#1
|
|||
|
|||
![]()
(2) المعاشرة بالمعروف :
إن مما يحفظ هذه العلاقة ويحافظ عليها . . المعاشرة بالمعروف ، ولا يتحقق ذلك إلا بمعرفة كل طرف ما له وما عليه . وإنَّ نُشْدَان الكمال في البيت وأهل البيت أمر متعذر ، والأمل في استكمال كل الصفات فيهم أو في غيرهم شيء بعيد المنال في الطبع البشري . دور الزوج في الحفاظ على بيت الزوجية والمعاشرة بالمعروف : ومن رجاحة العقل ونضج التفكير توطين النفس على قبول بعض المضايقات ، والغض عن بعض المنغصات ، والرجل- وهو رب الأسرة- مطالب بتصبير نفسه أكثر من المرأة ، وقد علم أنها ضعيفة في خَلْقها وخُلُقها ، إذا حوسبت على كل شيء عجزت عن كل شيء ، والمبالغة في تقويمها يقود إلى كسرها وكسرها طلاقُها ، يقول المصطفى الذي لا ينطق عن الهوى- صلى الله عليه وسلم : فعلى الرجل ألا يسترسل مع ما قد يظهر من مشاعر الضيق من أهله وليصرف النظر عن بعض جوانب النقص فيهم ، وعليه أن يتذكَّر لجوانب الخير فيهم وإنه لواجد في ذلك شيئًا كثيرًا . وفي مثل هذا يقول الرسول ، صلى الله عليه وسلم : يقول- عَزَّ من قائل- : وكيف تكون الراحة ؟ وأين السَّكَن والمودة ؟ إذا كان رَبُّ البيت ثقيل الطبع ، سيئ العشرة ضيّق الأفق ، يغلبه حمق ، ويعميه تعجُّل ، بطيء في الرضى ، سريع في الغضب ، إذا دخل فكثير المنّ ، وإذا خرج فسيئ الظن . وقد عُلم أنَّ حسن العشرة وأسباب السعادة لا تكون إلا في اللين والبعد عن الظنون والأوهام التي لا أساس لها ، إن الغيرة قد تذهب ببعض الناس إلى سوء ظنّ . . يحمله على تأويل الكلام والشك في التصرفات ، مما ينغص العيش ويقلق البال من غير مستند صحيح . : دور الزوجة في الحفاظ على بيت الزوجية والمعاشرة بالمعروف : أما المرأة المسلمة : فلتعلم أن السعادة والمودة والرحمة لا تتم إلا حين تكون ذاتَ عفةٍ ودين ، تعرف ما لها فلا تتجاوزه ولا تتعداه ، تستجيب لزوجها ؛ فهو الذي له القوامة عليها يصونها ويحفظها وينفق عليها ؟ فتجب طاعته وحفظه في نفسها وماله ، تتقن عملها وتقوم به وتعتني بنفسها وبيتها ، فهي زوجة صالحة وأم شفيقة ، راعيةٌ في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ، تعترف بجميل زوجها ولا تتنكر للفضل والعشرة الحسنة . يحذِّرُ النبي- صلى الله عليه وسلم - من هذا التنكر ويقول : { أريتُ النار فإذا أكثر أهلها النساء ، يكفرن قيل : أيكفرن باللّه ؟ قال : لا . يكفرن العشير ؛ لو أحسنتَ لإحداهنَّ الدهرَ ثم رأت منكَ شيئً ا قالت : ما رأيت منك خيرًا قط } (4) فلا بد من الفغرآن الزلاَت والغض عن الهَفَوات . . لا تسيء إليه إذا حضر ولا تخونه إذا غاب . بهذا يحصل التراضي وتدوم العُشرْة ويسود الإلف والمودة والرحمة . و { أيّما امرأةٍ ماتتْ زوجُها عنها راضٍ دَخَلت الجنة}(5). فاتَّقوا اللّه يا أمّة الإسلام- واعلموا أنه بحصول الوئام تتوفَّر السعادة ، ويتهيأ الجو الصالح للتربية ، وتنشأ الناشئة في بيتٍ كريمٍ مليء بالمودة عامر بالتفاهم . . بين حنان الأمومة وحدب الأبوة . . بعيدًا عن صخب المنازعات والاختلاف ، وتطاول كل واحد على الآخر ، فلا شقاق ولا نزاع ولا إساءة إلى قريب أو بعيد . { رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا } .................................................. .................. 1ـ رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما0 2ـ رواه مسلم في صحيحه 0 3ـ حديث صحيح رواه الترميذي ـ ابن ماجه وابن حبان في صحيحه 0 4ـ أخرجه البخاري في صحيحه 0 5ـ رواه الترميذي ـ وحسنه ابن ماجه والحاكم وقال صحيح الإسناد ................................. ( فائدة ) : قال الحافظ ابن حجرــــ رحمه الله ـ ما حاصله : في هذا إيما التقويم برفق بحيث لا يبالغ فيه فيكسر ولا يتركه فيستمر على عوجه ، وضابط هذا ـــ أن لا يتركها علي الإعوجاج إذا تعدت ما طبعت عليه من النقص إلى تعاطي المعصية بِمُباشرتها ، أو ترك واجب ، ويتركها على إعوجاجها في الأُمور المبارحة 0 " فتح الباري " 9/ 452 0 التعديل الأخير تم بواسطة أم أسامة ; 06-04-2010 الساعة 10:48PM |
#2
|
|||
|
|||
![]()
بوركت أختي،،
واحب أن أضيف،،أن هذه المحاضرة للشيخ صالح بن حميد -حفظه الله-،، |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|