#1
|
|||
|
|||
![]() وهل الأخلاق جبلة أم اكتساب؟ والجواب:أن الأخلاق منها جبلة ومنها اكتساب بلا شك. فكما يكون الخُلقُ طبيعة، فإنه قد يكون كسبًا، بمعنى أن الإنسان كما يكون مطبوعًا على الخلق الحسن الجميل، فقد يحصل على الخلُق عن طريق التكسب والتمرين؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لأشجّ عبد القيس: "إن فيك خلَّتين يحبهما الله:الحلمُ والأناة" قال: يا رسول الله! أنا أتخلَّق بهما، أم الله جبلني عليهما؟ قال: "بل الله جَبلَك عليهما)" قال:الحمد لله الذي جبلني على خلَّتين يحبهما الله ورسوله.فهذا دليل على أن الأخلاق الحميدة الفاضلة تكون طبعًا وتكون تطبُّعًا، ولكن الطبع – بلا شك –أحسنُ من التطبُّع؛ لأن الخلُق إذا كان طبيعيا صارسجيةًّ للإنسان وطبيعةً له، لا يحتاج في ممارسته إلى تكلُّفٍ ، ولا يحتاج في ممارسته إلى تصنُّع، ولكن هذا فضل الله يؤتيه من يشاء، ومن حُرم هذا – أي من حُرم الخلُق عن سبيل الطبع – فإنه يمكنه أن يناله عن سبيل التطبع، وذلك بالتمرين والممارسة، كما سنذكره إن شاء الله تعالى فيما بعد. وهنا مسألة وهي: أيهما أفضل؛ رجل جُبل على خلق حميد، ورجل يجاهد نفسه على التخلُّق به، فأيهما أعلى منزلة وأعظم أجرًا؟ونقول جوابًا على هذه المسألة: إنه لا شك أن الذي جُبل على الخلق أكمل من حيث تخلُّقه بذلك، أو من حيث وجودُ الخلق فيه؛ لأنه لا يحتاج إلى عناء ولامشقة، ولا يفوته في بعض المواطن والأماكن، إذ أن حسن الخلق فيه سجية وطبع، فهو في أي وقت تلقاه تَجِدْ ه حَسَن الخلق، وفي أي مكان تلقاه تجده حَسَن الخلق، وعلى أي حالٍ تلقاه تجده حَسَن الخلق، فهو من هذه الناحية أكمل بلا شك.وأما الخلق الذي يكون بالتطبع وبالمعالجة والممارسة أو التمرين، فالإنسان يؤجر عليه من جهة مجاهدة نفسه، لكنه من حيث كمالُ الخلق أنقص بكثيرمن القسم الأول. فإذا رزق الإنسان الخلقين جميعًا، طبعًا وتَطَبُّعًا،كان ذلك أكمل، والأقسام أربعة: 1- من حُرِم حسن الخلق. 2- من جُبل عليه ولكنه اقتصر على الجبلة. 3-ومن جُبل عليه وزاد ذلك بالتكسب. 4- ومن لم يجُْبلَ لكنه أخذه بالتكسب . فالحاصل: بالنسبة لحسن الخلق أن من جُبل عليه فهو أكمل، وأما من حيث المعاناة والمشقة في تحصيل حسن الخلق، فإن من أخذه عن طريق التكسب فله أجرالمجاهدة.وهنا مسألة: هل هناك أخلاق ليست في القرآن والسنة، وما السبيل إلى معرفتها؟ الجواب : قال عليه الصلاة والسلام: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"؛ وذلك أن الشرائع السابقةالتي شرعها الله للعباد كلها تحثُّ على الأخلاقالفاضلة، ولهذا ذكر أهل العلم أن الأخلاق الفاضلة مما أطبقت الشرائع على طلبه، ولكن هذه الشريعةالكاملة جاء النبي عليه الصلاة والسلام فيها بتمام مكارم الأخلاق ولنضرب لذلك مثلا بمسألةالقصاص، أي: لو أن أحدًا جنى على أحد فهل يقتصُّ منه أم لا؟ ذكروا أن القصاص في شريعة اليهود حتميٌّ ولا بدَّ منه، ولا خيار للمجني عليه فيه، وأن في شريعةالنصارى العكس وهو وجوب العفو، لكن شريعتنا جاءت كاملة من الوجهين، ففيها القصاصُ وفيها العفو؛ لأن في أخذ الجاني بجنايته حزمًا وكفا للشرّ ،وفي العفو عنه إحسانًا وجميلاً وبذل معروف فيمن عفوت عنه، فجاءت شريعتنا والحمد لله مكمَّلة،خَيَّرت من له الحق بين العفو والأخذ؛ لأجل أن يعفوفي مقام العفو، وأن يأخذ في مقام الأخذ. من كتاب مكارم الاخلاق ( لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين غفر الله له)
|
#2
|
|||
|
|||
![]()
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ونفعنا بعلمه
انتقاء مميز أختي، جعله الله في ميزان الحسنات :::ومن هنا الملف كاملاً:::
__________________
قال بديع الزمان الهمذاني في وصف العلم: « العلم شيء بعيد المرام، لا يُصاد بالسهام، ولا يُقسم بالأزلام، ولا يُرى في المنام، ولا يُضبط باللجام، ولا يُكتب للثام، ولا يورث عن الآباء والأعمام وزرع لا يزكو إلا متى صادف من الحزم ثرى طيبا، ومن التوفيق مطرا صيبا، ومن الطبع جوا صافيا، ومن الجهد روحا دائما، ومن الصبر سقيا نافعا وغرض لا يصاب إلا بافتراش المدر، واستناد الحجر، وردّ الضجر، وركوب الخطر، وإدمان السهر، واصطحاب السفر، وكثرة النظر، وإعمال الفكر» [«جواهر الأدب» للهاشمي (194)] |
#3
|
|||
|
|||
![]()
رحم الله الشيخ وغفر الله له وأسكنه فسيح جناته على كل ما ترك خلفه
بوركتي اختي الفاضلة أم اروى وجعله الله هادية مهدية صفية نقية وجعلنا نحن واياكم من اصحاب مكارم الاخلاق حتى يُقال لنا "ادخلوها بسلام" .. اللهم امين التعديل الأخير تم بواسطة أم الحميراء السلفية ; 26-02-2010 الساعة 01:09PM |
#4
|
|||
|
|||
![]()
جزاكما الله خيرا
|
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|