#1
|
|||
|
|||
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده أما بعد فإنه مما يرقق القلوب ويخوف النفوس ويحثها على عبادة علام الغيوب وحده لاشريك له والقيام بحقوقه وحقوق خلقه ذكر الموت روى الترمذي في جامعه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثروا ذكر هاذم اللذات يعني الموت ومما يذكر بالموت زيارة القبور دار الموتى ومقامهم في الحياة البرزخية فيتذكر حين الزيارة سرعة زوال الدنيا عن أهلها وبقاء الآخرة وأن كل نعيم لامحالة زائل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم أصدق كلمة قالها شاعر ألا كل ماخلا الله باطل انتهى وتتمته وكل نعيم لامحالة زائل وهل الزيارة خاصة بالرجال أم تعم النساء والرجال قولان لأهل العلم فلابأس في أصح قولي أهل العلم بزيارة المرأة القبر ولكن بشرط أمن الفتنة وعدم الاختلاط المخل والنياحة من غير اكثار لأن الحديث الناهي عن زيارة النساء للقبور ولو لمرة أو مرات يسيرة اسناده ضعيف وهو بلفظ لعن الله زائرات القبور فقد خرجه أصحاب السنن الأربعة إلا ابن ماجه وابن أبي شيبة في " المصنف " ( 4 / 140 ) والبغوي في حديث علي بن الجعد ( 7 / 70 / 1 ) والطبراني ( 3 / 174 / 2 ) وأبو عبد الله القطان في " حديثه " ( 54 / 1 ) والحاكم ( 1 / 374 ) والبيهقي ( 4 / 78 ) وكذا الطيالسي ( 1 / 171 ) وأحمد ( 2030 ) من طريق محمد بن جحادة قال : سمعت أبا صالح زاد القطان ، بعد ما كبر ، وهو رواية لابن أبي شيبة ( 2 / 84 / 1 ) عن ابن عباس قال : فذكره ، وقال الحاكم وتبعه الذهبي : أبو صالح باذان ولم يحتجا به ،ذكره الألباني رحمه الله وإنما اللفظ لعن الله زوارات القبور وهو الصحيح وهو يدل على أن المنهي فيما يتعلق بزارة النساء للقبور كثرة الزيارة المؤدية للإفتتان أو ضعف الصبر المؤدي للتسخط ربما لضغف النساء ويدل على الجواز مارواه الحاكم أن عائشة زارت قبر أخيها عبدالرحمن ولم ينكر عليها أحد من الصحابة واعتذرت بالنص العام ألا فزوروها والراوي أدرى بمرويه ولقد علم النبي صلى الله عليه وسلم أمنا عائشة رضي الله عنها ماذا تقول إذا زارت المقابر ولم ينكر عليها ارادتها الزيارة لكونها امرأة وذلك في الحديث الذي خرجه مسلم والنسائي والسياق للنسائي من طريق ابن جريج قال أخبرني عبد الله ابن أبي مليكة أنه سمع محمد بن قيس بن مخرمة يقول سمعت عائشة تحدث قالت ألا أحدثكم عني وعن النبي صلى الله عليه وسلم قلنا بلى قالت لما كانت ليلتي التي هو عندي تعني النبي صلى الله عليه وسلم انقلب فوضع نعليه عند رجليه وبسط طرف إزاره على فراشه فلم يلبث إلا ريثما ظن أني قد رقدت ثم انتعل رويدا وأخذ رداءه رويدا ثم فتح الباب رويدا وخرج رويدا وجعلت درعي في رأسي واختمرت وتقنعت إزاري وانطلقت في إثره حتى جاء البقيع فرفع يديه ثلاث مرات فأطال ثم انحرف فانحرفت فأسرع فأسرعت فهرول فهرولت فأحضر فأحضرت وسبقته فدخلت فليس إلا أن اضطجعت فدخل فقال ما لك يا عائشة حشيا رابية قالت لا قال لتخبرني أو ليخبرني اللطيف الخبير قلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي فأخبرته الخبر قال فأنت السواد الذي رأيت أمامي قالت نعم فلهزني في صدري لهزة أوجعتني ثم قال أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله قلت مهما يكتم الناس فقد علمه الله قال فإن جبريل أتاني حين رأيت ولم يدخل علي وقد وضعت ثيابك فناداني فأخفى منك فأجبته فأخفيته منك فظننت أن قد رقدت وكرهت أن أوقظك وخشيت أن تستوحشي فأمرني أن آتي البقيع فأستغفر لهم قلت كيف أقول يا رسول الله قال قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون . قال شيخ الاسلام بن تيمية إذا اختلف العلماء فلايجعل قول عالم حجة على عالم إلا بالأدلة الشرعية قال الشافعي اتفق العلماء من لدن رسول الله صلى اله عليه وسلم أن من تبينت له سنة فليس له أن يدعها لقول أحد كائنا من كان __________________
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|