[صوتي] هل تشترط أن تصلى صلاة التوبة قبل الست ساعات؟

بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال من المغرب
هل تشترط أن تصلى صلاة التوبة قبل الست ساعات؟
أجاب الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله

التفريغ

يقصدُ هو حديث الملك الذِّي على الشِّمال يُمهلُ ستّ ساعاتٍ فإذا تابَ لا يكتبها، يكفي أن يتوبَ من غيرِ صلاةِ توبةٍ، هذه صلاةُ توبةٍ تأكيدٌ على التَّوبةِ ومحوٌ للذَّنب وتأكيدٌ في محوِ الذَّنبِ، وإلَّا الإنسان لو تابَ من غير صلاةِ التَّوبةِ غُفِرَ له لكن أثرُ التَّوبة مع الصَّلاةِ أنفعُ من التَّوبةِ من غير صلاةٍ.

لا شكَّ أنَّك أحيانًا تمضي في المكان، تمشي في المكان، فتسقط في أوحالٍ من الطِّينِ، خد بالك ذنب مع أنَّه ما لك ذنب، تخرج تجدُ آثار على ثوبكَ فيحصلُ لك غمٌّ من آثارِ الطِّينِ الذِّي لطَّخ بثيابك ونحو ذلك مع أنَّه لا ذنب لك ما رأيت الحفرة فسقطت وإلَّا لا؟، طيِّب؛ الذُّنوب كأن ينظر الرَّجلُ الصَّالحُ إلى امرأةٍ لا تحلُّ له، نعم، أو يغتابَ إنسان في المجلسِ، ذنبٌ، لطَّخَ بدنه وحصل منه غمٌّ بعده ، حرارةٌ في القلبِ لأنَّه ذنبٌ { وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي الصَّدْرِ }، فلو قال "اللَّهم إنِّي تُبتُ إليك" تاب الله عليه لكن تحسُّ أنَّه يبقى بعض الآثار، نعم، تحسُّ، فلعلَّه يُذهِبُ تلك الآثار أن تقوم تتوضَّأ كما توضَّأ النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم وتُقبِلُ على الصَّلاةِ بقلبكَ وتتوبَ فحينئذٍ تخفُّ هذه الآثار التِّي تعقُبُ الذَّنبَ الذِّي تُبتَ منهُ، وهذا يُعينك على استمرارك في العملِ الصَّالحِ لأنَّه إذا بقيت الآثارُ هذه، وإن كان الله غَفَرَ لك، فقد يحصُلُ لك تكاسُلٌ عن العملِ، فالصَّلاةُ بعدَ الذَّنبِ بطهارةٍ كاملةٍ على الوجه الذِّي تطهَّره عثمان كما جاء في صحيح البخاري يُعينك على محوِ أَثَرِ الذَّنبِ أبلغَ ما يكون.