عرض مشاركة واحدة
  #66  
قديم 02-02-2015, 08:56PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





القول المفيد على كتاب التوحيد

باب: ما جاء في الإقسام على الله

ج / 2 ص -497- باب: ما جاء في الإقسام على الله


الإقسام: مصدر أقسم يقسم إذا حلف. والحلف له عدة أسماء، هي: يمين، وألية، وحلف، وقسم، وكلها بمعنى واحد، قال تعالى: {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ}1 وقال: {لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ}2 ; أي: يحلفون، وقال: {لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ}3 وقال تعالى: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ}4 وقال تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ}5.


واختلف أهل العلم في "لا" في قوله: "لا أقسم" ; فقيل: إنها نافية على الأصل، وإن معنى الكلام: لا أقسم بهذا الشيء على المقسم به; لأن الأمر أوضح من أن يحتاج إلى قسم، وهذا فيه تكلف; لأن من قرأ الآية عرف أن مدلولها الإثبات لا النفي. وقيل: إن "لا" زائدة، والتقدير أقسم. وقيل: إن "لا" للتنبيه، وهذا بمعنى الثاني; لأنها من حيث الإعراب زائدة. وقيل: إنها نافية لشيء مقدر; أي: لا صحة لما تزعمون من انتفاء البعث، وهذا كما في قوله تعالى: {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}6 فيه شيء من التكلف، والصواب أنها زائدة للتنبيه.


والإقسام على الله:
أن تحلف على الله أن يفعل، أو تحلف عليه أن لا يفعل، مثل: والله; ليفعلن الله كذا، أو والله; لا يفعل الله كذا.


والقسم على الله ينقسم إلى أقسام:
الأول: أن يقسم بما أخبر الله به ورسوله من نفي أو إثبات; فهذا لا



1 سورة الواقعة آية: 75.
2 سورة البقرة آية: 226.
3 سورة البقرة آية: 225.
4 سورة التوبة آية: 62.
5 سورة النور آية: 53.
6 سورة القيامة آية: 1.


ج / 2 ص -498-


بأس به، وهذا دليل على يقينه بما أخبر الله به ورسوله، مثل: والله; ليشفعن الله نبيه في الخلق يوم القيامة، ومثل: والله; لا يغفر الله لمن أشرك به.
الثاني: أن يقسم على ربه لقوة رجائه وحسن الظن بربه; فهذا جائز لإقرار النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في قصة الربيع بنت النضر عمة أنس بن مالك رضي الله عنهما، ""حينما كسرت ثنية جارية من الأنصار، فاحتكموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالقصاص، فعرضوا عليهم الصلح، فأبوا، فقام أنس بن النضر، فقال: أتكسر ثنية الربيع؟ والله يا رسول الله لا تكسر ثنية الربيع، وهو لا يريد به رد الحكم الشرعي فقال الرسول صلى الله عليه وسلم يا أنس! كتاب الله القصاص" يعني: السن بالسن. قال: والله; لا تكسر ثنية الربيع"، وغرضه بذلك أنه لقوة ما عنده من التصميم على أن لا تكسر ولو بذل كل غال ورخيص أقسم على ذلك.


فلما عرفوا أنه مصمم ألقى الله في قلوب الأنصار العفو فعفوا; فقال النبي صلى الله عليه وسلم "إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره"1 فهو لقوة رجائه بالله وحسن ظنه أقسم على الله أن لا تكسر ثنية الربيع; فألقى الله العفو في قلوب هؤلاء الذين صمموا أمام الرسول صلى الله عليه وسلم على القصاص; فعفوا وأخذوا الأرش.


فثناء الرسول صلى الله عليه وسلم عليه شهادة بأن الرجل من عباد الله، وأن الله أبر قسمه ولين له هذه القلوب، وكيف لا وهو الذي قال: بأنه يجد ريح الجنة دون أحد، ولما استشهد وجد به بضع وثمانون ما بين ضربة بسيف أو



1 أخرجه: البخاري في (الصلح, باب الصلح في الدية, 2/269), ومسلم في (القسامة, باب إثبات القصاص في الأسنان, 3/1302); عن أنس رضي الله عنه.


ج / 2 ص -499- عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان،....


