|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
حكم إطلاق كلمة ( سيد ) على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - !
حكم إطلاق كلمة ( سيد ) على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - !
السؤال : نرجو البيان بالتفصيل في حكم استعمال كلمة ( سيد ) مثلاً : ( سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - ) ، مع أنه ورد حديث : ( السيد الله ) . الجواب : ( السيد الله ) هو حديث صحيح بلا شك ، وكذلك هناك أحاديث صحيحة أطلق فيها الرسول - عليه الصلاة والسلام - السيادة لنفسه بحق ، وهو قوله في " صحيح مسلم " : ( أنا سيد الناس يوم القيامة ، أتدرون مما ذاك ... ) ثم ذكر حديث الشفاعة ، وهو حديث طويل جدًا . كذلك قال - عليه الصلاة والسلام - : ( أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر ، آدم فما دونه تحت لوائي يوم القيامة ) . فالسيادة سيادتان : سيادة لا تليق إلا لله عز وجل ، فهي التي عناها الرسول - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الأول حينما قال : ( السيد الله ) وهي السيادة المطلقة ، والمناسبة التي ذكر هذا الحديث فيها تؤيد ذلك ، فقد جاء ناس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا له : ( أنت سيدنا وابن سيدنا وأنت كذا وكذا ... ) - وذكروا ألفاظًا أخرى ، فقال في الحديث هذا : ( السيد الله ) . وفي حديث آخر قال لهم : ( قولوا بقولكم ، أو ببعض قولكم ، ولا يستجرينكم الشيطان ) ، أيضًا نفهم من مجموع الروايتين أن قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( السيد الله ) هو تنبيه إلى أن السيادة الحقيقة إنما هي لله عز وجل ، فخشي - عليه الصلاة والسلام - من مبالغتهم في وصفه ، أن يؤدي بهم ذلك الوصف إلى الإشراك بالرسول - صلى الله عليه وسلم - مع الله ولو في اللفظ ؛ لأنه من الفقه في التوحيد الذي يخفى على كثير من أهل العلم فضلاً عن غيرهم ، أن الشرك له أقسام كثيرة ، والذي يهمنا الآن هو التفصيل الآتي : شرك اعتقادي ، وشرك لفظي ، فحينما نهى الرسول - عليه الصلاة والسلام - أولئك وقال لهم : ( السيد الله ) خشي عليهم أن يقعوا في الشرك اللفظي ، أي : أن يقولوا لفظًا يمكن أن يطلق على الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، لكن المعنى الحقيقي له إنما هو لله تبارك وتعالى ، فبيانًا لهذه الحقيقة قال : ( السيد الله ) وبيانًا للسيادة اللائقة به - عليه الصلاة والسلام - ، التي هي دون ودون ودون - أكرر ملايين ( دون ) - سيادة الله الحقيقية ، هي هذه السيادة التي قال : ( أنا سيد الناس يوم القيامة ، أنا سيد ولد آدم ) . فبناء على هذا التفصيل : إذا قال المسلم في بعض الأحيان : سيدنا رسول الله ، وهو إنما يعني السيادة اللائقة به ، وهو نبي مصطفىً مخلوق ، فهذا جائز بلا شك ؛ لأنه سيد حقًاؤ، لكن إذا قال : سيدنا ، وضمن هذه اللفظة معنىً فوق مستوى البشر ، فحين ذلك يقال له : السيد الله ، السيادة الحقيقية هي لله عز وجل . ونجد أن الصحابة - رضي الله عنهم - نادرًا ما كانوا يستعملون لفظة السيادة هذه ؛ لأن الغالب عليهم أنهم يقولون : قال رسول الله ، وإنما جاء في حديث موقوف في " سنن ابن ماجة " على ابن مسعود ، أنه ذكر الرسول - عليه الصلاة والسلام - لفظ : ( سيد المرسلين ) ، ومع ذلك ففي السند ضعف . فإذا قال المسلم أحيانًا : قال سيدنا رسول الله ، من باب بيان أن للرسول - عليه الصلاة والسلام - هذه السيادة على جميع البشر - كما سمعتم آنفًا - ؛ فهذا حق ، لكن الغالب أن يقول : قال رسول الله ، قال - عليه الصلاة والسلام - ... كما جرى عليه السلف الصالح ، إلا في العبادات في الأوراد والأذكار التي جاءتنا عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - تعليمًا منه لنا ، فلا يجوز أن ندخل لفظة سيد في ورد من تلك الأوراد ؛ وذلك لأن التعليم النبوي للمسلمين ليس فيه نقص حتى يأتي أحدنا فيستدرك هذا النقص عليه . فالله عز وجل حينما أنزل قوله : إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً . قالوا : ( يا رسول الله ! هذا السلام عليك قد عرفناه ، فكيف الصلاة عليك ؟ ) . قال - عليه الصلاة والسلام - قولوا : ( اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم ... إلخ ) . لم يقل لهم : قولوا : اللهم صلِّ على سيدنا . وهنا أذكر وهمًا شائعًا للتنبيه على خطئه ، يقول بعضهم ، ومع الأسف أنه من أهل العلم : كيف يأمر الرسول الناس أن يقولوا : سيدنا ، وهو رسول الله وهو متواضع ، ولا يليق بتواضعه أن يأمر الناس أن يسودوه ، وأن يقولوا : اللهم صلِّ على سيدنا ؟ هذه غفلة تشبه غفلة المستبيحين للتصوير الفوتوغرافي ، بحجة أن الرسول لا يعرف ما يصير فيما بعد ، ونسوا أن هذا الكلام : ( كل مصور في النار ) ليس من عنده ، وإنما هو من الله ، ونسوا أيضًا أن قول الرسول : ( قولوا : اللهم صلِّ على محمد ) ليس من عنده ، إنما هو من وحي السماء ، فالله هو الذي أمر سيد الناس أن يأمر الصحابة أصالة وسائر الناس تبعًا بأن يقولوا : اللهم صلِّ على محمد ، فلو أن الله عز وجل أراد أن يشرع للناس تسويد الرسول بالصلاة الإبراهيمية ، لكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول للناس : قولوا : اللهم صلِّ على سيدنا محمد ، ويُقَرِّب هذا المعنى ما يأتي : تُرَى لما علمنا الرسول - عليه الصلاة والسلام - التحيات ، وقال : ( إذا جلس أحدكم في التشهد فليقل : التحيات لله ) هل هذا تعظيم لنفسه أم تعظيم لربه ؟ لا شك أنه تعظيم لربه ، فهل يجوز لنا أن نقول : التحيات لله تعالى ، التحيات لله عز وجل ؟ هذا كله تعظيم لله عز وجل ؟ ومع ذلك لا يجوز بهذه الصيغة ؟ لأن هذا التعليم كامل أولاً ، ثم هو من الله الذي أمرنا أن نعظمه ونبجله في صلاتنا بهذه الألفاظ : التحيات لله والصلوات والطيبات ، فلو أراد الله زيادة التبجيل له لزاد هذه الألفاظ وعلمنا الرسول - عليه السلام - ، وهذا كهذا ، كما أنه لا يجوز للمصلي أن يقول : التحيات لله تبارك وتعالى ، والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته وتحياته وسلامه ...إلخ . كذلك لا يجوز أن يقول : اللهم صلِّ على سيدنا محمد ... إلخ . والسر في هذا أن الأذكار توقيفية ، أي : التعليم من الله للرسول ، والرسول بدوره للأمة ، لذلك لا يجوز أن نقول : إن الرسول تواضعًا منه لم يقل : قولوا : اللهم صلِّ على سيدنا ، وإنما نقول : إن كان الله أوحى إليه بلفظة ( سيدنا ) فما كان لرسول الله أن يكتم وحي السماء بحجة التواضع ، وإن كان الله لم يوحِ إليه بذلك ؛ فأحرى وأحرى ألا يجوز لنا أن نزيد شيئًا لم يوحَ به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من السماء . فهذا جواب زيادة سيادة الرسول - عليه الصلاة والسلام - له سيادته اللائقة التي فضل بها على الناس جميعًا ، ولكن نقول أحيانًا : سيدنا رسول الله ، تخصيصًا لهذه السيادة ، ولكن لا نزيد هذه اللفظة في الأوراد التي علمناها الرسول - عليه الصلاة والسلام - . الإمام المحدث محمد بن نوح الألباني
محاضرة بعنوان : ( مقتطفات من السيرة النبوية ) نقلا من شبكة السحاب السلفية |
#2
|
||||
|
||||
هل يجوز ذكر السيادة للرسول صلى الله عليه وسلم في الصلاة عليه سواء في التشهد أو خلافه
هل يجوز ذكر السيادة للرسول صلى الله عليه وسلم في الصلاة عليه سواء في التشهد أو خلافه
السؤال: هذه رسالة من السائل يوسف سيد أحمد من ليبيا سبها له عدة أسئلة في رسالته سؤاله الأول يقول فيه هل يجوز ذكر السيادة للرسول صلى الله عليه وسلم في الصلاة عليه سواء في التشهد أو خلافه وما هو الأفضل ذكرها أم تركها وهل يجوز التوسل به صلى الله عليه وسلم أم لا؟
الجواب الشيخ: الجواب عن السؤال الذي عرض علينا في هذه الحلقة وهو تسويد الرسول صلى الله عليه وسلم عند الصلاة عليه فإننا نقول لا ريب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد ولد الخلق سيد ولد آدم وأنه له السيادة المطلقة عليهم لكنها السيادة البشرية سيادة بشر على بشر أما السيادة المطلقة فإنها لله عز وجل فالرسول عليه الصلاة والسلام سيد ولد آدم في الدنيا والآخرة وهو إمامهم عليه الصلاة والسلام ويجب على المؤمن أن يعتقد ذلك في رسوله صلى الله عليه وسلم أما زيادة سيدنا في الصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم فإنها إن أردنا الألفاظ التي ورد بها النص لا ينبغي ذكرها إذا كانت لم تذكر لأن الصيغة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم في صفة الصلاة عليه هي أحسن الصيغ وأولاها بالاتباع أما إذا كان يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم صلاة مطلقة فإنه لا بأس أن يقول صلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن مثلاً لا بأس أن يقولها لأن النبي صلى الله عليه وسلم له السيادة على البشر ولكننا في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد لا نزيدها لأنها لم ترد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فنقول السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ولا نقول السلام عليك سيدنا أيها النبي ونقول اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد ولا نقول اللهم صلي على سيدنا محمد بل ولا نقول اللهم صلي على نبينا محمد بل نقول اللهم صلى على محمد كما جاء به النص هذا هو الأولى والأفضل المصدر موقع الشيخ العثيمين رحمه الله |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|