#1
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكنّ ورحمة الله وبركاته عندك همٌ لا يذهب؟ انجرحتِ من شخص أو أشخاص؟ تشعرين بالحزن الشديد؟ أرجو أن تقرأي كلامي لعلّكِ ترتاحين أولاً : إن مررتِ بموقف صعب أو مرحلة نفسية صعبة فالحقيقة أنّه ليس هناك أحدًا على وجه هذا الأرض من لم يمر بموقف صعب أو بتجربة مريرة. وإن استمعتِ لمشاكل غيركِ لوجدتِ أن مشكلتكِ أهون مما يعانون ، فاحمدي الله على كل حال. فلا يوجد أي شخص في هذا الكون مرتاح ولا مستراح إلا على أرض طوبى - أي الجنة أو كما قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله . فلا تنظري بحسرة على نفسكِ . وإن قلتِ انظري هذه استطاعت أن تفعل وتفعل وتفعل.. وأنا محرومة من كذا وكذا وكذا.. أخيتي ما يدريكِ ما في قلوب النّاس؟ هي متزوجة وأنتِ لا؟ وما يدريكِ أنها سعيدة مع زوجها؟ لربما حرمها الله من الإنجاب وتبكي الليالي. فلا تظنّي السعادة هي بالزواج. وقد تقولين : فلانة ثريّة وأنا فقيرة لا أملك شراء كذا وكذا. أخيتي وما أدراكِ أنها سعيدة بمالها؟ وليست تعاني من مرض وكل يوم من طبيب لطبيب؟ الفقر أهون من المرض، فاحمدي الله على الصحّة والعافية. أنت ترين ظاهر الناس ، والله أعلم بقلوبهم وما تحويه بيوتهم. وإن ظُلمتِ من قريب أو بعيد فاعلمي جيدًا أن الله ناصرك ولو بعد حين، ولقد أقسم الله بعزته وجلاله أنه سينصرُك .. فابتسمي -يرعاكِ الله ويحفظكِ. واعلمي أن السعادة لا تتحقق إلا برضا الله. وإن كنتِ في أشد وأصعب المواقف. رضا الله يكفيكِ. المغزى أن الأرزاق مقسّمة على العباد بحكمة ولكِ أن تراجعي تفسير سورة الكهف لتري القصص لما رافق النبي موسى عليه السلام خضيرًا لتتيقني أن الأقدار كلها خير. ما زلتِ زهرة في عمر الورود وتنهارين لأقل موقف؟ هوّني على نفسك وارحميها ولا تجعلي حزنكِ على أشياء ستُفنى. واعملي لنفسكِ فكل واحد سيُجازى بما كسبت يداه. ففي المحشر كلٌ سيقول : اللهمَّ نفسي. أدِّي واجباتك وما فرضه الله عليكِ إرضي أهلك ولو آذوكِ إنفعي نفسكِ و مجتمعكِ بما وهبكِ الله من علم ومعرفة إزرعي البسمة في قلوب العُجَّز والمرضى وتذكري دومًا أننا سنلحق بمن مات تحت التراب فلا حبيبٌ يصلنا ولن تبقى إلا أعمالنا فالصبر الصبر الصبر واعلمي " إنما الصبر عند الصدمة الأولى"- الحديث فاسترجعي وتصبّري لتصبري. واعلمي أن الله لا تخفى عليه خافية، ويعلمُ كل دمعة تنزل منكِ. فلا ذرة تخفى عليه لا في الأرض ولا في السماوات. فما بعد الشدّة ؟ إلا الفرج وما بعد ظلام الليل إلا انبلاج الفجر. ولا يغلب عسر يسرين. فلا تيأسي ولا تقنطي من رحمة الله. وتضرّعي لله ولا تشتكي لفلانة ولا علانة وخصوصًا ممن كانت عندها مشاكل مع زوجها أستغرب كيف تتذلل وتطرق باب هذه وهذه؟ ولا تطرق أبواب رب العباد؟ ولا تتذلل له وتتحرى الثلث الأخير من الليل وأوقات إستجابة الدعاء. هؤلاء ممن أصابهم العجز فالحديث يقول : " أعجزُ الناس من عجِز عن الدعاء". هذا هو العجز بحق! العجز هو من مات قلبه وضاع إيمانه! نسأل الله العافية والسلامة والهداية - آمين. ____
__________________
قال بديع الزمان الهمذاني في وصف العلم: « العلم شيء بعيد المرام، لا يُصاد بالسهام، ولا يُقسم بالأزلام، ولا يُرى في المنام، ولا يُضبط باللجام، ولا يُكتب للثام، ولا يورث عن الآباء والأعمام وزرع لا يزكو إلا متى صادف من الحزم ثرى طيبا، ومن التوفيق مطرا صيبا، ومن الطبع جوا صافيا، ومن الجهد روحا دائما، ومن الصبر سقيا نافعا وغرض لا يصاب إلا بافتراش المدر، واستناد الحجر، وردّ الضجر، وركوب الخطر، وإدمان السهر، واصطحاب السفر، وكثرة النظر، وإعمال الفكر» [«جواهر الأدب» للهاشمي (194)] |
#2
|
|||
|
|||
![]()
كلمات رقيقة تستحق منا كل الشكر والتقدير أختي الفاضلة أم الحميراء.