طعنة برمح، ولم يعرفه إلا أخته ببنانه1 وهي الربيع هذه، رضي الله عن الجميع وعنا معهم.
ويدل أيضا لهذا القسم قوله صلى الله عليه وسلم "رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره"2.
القسم الثالث: أن يكون الحامل له هو الإعجاب بالنفس، وتحجر فضل الله عز وجل وسوء الظن به تعالى; فهذا محرم، وهو وشيك بأن يحبط الله عمل هذا المقسم، وهذا القسم هو الذي ساق المؤلف الحديث من أجله.


مناسبة الترجمة لكتاب التوحيد
أن من تأَلَّى على الله عز وجل فقد أساء الأدب معه وتحجر فضله وأساء الظن به، وكل هذا ينافي كمال التوحيد، وربما ينافي أصل التوحيد; فالتالي على من هو عظيم يعتبر تنقصا في حقه.
قوله: "قال رجل"- يحتمل أن يكون الرجل الذي ذكر في حديث أبي هريرة الآتي أو غيره-: "والله; لا يغفر الله لفلان": هذا يدل على



1 أخرجه: البخاري في (الجهاد, باب قول الله- عز وجل-: من المؤمنين رجال صدقوا , 6/21), ومسلم في (الإمارة, باب ثبوت الجنة للشهيد, 3/1512).
2 أخرجه: مسلم في (البر والصلة, باب فضل الضعفاء والخاملين, 4/2024); عن أبي هريرة رضي الله عنه.


ج / 2 ص -500- فقال الله عز وجل من ذا الذي يتألَّى علي أن لا أغفر لفلان؟ إني


اليأس من روح الله، واحتقار عباد الله عند هذا القائل، وإعجابه بنفسه. والمغفرة: ستر الذنب والتجاوز عنه، مأخوذة من المغفر الذي يغطى به الرأس عند الحرب، وفيه وقاية وستر.


قوله: "من ذا الذي يتأبى علي أن لا أغفر لفلان"1 "من": اسم استفهام مبتدأ، "ذا": ملغاة، "الذي": اسم موصول خبر مبتدأ، "يتألى": يحلف; أي: من ذا الذي يتحجر فضلي ونعمتي أن لا أغفر لمن أساء من عبادي، والاستفهام للإنكار. والحديث ورد مبسوطا في حديث أبي هريرة2 أن هذا الرجل كان عابدا وله صاحب مسرف على نفسه، وكان يراه على المعصية، فيقول: أقصر. فوجده يوما على ذنب، فقال: أقصر. فقال: خلني وربي; أبعثت علي رقيبا؟ فقال: والله; لا يغفر الله لك.


وهذا يدل على أن المسرف عنده حسن ظن بالله ورجاء له، ولعله كان يفعل الذنب ويتوب فيما بينه وبين ربه; لأنه قال: خلني وربي، والإنسان إذا فعل الذنب ثم تاب توبة نصوحا ثم غلبته عليه نفسه مرة أخرى; فإن توبته الأولى صحيحة، فإذا تاب ثانية فتوبته صحيحة; لأن من شروط التوبة أن يعزم أن لا يعود، وليس من شروط التوبة أن لا يعود.


وهذا الرجل الذي قد غفر الله له; إما أن يكون قد وجدت منه أسباب المغفرة بالتوبة، أو أن ذنبه هذا كان دون الشرك فتفضل الله عليه فغفر له، أما لو كان شركا ومات بدون توبة; فإنه لا يغفر له; لأن الله يقول: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ}3.



1 مسلم: البر والصلة والآداب (2621).
2 سيأتي (ص502).
3 سورة النساء آية: 116.


ج / 2 ص -501- قد غفرت له وأحبطت عملك" رواه مسلم1.

ـ
قوله: "وأحبطت عملك": ظاهر الإضافة في الحديث: أن الله أحبط عمله كله; لأن المفرد المضاف الأصل فيه أن يكون عاما. ووجه إحباط الله عمله على سبيل العموم -حسب فهمنا والعلم عند الله-: أن هذا الرجل كان يتعبد لله وفي نفسه إعجاب بعمله، وإذلال بما عمل على الله كأنه يمن على الله بعمله، وحينئذ يفتقد ركنا عظيما من أركان العبادة; لأن العبادة مبنية على الذل والخضوع; فلا بد أن تكون عبدا لله عز وجل بما تعبدك به وبما بلغك من كلامه، وكثير من الذين يتعبدون لله بما تعبدهم به قد لا يتعبدون بوحيه، لأنه قد يصعب عليهم أن يرجعوا عن رأيهم إذا تبين لهم الخطأ من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويحرفون النصوص من أجله، والواجب أن تكون لله عبدا فيما بلغك من وحيه، بحيث تخضع له خضوعا كاملا حتى تحقق العبودية.


