عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-07-2006, 03:48PM
طارق بن حسن طارق بن حسن غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
المشاركات: 91
افتراضي >>حكومة خادم الحرمين الشريفين بذلت جهوداً جبارة لمحاصرة الإرهاب وملاحقة القائمين عليه

الاستراتيجية الأمنية والفكرية قادت التجربة السعودية للنجاح بمكافحة الإرهاب

محمد سيد - القاهرة

أكد خبراء استراتيجيون عرب بالقاهرة أن المملكة استطاعت القضاء على الإرهاب بشكل شبه نهائى ، وقد بذلت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز جهوداً جبارة لمحاصرة الإرهاب وملاحقة القائمين عليه واحباط العديد من العمليات الإرهابية قبل وقوعها .

واضافوا في استطلاع أجرته ''المدينة'' أن التجربة السعودية في مكافحة الإرهاب كانت من أنجح التجارب العربية في السنوات الماضية ، وأنها أصبحت مؤهلة لتكون القاعدة الأساسية للقضاء على الإرهاب نهائيا في البلدان العربية ، وأوضحوا أن المملكة استخدمت سياسة '' العصا والجزرة '' في مكافحة الظاهرة وذلك من خلال المواجهة الأمنية والتقويم الدينى للشباب المغرر به فكرياً ، وأوضحوا أن دعوة خادم الحرمين لإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب تعد خطوة عملية لمواجهة كافة أنواع العنف واستئصال شأفة الإرهاب واقتلاعه من جذوره .. وفيما يلى نتائج الاستطلاع :

التنسيق والتعاون الدولي

يشير اللواء جمال مظلوم مستشار مركز الخليج للدراسات الإستراتيجية بالقاهرة إلى أن للمملكة أدواراً تاريخية في مكافحة الإرهاب قبل استفحاله عالميا وهى تعمل دائماً على مساندة كل الجهود الإقليمية والعالمية لمحاربة الإرهاب ، وأن المملكة قبل أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001 كان لها دور ريادى عالمى ورائد في تجميع البلدان العربية لمحاربة الإرهاب ، كما أنها قامت بالتنسيق وتبادل المعلومات الخاصة بالإرهاب مع الدول الصديقة ، فالدور الذى تقوم به المملكة الآن ليس جديداً فهى تعمل منذ زمن بعيد في مساع دؤوبة للقضاء على الإرهاب ، وكانت تقف في طليعة الدول التى حذرت من مخاطر تنامى الإرهاب عالمياً بعد أن تفاقم خلال العقد الأخير ، وأصبح يمثل ظاهرة كونية تتطلب تحركاً واعياً من المجتمع الدولي وفق استراتيجية منظمة ، موضحاً أن المملكة تؤكد دائماً أن مكافحة الإرهاب ليست من جانب واحد أو قوة بذاتها ، وإنما يجب أن تتم المواجهة في إطار من الشرعية الدولية التى تستهدف وضع أسس واضحة يلتزم بها المجتمع الدولي في مواجهة الإرهاب.

اقتراح خادم الحرمين

ويوضح أن المملكة لم تكتف بمواجهة ظاهرة الإرهاب بل طالبت المجتمع الدولي بالوقوف في مواجهة هذا الخطر الكامن الذى صار يهدد كل أحلام البشرية في تحقيق السلام والأمن والاستقرار والتنمية ، ويعد اقتراح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب أكبر دلالة على اهتمام جلالته بقضية مواجهة الإرهاب ، وسعيه نحو إيجاد الحلول العملية لهذه الظاهرة والعمل على تضافر الجهود الدولية لمحاربة تلك الآفة ومعالجة أسبابها المختلفة ، موضحاً أن هذا المركز سيكون بمثابة منظمة عالمية للتدريب وتبادل المعلومات والخبرات والتكنولوجيات والتطور الذى طرأ في مجال آلية مكافحة الإرهاب ، وكان من أهم الأهداف التى نادى بها خادم الحرمين الفصل بين الإرهاب والاديان السماوية من خلال فتح باب الحوار بين الشعوب على اختلاف أديانها ومللها حتى لا تلتصق وصمة الإرهاب بالإسلام .

