#1
|
|||
|
|||
الباب السابع عشر: الشفاعة
الباب السابع عشر: الشفاعة باب (16) الشفاعة وقوله: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} 3 وقوله: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} 4. وقوله: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} 5. قال أبو العباس 6: نفى الله عما سواه كل ما يتعلق به المشركون، فنفى أن يكون لغيره ملك أو قسط منه، أو يكون عونا لله. ولم يبق إلا الشفاعة. فبين أنها لا تنفع إلا لمن أذن له الرب، كما قال: {وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى} 7 فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون، هي منتفية يوم القيامة، كما نفاها القرآن وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم: "أنه يأتي فيسجد لربه ويحمده" (لا يبدأ بالشفاعة أولا) . ثم يقال له: "ارفع رأسك وقل يُسمع، وسل تُعط، واشفع تُشفَّع" 8. وقال له أبو هريرة: "من أسعد الناس بشفاعتك؟ قال: من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه" 9 فتلك الشفاعة لأهل الإخلاص، بإذن الله، ولا تكون لمن أشرك بالله. وحقيقته: أن الله سبحانه هو الذي يتفضل على أهل الإخلاص فيغفر لهم بواسطة دعاء من أذن له أن يشفع، ليكرمه وينال المقام المحمود. فالشفاعة التي نفاها القرآن ما كان فيها شرك، ولهذا أثبت الشفاعة بإذنه في مواضع. وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أنها لا تكون إلا لأهل التوحيد والإخلاص. اهـ كلامه. فيه مسائل: الأولى: تفسير الآيات. الثانية: صفة الشفاعة المنفية. الثالثة: صفة الشفاعة المثبتة. الرابعة: ذكر الشفاعة الكبرى، وهي المقام المحمود. الخامسة: صفة ما يفعله صلى الله عليه وسلم أنه لا يبدأ بالشفاعة، بل يسجد؛ فإذا أذن له شفع. السادسة: من أسعد الناس بها؟ السابعة: أنها لا تكون لمن أشرك بالله. الثامنة:بيان حقيقتها. 1 سورة الأنعام آية: 51. 2 سورة الزمر آية: 44. 3 سورة البقرة آية: 255. 4 سورة النجم آية: 26. 5 سورة سبأ آية: 23. 6 قوله (قال أبو العباس) هذه كنية شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني, إمام المسلمين رحمه الله. 7 سورة الأنبياء آية: 28. 8 الترمذي: تفسير القرآن (3148) , وابن ماجه: الزهد (4308) . 9البخاري: العلم (99) , وأحمد (2/373) . |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الباب السابع: من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه | عمرو التهامى | شرح كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبدالوهاب | 0 | 02-05-2017 11:07PM |
حكم طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم [الشيخ ابن باز] | أبو حمزة مأمون | منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك | 1 | 19-07-2011 09:16AM |
حادثة الاسراء والمعراج ، هل ثبت تاريخيا أنها وقعت في السابع والعشرين من رجب ؟ | أبو أحمد زياد الأردني | مكتبة معرفة السنن والآثار العلمية | 1 | 10-06-2011 02:13PM |