ويحتمل معنى "أحبطت عملك"; أي: عملك الذي كنت تفتخر به على هذا الرجل، وهذا أهون; لأن العمل إذا حصلت فيه إساءة بطل وحده دون غيره، لكن ظاهر حديث أبي هريرة يمنع هذا الاحتمال، حيث جاء فيه أن الله تعالى قال: اذهبوا به إلى النار.


ونظير هذا مما يحتمل العموم والخصوص قوله صلى الله عليه وسلم في حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده فيمن منع الزكاة: "فإنا آخذوها وشطر ماله عزمه من عزمات ربنا"2 فقوله: "وشطر ماله"; هل المراد جميع ماله،



1 أخرجه: مسلم في (البر والصلة, باب النهي عن تقنيط الإنسان من رحمة الله, 4/2023).
2 أخرجه: أحمد في "المسند" (5/2, 4), وأبو داود في (الزكاة, باب زكاة السائمة, 2/233), والنسائي في (الزكاة, باب عقوبة مانع الزكاة, 5/15), والدارمي في (الزكاة, باب ليس في عوامل الإبل صدقة, 1/396), والحاكم في (الزكاة, 1/398)- وصححه على شرطهما, ووافقه الذهبي-. وقال ابن قدامة في "المغني" (4/7): "وسئل -أي أحمد- عن إسناده; فقال: هو عندي صالح الإسناد).


ج / 2 ص -502- وفي حديث أبي هريرة أن القائل رجل عابد. قال أبو هريرة: "تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته"1.


أو ماله الذي منع زكاته؟ يحتمل الأمرين; فمثلا: إذا كان عنده عشرون من الإبل، فزكاتها أربع شياه، فمنع الزكاة; فهل نأخذ عشرا من الإبل فقط مع الزكاة، أو إذا كان عنده أموال أخرى من بقر وغنم ونقود نأخذ نصف جميع ذلك مع الزكاة؟ اختلف في ذلك: فقيل: نأخذ نصف ماله الذي وقعت فيه المخالفة. وقيل: نأخذ نصف جميع المال. والراجح أنه راجع إلى رأي الإمام حسب المصلحة، فإن كان أخذ نصف المال كله أبلغ في الردع; أخذ نصف المال كله، وإلا; أخذ نصف المال الذي حصلت فيه المخالفة.
قوله: "تكلم بكلمة": يعني قوله: والله; لا يغفر الله لك.


قوله: "أوبقت": أي: أهلكت، ومنه حديث: "اجتنبوا السبع الموبقات"2 أي: المهلكات.
قوله: "دنياه وآخرته": لأن من حبط عمله; فقد خسر الدنيا والآخرة.



1 أخرجه: ابن المبارك في "الزهد" (900), وأحمد (2/323), وأبو داود في (الأدب, باب في النهي عن البغي, 5/207), والبغوي في "شرح السنة" (14/384, 385), وابن أبي الدنيا في "حسن الظن بالله" (45). وفي "شرح الطحاوية" (2/436): "وإسناده حسن".
2 سبق (1/505).



ج / 2 ص -503- فيه مسائل:
الأولى: التحذير من التألي على الله.
الثانية: كون النار أقرب إلى أحدنا من شراك نعله.
الثالثة: أن الجنة مثل ذلك.


أما كونها وأبقت آخرته; فالأمر ظاهر; لأنه من أهل النار والعياذ بالله، وأما كونها وأبقت دنياه; فلأن دنيا الإنسان حقيقة هي ما اكتسب فيها عملا صالحا، وإلا; فهي خسارة، قال تعالى: {وَالْعَصْرِ إِنَّ الأِنْسَانَ لَفِي خُسْر ٍالاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}1، وقال: {قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}2، فمن لم يوفق للإيمان والعمل الصالح; فقد خسر دنياه حقيقة; لأن مآلها للفناء، وكل شيء فإن فكأنه لم يوجد، واعتبر هذا بما حصل لك مما سبق من عمرك تجده مَرّ عليك وكأنه لم يكن، وهذا من حكمة الله عز وجل لئلا يركن إلى الدنيا.


وقوله: "قال أبو هريرة": يعني في الحديث الذي أشار إليه المؤلف رحمه الله.