فبارك الله فيكِ وجزاكِ ربي خيراً. |
#3
|
|||
|
|||
![]() بوركتِ أختي أم الحميراء؛ خواطر عطرة .
نسأل الله أن لا يجعلنا من القانطين من رحمة الله ولا من المتسخطين على أقداره جل وعلا. وأن يزقنا الصبر الجميل فكما جاء في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: " ما أُعْطِيِ أ حدٌ عطاءً خيرٌ وأوسعُ من الصبرِ ". وإنه ما من مسلم إلا وهو بين أمرٍ يجب عليه امتثالُه وأداؤه؛ ونهيٍ يجب عليه اجتنابه ودرؤُه؛ وقدرٍ يجري عليه؛ ونعمةٍ واجبٌ عليه شُكرُ المُنعِمِ المتفضِّلِ بها عليه. فإن كانت هذه الأحوال الربع لازمةٌ له لا تفارقه في حال من الأحوال فالصبر لازمٌ للمسلم حتى الممات. وكلُّ ما يواجهه المسلم في هذه الدنيا يدور تحت أمرين: *إما أن يوافق هواه ومُبتغاه. *وإما أن يخالف ذلك. ووفي كِلْتا الحالتين لا مناصَ له من الصبر؛ فالذي يوافق هواهُ ومبتغاهُ من صحة أوجاه أوملذات، أو... فبدون صبرٍ لن يضبط سلامة عاقبته في ذلك؛ إذ أنه لو اغترَّ بها ورَكَنَ إليها لحملته على البَطَرِ والفرح المذموم الذي ذمه الله عز وجل في كتابه العزيز. كما أنه لا يجب عليه الانهماك في طلبها والظَفَرِ بها إذ كما يقال: (( الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده ))؛ فلو بالغ في الأكل أو الشرب أو الجماع...لحُرِمَ لذته من بعد وهذا واقع مشاهد. فعلينا أن نصبِر على أداء حقوق الله في ما أنعم علينا به ولا نُضيِّعها فنُسْلَبَها ونُحرم -عياذا بالله من ذلك-. وأن نصرِفها فيما أحلَّه ربنا جل وعلا؛ وما أكثر ما يفوت المرءَ في هذه الدار من صلاح بسبب تلك النعم من مال أو زوج أو ولد.. فقد جاء في صحيح الجامع من . حديث يعلى العامري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " الولد مَبْخَلَةٌ مَجْبَنَة ". فالصبر على السراء أشد من الصبر على الضراء ولذلك أنه مقرون بالقدرة، فمثلا الجائعُ عند غياب الطعام أصبرُ منه عند حضوره؛ وكذلك الشَّبقُ عند غيابِ المرأة أصبرُ منه عند حضوها وهلُمَّ جرا. فعند إنتفاء الموانع يعِزُّ الصبر ويقِل -نسأل الله السلامة والعافية- فلهذا فاز بظل الله جل وعلا رجلٌ دعته امرأة ذات حسن وجمال أو كما في الحديث المشهور وعلى عكس هذا ما جاء في صحيح مسلم من حديث أي هريرة رضي الله عنه: "ثلاثة لايكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ( قال أبو معاوية :ولا ينظر إليهم ) ولهم عذاب أليم : شيخ زان . وملك كذاب . وعائل مستكبر " فأولئك ارتفعت درجتهم بصبرهم وأولئك انحطت دركاتهم والعياذ بالله. والحديث عن الصبر يطول نسأل الله أن لا يحرمنا الصبرَ المحمود ويعيذنا من الصبر المذموم. فالصبر ضياء وقد قيل في الصبر على أقدار الله المؤلمة: وكم رُمْتُ أمرًا خِرْتَ لي في انصرافه * * * وما زِلْتَ بي مِنِّي أبَــرَّ وأرحمــا هذا والله تعالى أعلى وأعلم وأحكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. |
#4
|
|||
|
|||
![]() اقتباس:
نسأل الله العفو والعافية |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|