ويضيف أن الإرهاب لا يقتصر على وطن بعينه وأن مركز مكافحة الإرهاب سوف يعمل على تقديم تقارير ودراسات تقوم برصد مختلف العمليات الإرهابية ، معتمداً في ذلك على الجهد الذى تقوم به بعض المنظمات الايديولوجية مما يدعو إلى تشجيع الاستمرار في هذا الجهد وتشكيل الآلية المناسبة لبحث مشاكل الإرهاب ، والعمل على تسليم ومحاكمة مرتكبى هذه الجرائم ، لافتاً الانتباه إلى أن ظاهرة الإرهاب تعتبر أحد أهم التحديات العالمية التى تجاوزت حدود الدول وقومياتها وثقافاتها ، الأمر الذى يتحتم معه معالجة هذه الظاهرة من جميع جوانبها وجذورها والدوافع المؤدية إليها وما يتطلبه ذلك من توحيد الجهود الدولية وتكثيفها لمكافحة هذه الظاهرة والقضاء عليها من خلال دور الأمم المتحدة والمركز الدولي لمكافحة الإرهاب الذى طالب بإنشائه خادم الحرمين ، مؤكداً أن المليك يمتلك مؤهلات شخصية وخبرات عملية تؤهله لحمل راية الدفاع عن الوطن ضد هؤلاء العملاء والجهلاء الذين يسيرون في غفلة وراء الفكر التفجيرى المخرب لأمن وأمن الوطن .

تطويق بؤر الإرهاب

ويرى الخبير الإستراتيجى اللواء عثمان كامل أنه عندما أصيبت المملكة بآفة الإرهاب فإنها لم تقف مكتوفة الأيدى بل سارعت إلى تكثيف وتفعيل أنشطة أجهزتها الأمنية التى فرضت طوقاً حول مناطق البؤر الإرهابية كما كثفت بعد دراسات مستفيضة وجودها الأمنى والدفاعى حول المناطق التى يقطنها الأجانب وقد استفادت المملكة من مختلف تجارب الدول التى كافحت الإرهاب وطورت منظوماتها الدفاعية الداخلية مما يشكل حجر الأساس في المواجهة الأمنية الحقيقية للإرهاب ومقاومته مقاومة عملية ، ونجحت المملكة في حماية حدودها مع الدول المجاورة بما يحول دون تسرب أى تنظيمات أو جماعات إرهابية داخل اراضيها، وقد توصلت الإستراتيجية السعودية في مكافحة الإرهاب لتمضى في عقد بروتوكولات تعاون أمنية وعقدت في هذا السياق المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب والذى كان بوتقة لصهر خبرات العلماء والمفكرين الإستراتيجيين في مكافحة العنف والتطرف .

وقد توجت هذه الجهود بالمفاجأة التى اطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بالدعوة لإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب ، وكانت خطوة عملية.

خطة وقائية

ويقول د.جمال زهران استاذ العلوم السياسية بالقاهرة إن التجربة السعودية في مكافحة الإرهاب استخدمت خططاً سياسية وثقافية وأمنية متوازنة في محاربة الإرهاب ، في مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة ، كما أنها بذلت جهوداً أمنية مكثفة لحماية أرواح الأبرياء من المواطنين والرعايا الأجانب وقد انتبهت المملكة مبكراً لأهمية البحث عن جذور ومنابع الإرهاب العنف التى تولد الإرهاب للأسف باسم الدين ،فجاءت الجهود لتعمل على إعادة تصحيح المفاهيم المغلوطة لدى الشباب وتبرز في هذا السياق أهمية العودة مجدداً لوسطية الإسلام .

ويضيف أن القيادة السعودية تتمتع ببصيرة وفكر بعيد النظر لأنها أدركت أن تحقيق التنمية الاقتصادية بما يقضى على بطالة الشباب ويحارب فراغهم النفسي والفكري والوجداني هو نقطة عملية في إطار استقطاب الشباب مجدداً في بناء المجتمع وعدم تركهم فريسة سهلة لأصحاب الفكر المتطرف ، فكان الاتجاه شرقاً مع الكتلة الآسيوية والإفادة من خبراتها العلمية والتكنولوجية لتطوير وتحديث المجتمع السعودي ، وقد توجت هذه الجهود مؤخراً بتوقيع عدة اتفاقيات للتعاون مع القطب الصيني ومنها اتفاقية للتعاون الدفاعي ، وهذه الخطوة من شأنها أن تزيد قدرات المملكة في حماية حدودها الخارجية كما من شأنها أيضاً الإسهام في تقوية جهودها الداخلية في محاربة الإرهاب .


جريدة المدينة ـ الخميس 27 ربيع الآخر 1427 - الموافق - 25 مايو 2006 - ( العدد 15737
http://www.almadinapress.com/index.a...ticleid=158427
رد مع اقتباس