقابة وحظر هذا؟! 6- خاصية تقييم مقاطع الفيديو في موقع يوتيوب: للمشتركين في موقع يوتيوب الأحقية في تقييم أي مقطع فيديو موجود في الموقع، حتى ولو كان العنوان (الله) فلأي شخص الحق في أن يصوت بـــ (لا أعجبني) و-العياذ بالله-، ومن الأمور الخبيثة في هذه الميزة أنه بعد التصويت تظهر النتيجة دائماً أسفل مقطع الفيديو حتى يوهموا الزائر بنظريتهم الديمقراطية المزعومة: إن صوّتت الأغلبية بــ (أعجبني) فالمقطع جيد، وإن صوتت الأغلبية بــ (لم يعجبني) فالمقطع سيء. 7- خاصية "أعجبني" في موقع فيسبوك: وفي هذا الموقع أسفل كل رد وكل طرح يُطرح هناك ميزة (أعجبني) المقصود منها تقييم أي شيء يطرحه المشترك، والفرق بين هذه الميزة والميزة في موقع اليوتيوب أن في موقع الفيسبوك لا يوجد (لم يعجبني) بل إنهم وضعوها لفترة من الزمن ومن ثم أزالوها لما وجدوا من أنها ميزة لا تليق بما يطرح، فكان تصرفهم أهون من تصرف موقع يوتيوب الجائر، ولكن يبقى موقع الفيسبوك بميزته (أعجبني) أولاً فيه تقييم لما هو باطل بــ (أعجبني) وثانياً فيه ميزة مقابلة لــ (أعجبني) تقوم مقام (لم يعجبني) وهي خاصيّة الرد أسفل التقييم، فإذا لم يعجبهم طرح من الأطروحات في الفيسبوك فلهم الحق في انتقاد هذا الطرح كيفما شاؤوا عن طريق الردود أسفل التقييمات، وبهذا يكونوا عوّضوا عن إزالة كلمة (لم يعجبني) بهذه الميزة الجائرة. 8- إتفاقية وشروط الإستخدام الباطلة: سيأتي التفصيل في المبحث الثاني. 9- التحكم بالصفحات الرئيسة في موقعي يوتيوب وفيسبوك: فهذان الموقعان في صفحاتهما الرئيسة تحت سيطرة أصحابهما يعلنون فيهما ما يشاؤون من المنكرات. 10- المحادثات بين النساء والرجال في المواقع الثلاثة: وهذا موجود في يوتيوب وتويتر وهو أشد ما يكون في الفيسبوك لأنه في الفيسبوك المحادثات مباشرة، بحيث هناك صندوق (دردشة) مباشر في الموقع بحيث تصل الكتابة فيه للطرف الآخر على شكل رسالة فورية مع التنبيه على أنها وصلت، مما يشجع الرجال على سهولة الحديث مع النساء، وكذلك موقع تويتر تستطيع أي امرأة طرح ما تريد في ملفّ أي رجل يظهر باسمه، وفيسبوك وتيوتر أشد من يوتيوب في هذا الجانب لأن هذان الموقعان من المعروف أن من ينشأ الملفات فيهما ينشأها باسمه الصريح كثيراً من الأحيان بخلاف اليوتيوب فإنهم يركزون فيه على عناوين مقاطع الفيديو أكثر من اسم الشخص الذي رفع المقطع. السبب الثالث: الإدمان وإضاعة الوقت: فإنه مما لا شكّ فيه أن هذه المواقع الثلاثة أضاعت أوقات الكثير من الصالحين، فكيف بمن هم دونهم؟! فقد ضاعت الساعات في التصفح والنقر والطرح وتبادل الأحاديث والقيل والقال، وإن كانت هناك فائدة مرجوّة أحياناً إلا أن هذه المواقع يغلب عليها ما لا ينفع فيما يظهر للجميع. المبحث الثاني: المشاركة في هذه المواقع والبديل عنها. قال الله تعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا}، وقال تعالى: {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا}، وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((إنَّكَ لن تدَعَ شيئًا اتِّقاءَ اللَّهِ، جَلَّ وعَزَّ، إلَّا أعطاكَ اللَّهُ خيرًا منهُ)) [الصحيح المسند]. إن من يتابع هذه المواقع الثلاثة عن طريق التصفح دون أن يشارك فيها يكون عُرضة لما يوجد فيها من منكرات، فمن باب أولى أنه من يشارك فيها يتعرض للمنكرات التي فيها. والمصيبة أنه من يشارك في هذه المواقع يكون معيناً على نشر المنكرات من غير أن يدري حتى ولو كان قصده نشر العلم أو الدعوة إلى الله، وسيأتي تفصيل ذلك في هذا المبحث. 