|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أفضل الخلق سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين الى يوم الدين أم بعد فضيلة العلامة د. ربيع بن هادي بن عمير المدخلي : فاحذر من الإنحدار إلى هذا الخلق الحقير عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا ، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا اؤتمن خان ، وإذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر ) . [ رواه البخاري ومسلم وأبو داوود والترمذي والنسائي وأحمد ] . النفاق داء كبير وخطر جسيم على الإسلام والمسلمين ، وهو وصف ذميم لقوم أظهروا الإسلام كيدًا وخداعًا لينالوا به مصالح مادية ثم لينجوا بذلك من سيوف الإسلام . وقد لعن الله المنافقين وذمهم وتوعدهم بأليم العذاب في الدرك الأسفل من النار . وقد ذكر صفاتهم الذميمة في سور كثيرة من القرآن الكريم في سورة البقرة والنساء ، وسورة التوبة ، وفي سورة المجادلة والحشر ، سورة المنافقين ، كل ذلك ليعرفهم المؤمنون ويحذروا شرهم وكيدهم وخبثهم . وقد بين الرسول الكريم في هذا الحديث أربعًا من صفاتهم وعلاماتهم البارزة : - الأولى : خيانة الأمانة ، وبئست الخلق هي وما أقبح أن يثق بك إنسان ويستأمنك على ماله أو عرضه أو حق من حقوقه ، فتخونه . إن دائرة الأمانة واسعة تشمل كل ما اؤتمن عليه الإنسان ، حتى تشمل الدين كله . فكل ما جاء به الأنبياء من العقائد والشرائع أمانة في أعناق العلماء إذا قصروا في تبليغها ونشرها كان ذلك منهم خيانة يستوجبون بها لعائن الله وغضبه ، قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ ) . [ البقرة : 159 ] . فعلى حملة العلم أن يبلغوا ما جاء به خاتم الأنبياء ـ عليه وعليهم الصلاة والسلام ـ ، فإن ذلك أعظم الأمانات ، وكتمانه والتقاعس عنه أعظم الخيانات ، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ) . [ الأنفال : 27 ] . - والثانية : الكذب في الحديث ، فإنه أساس النفاق وهو من أقبح الأخلاق ، فإن الأمم كلها تحترم الصدق وتمقت الكذب ، وتحتقر صاحبه ، فاحرص أن تكون مع الصادقين في أقوالهم وأفعالهم ، وابتعد عن الكذب والكذابين فإنه من صفات أحط البشر وهم المنافقون ؛ كما في هذا الحديث ، وانظر إليهم وقد قامت ديانتهم على الكذب وكيف فضحهم الله ، وكشف عوراتهم ، قال تعالى : ( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ . اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) . [ المنافقون : 1 - 2 ] . - والثالثة : خلف الوعود أو نقض العهود والغدر ، وذلك من أشنع الأخلاق وأرذلها ، وكفى به شرًا أن يكون من عواقبه مرض النفاق قال تعالى : ( فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ ) . [ التوبة : 77 ] . فاحذر من الإنحدار إلى هذا الخلق الحقير ، واحرص على الوفاء بالوعد ، واحترام العهد حتى تكون من أولي الألباب : ( الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَلاَ يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ ) . [ الرعد : 20 ] . - والرابعة : الفجور في المخاصمة وعدم الوقوف عند الحق وهو وزر كبير وجرم خطير ، يجر إلى مفاسد عظيمة من استباحة الأموال والأعراض ، وجحد حقوق الآخرين وإلصاق التهم الظالمة بهم ، ومحاربة الدعاة إلى الحق ، وصد الناس عن الحق والهدى والسلوك بهم في مسالك الغواية والردى ، فكم من أموال استبيحت وأعراض انتهكت ودماء أريقت !؟ بسبب فجور المنافقين في خصوماتهم ، وكم من مريد للحق صدّوه عن سلوك الصراط المستقيم واتباع الحق القويم !؟ ولولا الفجور في الخصومة لرأيت معظم المسلمين ملتزمين منهج الله ، مقتفين سبيل المؤمنين من السلف الصالحين . " مذكرة الحديث النبوي في العقيدة والاتباع " : ( ص 62 ) http://sahab.net/home/index.php?Site=News&Show=892 |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|