#3
|
|||
|
|||
![]()
الخطب في ذلك يسير أولا أن تؤمن أن الله لايعجزه شيء في الأرض ولا في السماء
ولقد روى مسلم في صحيحه عن ابن عمر أن القمر انشق في عهد النبي صلى الله عليه وسلم حتى كان فلقتين وقال النبي صلى الله عليه وسلم اشهدوا ثانيا - ماتبين لك كذبه ببرهان فكذبه ثالثا -ممالم يتبين لك كذبه من صدقه فلاتكذبه ولاتصدقه وفي معجزات الله التي أظهرها على أيدي رسله غنية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد فقد فلق سبحانه بضربة عصاة البحر لموسى حتى أصبح طرقا يبسا مر عليه موسىوأتباعه وصار كل فرق كالطود العظيم ثم أطبق البحر على فرعون وملئه وأحيا على يد عيسى الموتى وكما قال أني أخلق من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرأ الأكمه والأبرص وأحي الموتى بإذن الله وأنبأكم بما تأكلون وتدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن منتم مؤمنين وألهم الحوت أن يلفظ ذوي النون قرب اليبس ولولا أن كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون وآية ملك طالوت أن جاء التابوت تحمله الملائكة في سكينة وفيه بقية من آل موسى وآل هرون وليس له أجنحة وهو يطير في السماء حتى نزل ومسخ أصحاب السبت قردة وقد صادوا بالحيلة يوم السبت وقد نهوا عن ذلك وهكذا ،،،،، وحينئذ لانشك أن الله على كل شيء قدري كما قال إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ولكن يبقى التثبت من الخبر فبعض هذه الأخبار مختلق يحدثه من ينتسب للوعظ بغرض دعوة الناس وتتويبهم وذلك محدث وبدعة وضلالة فدين الله حق ولايدعى له إلا بحق والكذب يهدي للفجور والفجور يهدي إلى النار فكيف يطاع الله من حيث يعصى كقصة الحية التي طلعت في قبر من أرادوا دفنه في الزرقاء بالأردن وقد كان تارك صلاة شهد بعض أعيان الزرقاء كما سمعته بكذبها وتوبة أحمد الزاني التي قصها سعد البريك وكذب عليه فقصها في محاضرة مؤثرة وهي كذب تحقق بعض طلاب العلم من كذبها وأن الذي اخترعها أراد ترقيق قلوب العامة فما لم يتبين صدقه نحكي فيه طريقتنا السنية في أخبار أهل الكتاب فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حدثكم أهل الكتاب فلاتصدقوهم ولاتكذبوهم وينبغي للوعاظ أن لايشغلوا الناس بمثل هذا الذي لايعرف صدقه من كذبه إلا قليل و أن يعرفوا الناس بدين محمد صلى الله عليه وسلم أن يحثوهم على لزوم التوحيد والسنة وترك الشرك والبدعة وشرحوا لهم ذلك بالأدلة كما قال ابن تيمية والناس محتاجون إلى علم مفصل يرفع الجهل عنهم وكما قال بعض أهل العلم ليس العالم الذي يعلم الناس القصص والحكايات ولكن العالم من يعلم الناس كيف يعبدوا الله أي بذكر صفات العبادات والسنة في كيفية أداءها وشرائطها ونواقضها وسننها ونحو ذلك وإذا وعظوا بالترغيب والترهيب أن يلتزمزا الحديث الصحيح ففيه غنية وكفاية قال الإمام أحمد ماأحوج الناس إلى قاص صدوق أي يقرأ لهم حفظا أو من كتاب أحاديث صحيح البخاري مع شرحها للعلماء وماصح من غيره وآثار الصحابة والتابعين وسيرهم من غير التصدر لإفتاء الناس وشرح مالايعلمون وقد روى الطبراني في معجمه عن خباب مرفوعا إن بني إسرائيل لما هلكوا قصوا انشغلوا عن تعليم الناس التوحيد وتحذيرهم ممايضاده من الشرك والبدع واشغلوهم بالقصص والحكايات عن تعلم دين رب الأرض والسموات فحينئذ وقعوا في المحدثات وهلكوا وآخر ذلك الشرك برب البريات والله أعلم
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|