1- المشاركة في موقع يوتيوب: أولاً: إتفاقية وشروط الإستخدام الباطلة المذكورة في الموقع: أ- جاء في سياسة موقع يوتيوب تحت بند (كلام يحضّ على الكراهية) ما يلي: "إننا ندعم حرية التعبير عن الرأي، وندافع عن حقك في التعبير عن وجهات نظرك الخاصة، ولكننا لا نسمح بأي كلام يحض على الكراهية. والكلام الذي يحض على الكراهية هو كل محتوى يشجع على معاملة أفراد أو مجموعات محددة بعنف أو كراهية على أساس سمات معينة، على سبيل المثال: العرق أو الجذور العرقية، الدين، الإعاقة، الجنس، العمر، حالة المحاربين القدماء، الميول الجنسية/الهوية الجنسية". انتهى. أقول: إن هذا البند بلا شك بند باطل، وذلك أتى في قولهم أنه لا يُسمح بالكلام الذي يحض على الكراهية تجاه الدين وكذلك الكلام تجاه الميول الجنسي، فهم يقصدون بذلك أنه لو كان الشخص دينه الإلحاد والزندقة فلا يسمحون بأن ينشر في الموقع الكراهية ضد ذلك الشخص، بل هم يشجعون على حرية الرأي في ما يقول ويكتب، وبالنسبة للحرية الجنسية، فلو أن أحدهم دعى في هذه المواقع إلى اللواط فله الحق في ذلك لأن تلك هي حريته ولا يسمح أصحاب الموقع في نشر الكراهية ضدّه! وأصحاب هذا الموقع يلزمون المشتركين بالموافقة على بنودهم عند التسجيل ويقولون بأن اشتراكك في موقع يوتيوب هو موافقتك على شروطنا وبنودنا. ب- جاء ضمن سياسات الموقع تحت بند "إرشادات المنتدى" ما يلي: "موقع YouTube ليس منتدى لنشر المواد الإباحية أو المحتوى الجنسي الصريح" انتهى. أقول: لقد أعلنوا بأن الموقع ليس مخصّص للجنس الصريح ولكن الجنس الغير صريح فهم يسمحون به وهو موجود في مواقهم كأن يزني رجل بامرأة دون أن تظهر عوراتهما المغلّظة فهذا يكون غير صريح في نظرهم، وأما إن ظهرت عوراتهما المغلّظة فهذا الصريح الذي لا يسمحون به، فأي باطل هذابأن يُسمح بنشر الفاحشة تحت مسمّى: جنس غير صريح؟! ثانياً: المعاونة على نشر المنكرات من قبل المشارك: بحيث كل من يشارك في موقع يوتيوب ويرفع مقطع فيديو فإن هذا المقطع الذي رفعه لا بد من أن تظهر فيه الإعلانات التي يُلزم أصحابُ الموقع المشتركين إظهارها في صفحاتهم، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن كثير من مقاطع الفيديو الموجودة في موقع يوتيوب تظهر أيضاً في صفحة المقطع الذي تم رفعه، فلو أن شخصاً رفع في موقع يوتيوب ملفاً خالياً من الصور ذوات الأرواح وفيه ذكر لله ولا يوجد فيه أي منكر، فمن الممكن أن يظهر في نفس الصفحة الخاصّة بهذا المقطع الذي رفعه مقاطع فيها عداء لله وللإسلام، فيكون المشترك برفعه لهذا المقطع -ظانّاً أنه يريد الخير- فيكون قد يسّر لمقاطع أخرى باطلة أن يتم عرضها على صفحة مقطعه الذي رفعه، فيكون معيناً على الإثم ومعيناً على المنكرات لأنه هو سبب في ابتداء رفع المقطع وإنشاء الصفحة كلّها من الأساس. 2- المشاركة في موقع فيسبوك. المعاونة على نشر المنكرات من قبل المشارك أو منشئ الصفحة: ونفس الشيء تقريباً يحصل في موقع فيسبوك كما يحصل في موقع يوتيوب، بحيث إن أنشأ المشترك ملفاً أو صفحة في الفيسبوك، فإنه يكون مُجبر على أن يَظهر في صفحته أو ملفه المنكرات ونحوها من الإعلانات الإجبارية على جانبي الملف أو الصفحة. 3- المشاركة في موقع تويتر. المعاونة على نشر المنكرات من قبل المشارك: وقد قرأت خبراً مفاده أن موقع تويتر سوف يقوم بطرح خدمة الفيديو في موقعه، ولهذا نخشى أن يتطور الأمر وتصبح الإعلانات التي تظهر في صفحة المستخدم في التويتر إلزامية كذلك بحيث يصبح لا مفرّ من: الإعانة على المنكر. وبالنسبة للمشارك في هذه المواقع الثلاثة من باب الدعوة إلى الله: أولاً: هذه المواقع الثلاثة يغلب عليها التعامل بالصور ذوات الأرواح المنكرة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (( إنَّ أصحابَ هذه الصورِ يُعذَّبون يومَ القيامةِ، ويقال