[صوتي] أعمل ممرضة وأناوب وأبيت في المساء ويوجد أطباء في العمل فما حكم ذلك ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

سؤال من ليبيا

فتاة تعمل ممرضة في قسم النساء و التوليد وأحيانا يكون دورها في مناوبة فترة المساء فتبيت في المستشفى، علماً بأن معها طبيبات وممرضات وأطباء رجال، فما حكم ذلك ؟

أجاب الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله

درس شرح كتاب البخاري رحمه الله
الخميس 3/ذي القعدة/1430هـ الموافق 23/10/2009م

للاستماع للفتوى أنقر [ هنا ]

التفريغ:

هذه سائلة من ليبيا أو سائل يقول: فتاة تعمل ممرضة في قسم النساء والتوليد، وأحيانا يكون دورها في مناوبة فترة المساء فتبيت في المستشفى، علماًمعها طبيبات وممرضات وأطباء رجال.

لا يجوز لها هذا العمل وهي أن تبقى في المستشفى عاملة، كما قال فُقهاؤنا من هيئة كبار العلماء لأن هذا اختلاط، والاختلاط محرم، فإن مفتي الديار السعودية_جزاه الله خير ورحمه الله_ ابن ابراهيم ذكر نحو اثني عشر وجها ونُشر والحمد لله في رسالة بكثرة في أدلة تحريم الاختلاط، ليس كرَاهتَه تحريمَه، وأخذ بهذا تلميذه البار الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز_رحمه الله_، وأخذ بهذا تلميذه البار أيضا العلامة ابن عثيمين، والعلامة الفوزان من تلامذة الشيخ عبد العزيز بن باز، وأخذ بهذا كل تلامذة هؤلاء من عدم جواز الاختلاط، ويدل على تحريم الاختلاط قول الله_عز وجل_ في كتابه﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَىٰ ۖإِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾[الإسراء: ٣٢]،فلم يقل ولا تزنوا، ومن المعلوم أن الله خلق جاذبية في الرجل تُجاه المرأة، وفي المرأة جاذبية تُجاه الرجل، بحيث لا ينفع معه من العزم، فإذا اختلطا وتكلَّما وسقطت الحشمة بطول ملازمة العمل والاختلاط، وذهبت وذهب جدار الحياء فإن هذا سيكون تأهيلا للوقوع في الفاحشة؛ كما هو معلوم في البلدان التي أجازت الاختلاط، انتشرت فيهم الفواحش وأولاد السِّفاح حتى كثُرُوا، نعم، وانسدت بلاليع الجامعات من أولاد الزنى كما ذُكِر في بغض البلدان العربية، والسبب في ذلك أننا لما نجعل المرأة بجانب الرجل فحينئذٍ يقع ما لا تُُحمد عُقباه، لأن النبي نَصح فقال:" ليس للنساء أن يحققن وسط الطريق "، فإذا كانت وهي مُتجَلْبِبة لا يجوز لها أن تمُر بجانب الرجل، لا ينبغي أن تمُر بجانب الرجل وهي مُتجلببة، بل أنها تذهب إلى حافة الطريق لتيتعد عن الرجل فلا تمشي بجانبه، فكيف بأن تُلاصِقه كاشفة عن رأسها؟ أو حتى مُتجلببة بجانبه تكلمه وتُبادِلُه الأوراق في المستشفى ولذلك حرَّم عُلماؤنا كما ذكرنا لكم ابن ابراهيم والشيخ ابن باز الاختلاط في المستشفيات، وحرَّم على الطبيب أن يعمل في دار الاختلاط؛ لا يجوز هذا كما أفتَوْا علماءَنا_حفظهم الله_، فليكسب هذا الطبيب كسب الحلال ويذهب عن هذا الاختلاط حتى يبارك الله في معيشته وفي عبادته؛ وهذه الممرضة أيضا التي تسأل تترُك هذا العمل كما أفتى عُلماؤُنا_حفظهم الله_، فلا يجوز كما أفتى مُفتي الديار السعودية ابن ابراهيم العمل في دور الاختلاط وأقر ذلك الشيخ ابن باز والعلامة ابن عثيمين والعلامة صالح الفوزان والغُديان وهيئة كبار العلماء كلهم على هذا فجازهم الله خير، وأما ما شغبوا به على شيخنا العلامة ابن باز ومشايخ قالوا كيف تمنعون هذا وأنتم في الحج والعمرة تختلطون فأجابهم الشيخ أن هذا الاختلاط طارئ تقصر مدته، أما الاختلاط بالعمل فتطول مدته وتذهب الهيبة وهذا مُلاحَظ، كم من أطباء رأيتُهم يمازحون ممرضات وهم ينسبون للتدين، لأن مع الأيام تذهب إيش؟ تذهب الهيبة ويقل الحياء مع الملازمة وطول العمل، وهذا فرق بينهما لا شك.

تفريغ الأخت الفاضلة أم سيرين السلفية جزاها الله خيرا