فيه مسائل:

الأولى:
التحذير من التألي على الله لقوله: "من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان"3 وكونه أحبط عمله بذلك.
الثانية: كون النار أقرب إلى أحدنا من شراك نعله.
الثالثة: أن الجنة مثل ذلك: هاتان المسألتان اللتان ذكرهما



1 سورة آية: 1-3.
2 سورة الزمر آية: 15.
3 مسلم: البر والصلة والآداب (2621).


ج / 2 ص -504- الرابعة: فيه شاهد لقوله: " إن الرجل ليتكلم بالكلمة..." إلى آخره.


المؤلف تؤخذان من حبوط عمل المتألي والمغفرة للمسرف على نفسه، ثم أشار إلى حديث رواه البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك"1 ويقصد بهما تقريب الجنة أو النار، والشراك: سير النعل الذي يكون بين الإبهام والأصابع.


الرابعة: فيه شاهد لقوله: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة..." إلى آخره: يشير المؤلف إلى حديث: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يرى أن تبلغ حيث بلغت يهوي بها في النار سبعين خريفا"2 أو "أبعد مما بين المشرق والمغرب3 "، وهذا فيه الحذر من مزلة اللسان فقد يسبب الهلاك، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم "من يضمن لي ما بين لَحْيَيه وما بين رجليه أضمن له الجنة"4 وقال لمعاذ: "كف عليك هذا -يعني لسانه-. قلت: يا رسول الله! وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يكب الناس في النار على وجوههم -أو قال: على مناخرهم- إلا حصائد ألسنتهم؟!"5.



1 البخاري: الرقاق (6488) , وأحمد (1/387 ,1/413 ,1/442).
2 أخرجه: أحمد (2/ 297, 355), والترمذي في (الزهد, باب فيمن تكلم بكلمة ليضحك بها الناس, 7/76)- وقال: "حسن غريب", وابن ماجه في (الفتن, باب كف اللسان في الفتنة, 2/1313); عن أبي هريرة رضي الله عنه.


3 حديث أبي هريرة, ولفظه عند مسلم: "إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب". أخرجه: البخاري في (الرقاق, باب حفظ اللسان, 4/186), ومسلم في (الزهد, باب التكلم بكلمة يهوي بها في النار, 4/2290).
4 أخرجه: البخاري في الموضع السابق (4/186); عن سهل بن سعد رضي الله عنه.
5 أخرجه: البخاري في "خلق أفعال العباد" (ص 73), والحاكم (4/286, 287)- وصححه على شرطهما, ووافقه الذهبي-; عن عبادة بن الصامت. وأخرجه: أحمد (5/231), والترمذي في (الإيمان, باب ما جاء في حرمة الصلاة, 7/270)- وقال: "حسن صحيح"-, وابن ماجه في (الفتن, باب كف اللسان في الفتنة, 2/1314), والجصاص في "أحكام القرآن" (3/353); من طريق أبي وائل, عن معاذ. وأخرجه: أحمد (5/233), والطيالسي (560), والنسائي في "الكبرى"; كما في "تحفة الأشراف" (8/410); من طريق الحكم بن عتيبة, عن عروة بن النزال, عن معاذ. وأخرجه: أحمد (5/236); من طريق شهر بن حوشب, عن عبد الرحمن بن غنم, عن معاذ. وانظر: "جامع العلوم والحكم" شرح حديث (رقم 29), و "الترغيب" للمنذري (3/529).



ج / 2 ص -505- الخامسة: أن الرجل قد يغفر له بسبب هو من أكره الأمور إليه.


ولا سيما إذا كانت هذه الزلة ممن يقتدى به; كما يحدث من دعاة الضلال والعياذ بالله; فإن عليه وزره ووزر من تبعه إلى يوم القيامة.
الخامسة: أن الرجل قد يغفر له بسبب هو من أكره الأمور إليه: فإنه قد غفر له بسبب هذا التأنيب، وهذه لم تظهر لي من الحديث ولعلها تؤخذ من قوله: "قد غفرت له". ولا شك أن الإنسان قد يغفر له بشيء هو من أكره الأمور إليه، مثل الجهاد في سبيل الله، قال تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ}1.


1 سورة البقرة آية: 216.





المصدر :

كتاب
القول المفيد على كتاب التوحيد

رابط التحميل المباشر


http://waqfeya.com/book.php?bid=1979




رد مع اقتباس