[مقال] الحدادية من شر فرق أهل البدع والضلال

[عمرو التهامى]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده
أما بعد
فالحدادية من شر فرق أهل البدع والضلال وهم قطعا مبتدعة

وذلك انهم اخترعوا طريقة في التعامل مع خطأ علماء السنة ولو كانوا في رتبة الاجتهاد ماسبقهم السلف اليه فيبدعون صاحب السنة من اهل العلم والنظر بالجزئيات ولو لم تتعلق بأصول الدين فيعاملونه غلوآ وابتداعآ في عبادة الإنكار معاملة أهل البدع فيشنعون عليه ويسقطونه ويشددون في الرد عليه ويسيئون الظن به
وهم يشتركون مع السرورية في إظهار العلم ثم يستعملون بعضه بتأويل فاسد في اسقاطه
السرورية بالخروج فإذا كان الخروج على ولاة الأمر بتاويل فاسد
ذهب امر العلم كما هو معلوم
والحدادية بإسقاط أهله بتأويل فاسد
قال عنهم الشيخ ربيع هم شر الطوائف
سبحان الله همهم إسقاط أتباع السلف من أهل العلم والإصرار على ذلك ولو بغير برهان وتفصيل ومن لم يجبهم إذآ لا يطيع العلماء ولا تجد عندهم من الرد على أهل البغي والبدع ماعند السلفيين المتبعين راجع مواقعهم ومصنفاتهم

وقال ابن القيم عن مثلهم من قبل هؤلاء أعوان الشيطان يأتون لمعلمي السنة
فيذكرون تارة عيبا في درسه او علمه ينفرون الناس عنه او كما قال رحمه الله


وأما سلفنا فكان هديهم ومنهجهم مع اهل العلم من اهل السنة السلفيين احترامهم وتحسين الظن بهم والاقتصار في باب التخطئة بالرد على الخطأ وحفظ مكانة العالم كما اشار بن عبد البر في بيان رد عائشة على ابن عمر
فقالت عائشة عند ردها على ابن عمر يرحم الله ابا عبدالرحمن لعله نسي....ثم بينت خطئه فقال ردت على الخطأ ولم تتجاوز إلى المخطيء يعني فتسقطه كما يفعل الحدادية والذين احدثوا وابتدعوا في خطأ عالم السنة
وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
فكان هديهم رضي الله عنهم رد الخطأ والاقتصار ان كان صاحب سنة على الخطأ وترك تعدية الرد الى المخطيء منهم واسقاطه وأما ان كان صاحب بدعة وامنت المفسدة الراجحه وكان وقت قوة للسنة ردوا الخطأ وتجاوزوا للمخطيء وشنعوا عليه وسموه وان استحق التبديع بدعوه
ويشتركون مع الخوارج في الغلو اولئك تكفير بغير مرجح وهؤلاء تشنيع وتنفيرلذوي العلم بلا مرجح
ومرجع هذه البدعة واشعل فتنتها محمود الحداد المصري وكان كاتبا بجامعة الامام وصنف لبدعته مصنف قرر فيه التشنيع على أهل العلم ممن يرد على غلط الناس تمييزهم أكابر العلماء من المجتهدين في باب الغلط على غيرهم فعنده العالم والمتعالم الجاهل والمقلد في الرد سواء ويستدل بحديث اذا سرق فيهم الشريف تركوه واذا سرق فيهم الوضيع اقاموا عليه الحد
غافلين لجهلهم او متغافلين عن حديث اذا اجتهد الحاكم فأخطأ فله اجر وما شرحه العلماء كالخطابي ان هذا في الذي يملك ألة العلم وأما من لم يكن كذلك فهو عاصي
ولذلك يلزمون العلماء بمعاملة ابن تيمية وابن حجر بما يعامل سيد قطب ممن حكم عليه أكابر العلماء بالجهل كالعلامة الالباني والعلامة الفوزان مع جهله بآلة العلم فرد عليهم شيخنا صالح الفوزان لما عُرض عليه ذلك قال سيد قطب جاهل يعني لا يملك الآلة ولذلك يستحق تشنيع العلماء عليه لا كابن تيمية ونحوه فإنه ملك الآلة وهو مأجور في الغلط والزلل
وأين غلطه الذي خالف فيه اصلا أو الإتفاق أو الأدلة المشتهرة ولو في فرع وقد قال شيخ الاسلام بن تيمية قد ينطق العالم من مجتهدي السلف بالبدعة لحديث ضعيف يظنه صحيحا ....ولايكون مبتدعا
أما الحدادية فيبدعوه ولو عرفوا سيره على منهج السلف لجزئية ويشددون في هجره ويعاملونه معاملة أهل البدع
فاحترام العلماء والاخذ عنهم من اهل السنة والاثر اصل والخروج عليه خروج عن السنة فإن الحدادي لا يكاد يُسلم بعالم الا اثنين او ثلاثة وعلى مضض ويصر على التُهم ويغضب عند مخالفته ويحدث زوبعة من آثار السلف في الهجر ويحملها على غير وجهها
فيصح التعبير بأنهم خوارج على العلماء وعندهم غرور وتعالم يحسبون أنهم على شيء وليسوا على شيء يحفظون الآثار ولا يقدرون حملتها ديدنهم الطعن والتشنيع والرمي لذوي العلم أتباع السلف بالقبيح ويرون بذلك وهم متعالمون أنهم يحكون طريقة احمد وابوزرعة وابن معين وهم متشبعون بما لم يعطون متبعون لخطوات الشياطين من الجن والآدميين بلا فقه ولامعرفة بقواعد واصول الدين
فباشميل عبداللطيف منهم يرمي الالباني أنه جهمي وعبدالرحمن الحجي يرمي ابن تيمية أنه مشوش وفالح يبدع السلفيين بلامرجح ويسرف في التقبيح ومن على منوالهم تشهد به اقوالهم واقلامهم لا كثرهم الله
وقد قالوا قديما رحمهم الله من أراد بأهل الحديث شرا مُكر به فهؤلاء أعوان الشيطان يذكرون عيبا في المعلم للعلم من أهل الأثر لينفروا الناس و ليصدوا عن سبيل الله فاللهم احفظنا من غلوهم وغيهم
واليوم يذهبون للمشايخ لكي يشنعوا بهم على ذوي العلم ليأخذوا بهم شرفا فيقوى اسقاطهم والحق ابلج والباطل لجلج فلايضروا بدعوتهم الغالية القائمة على التخبط في الجرح والاعتداد بالرأي والإعجاب به على غير سبيل إلا أنفسهم فإن الله يدافع عن الذين امنوا فكيف اذا كانوا ممن يدافعون عن السنة وينصروا مذهب سلف الامة
فكم زال منهم من زال فلا كأنه تكلم وكتب وجرح وهول وشغب وكان
وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا
أين فالح الحربي وأين فريد المالكي وأين عبد اللطيف باشميل وغيرهم من رؤوس الفتنة من عقاربهم وأفاعيهم ديدنهم التشكيك فيمن يخالفهم ويرد عليهم سواءا كانوا علماء او طلبة علم بلا رحمة فخالفوا سمة أهل الحديث الذين هم أعلم الناس بالحق وأرحمهم بالخلق ومن تشبه بقوم فهو منهم وسيعلم اللذين ظلموا اي منقلب ينقلبون

كتبه /اخوكم ماهر بن ظافر القحطاني
عضو التوعية برئاسة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بجدة