لهم : أحيوا ما خلقتُم))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن من أشدِّ أهلِ النارِ ، يومَ القيامةِ ، عذابًا ، المصورون))، وقال عليه الصلاة والسلام: ((إنَّ البيتَ الذي فيه الصُّوَرُ لا تدخلُه الملائكة))، وقد ذكر الشيخ الفاضل ماهر بن ظافر القحطاني -وفقه الله- ما يقارب خمسة عشر وجهاً في حرمة هذه الصور التي ابتلي بها الناس، فأي منكر أوضح من هذا المنكر، الذي بات الكثير ممن ينتسب للدعوة يدافع عنه، والله المستعان، فلقد علمت أخي في الله أن هذه الصور محرمة فابتعد عنها حتى يوفقك الله في الدعوة إلى دينه. ثانياً: هذه المواقع الثلاثة تأثيرها ليس بالقويّ على العامّة: بحيث أنه لو تمعنّا في طريقة نشر الدعوة في هذه المواقع الثلاثة لوجدنا أنه أولاً موقع يوتيوب يقلّ فيه متابعة دروس وفتاوى أهل العلم ويكثر فيه متابعة الفساد وما يثبت ذلك هو عدد مشاهدات المقاطع، وفي موقع الفيسبوك نفس الشيء تقريباً فكلّ صاحب صفحة من عامّة الناس مشتغل بالإشاعات والترويجات بل بالمنكرات والفساد في هذا الموقع الفيسبوك ولا أخالهم يدخلون إليه من أجل تعلّم دين الله بل من أجل إما التسلية وتضييع الوقت فيما لا نفع فيه أو نشر الباطل والمنكرات والاطلاع عليها، وأما في موقع تويتر فأكثر ما يشغلهم القيل والقال والإعجاب بالرأي، وهو أصلاً ليس موقعاً مخصصاً لنشر الدروس الشرعية بل لنشر أقوال لا تزيد عن جملة واحدة قصيرة تقريباً، فما هي هذه الفائدة المرجوة من موقع تويتر؟! سوى أن يعجب الإنسان برأيه ويبدأ بطرح كل فكرة تحلو له وربما تكون وسوسة من الشيطان فيستحسنها ويعجب بها ويطرحها زاعماً أنه يريد الخير لغيره، ولكن علينا أن نعترف أن موقع تويتر هو أخف المواقع سوءاً لمن أراد أن يدعو إلى الله إذا فرضنا أن الدعوة عن طريقه ممكنة، إلا أننا نؤكد مرّة أخرى أن الموقع لا يمكن طرح فيه ما لا يزيد عن جملة واحدة قصيرة تقريباً، فإن كان كذلك فما هي الفائدة المرجوة من هذا الموقع؟! بل اطلعنا على أخبار مفادها أن الفيديو سيقتحم موقع تويتر، فحينها ستكثر المنكرات فيه ويقلّ الخير! والله المستعان. ثالثاً: لعلي أذكر ما ينقله بعض الإخوة عن الشيخ ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله- أن أحد الحضور عنده طلب منه أن يصور محاضرته بالكاميرا من باب الدعوة إلى الله ونشر العلم، فرد عليه -حفظه الله- بأن الدعوة لطالما كانت منتشرة من غير الكاميرات ومن غير هذه الوسائل الحديثة التي وجدت في هذا الزمان من قريب، بل إن ظهور هذه الوسائل الحديثة أدى إلى تقلص الدعوة. -أو بنحو هذا الكلام-. ولذلك يقال بأن الدعوة إلى الله لن يضرها ويمنعها عدم وجود الكاميرات، فكم من متشيّخ تصوره الكاميرات وربما يراه مئات الألوف والملايين ولم تؤثر دعوته في قلوب الكثير من الناس. ومما لا شك فيه أن الكاميرات هي وسائل تأثير وجذب أقوى من الفيس بوك ويوتيوب وتويتر ومع ذلك الكثير العلماء والمشايخ تركوا التصوير بالكاميرات في الدعوة إلى الله رغم أنها مؤثر أقوى من هذه المواقع الثلاثة، فأيضاً من باب أولى أن تكون هذه المواقع الثلاثة متروكة وأن لا تضر ولا تمنع الدعوة إلى الله لو لم تستخدم فيها، ومن ثم العبرة في فعل الصواب واتباع الحق وليس في اتخاذ وسائل محرمة أو مشبوهة أو وسائل تلقى إعجاب أكثر الناس للدعوة إلى دين الله. هذا ما تيسّر لي كتابته وجمعه والتعليق عليه بخصوص هذه المواقع الثلاثة، أسأل الله تعالى أن ينفعنا وإخواننا المسملين بها، والله أعلم، والحمد لله رب العالمين. التعديل الأخير تم بواسطة محمد بن صالح الدهيمان ; 26-07-2013 الساعة 09:08PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|