عرض مشاركة واحدة
  #67  
قديم 11-01-2015, 03:45PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




الملخص في شرح كتاب التوحيد
لفضيله الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان
-حفظه الله ورعاه-





ص -424- باب ما جاء في حماية النبي صلى الله عليه وسلم حمى
التوحيد وسده طرق الشرك

عن عبد الله بن الشِّخِّير -رضي الله عنه- قال: انطلقتُ في وفد بني عامر إلى رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- فقلنا: أنت سيِّدنا. فقال: "السيد الله تبارك وتعالى". فقلنا: وأفضلنا فضلاً، وأعظمنا طولاً.
فقال: "قولوا بقولكم، أو بعض قولكم، ولا يستجرينكم الشيطان"
"1" رواه أبو داود بسند جيِّد.



مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد:
بيان أن التوحيد لا يتم إلا بتجنُّب كل قول يفضي إلى الغلو في المخلوق، ويُخشى منه
الوقوع في الشرك.


التراجم:
ابن الشِّخِّير: بكسر الشين وتشديد الخاء هو: عبد الله بن الشخير بن عوف بن كعب
بن وقدان الحريشيّ أسلم يوم الفتح وله صحبةٌ ورواية.

حماية: حماية الشيء صونُه عما يتطرق إليه من مكروه وأذى.
المصطفى: أي: المختار من الصفوة وهي خالص الشيء.
حِمى التوحيد: صونُه عما يشوبه من الأعمال والأقوال التي


"1" أخرجه أبو داود برقم "4806"، وأحمد في مسنده "4/25".

ص -425- تضاده أو تنقصه.
السيد الله: أي: السُّؤدد التام لله عز وجل، والخلق كلهم عبيد الله.
وأفضلُنا فضلاً: الفضل: الخيرية ضد النقيصة –أي: أنت خيرُنا.
طَولاً: الطوْل: الفضل والعطاء والقدرة والغنى.
قولوا بقولكم: أي: القول المعتاد لديكم ولا تتكلفوا الألفاظ التي تؤدي الغلو.
أو بعض قولكم: أي: أو دعوا بعض قولكم المعتاد واتركوه، تجنباً للغلو.
لا يستجرينكم الشيطان: الجري: الرسول أي: لا يتخذكم جَرِيّاً أي: وكيلاً له ورسولاً.



المعنى الإجمالي للحديث:
لما بالغ هذا الوفد في مدح النبي –صلى الله عليه وسلم- نهاهم عن ذلك؛ تأدباً مع الله
وحمايةً للتوحيد، وأمرهم أن يقتصروا على الألفاظ التي لا غلوّ فيها ولا محذور؛ كأن
يدعوه بمحمد رسول الله كما سماه الله عز وجل.


مناسبة الحديث للباب:
أن فيه النهي عن الغلو في المدح واستعمال الألفاظ المتكلفة التي ربّما توقع في الشرك.


ما يستفاد من الحديث:
1- تواضعه –صلى الله عليه وسلم- وتأدبه مع ربه.
2- النهي عن الغلو في المدح ومواجهة الإنسان به.
3- أن السُّؤدد حقيقةٌ لله سبحانه، وأنه ينبغي ترك المدح بلفظ السيد.
4- النهي عن التكلف في الألفاظ وأنه ينبغي الاقتصاد في المقال.
5- حماية التوحيد عما يخل به من الأقوال والأعمال.



ص -426- وعن أنس -رضي الله عنه- أن ناساً قالوا: يا رسول الله، يا خيرنا وابن خيرنا،
وسيدنا، وابن سيدنا. فقال: "يا أيها الناس، قولوا بقولكم، ولا يستهوينَّكم الشيطان،
أنا محمدٌ عبد الله ورسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل"
"1".
رواه النسائي بسند جيد.


يا خيرَنا: أي: أفضلنا.
يستهوينكم الشيطان: أي: يُزين لكم هواكم، أو يذهب بعقولكم.


المعنى الإجمالي للحديث:
كره –صلى الله عليه وسلم- مدحَه بهذه الألفاظ ونحوها؛ لئلا يكون ذلك وسيلةً إلى الغلو
فيه والإطراء؛ لأنه قد أكمل الله له مقامَ العبودية، فصار يكره أن يُبالغ في مدحه؛ صيانةً
لهذا المقام، وإرشاداً للأمة إلى ترك ذلك؛ نصحاً لهم وحماية للتوحيد.
وأرشدهم أن يصفوه بصفتين هما أعلى مراتب العبد، وقد وصفه الله بهما في مواضع وهما: عبد الله
ورسوله، ولا يريد أن يرفعوه فوق هذه المنزلة التي أنزله الله إياها.


مناسبة الحديث للباب:
أنه –صلى الله عليه وسلم- نهى أن يُمدح بغير ما وصفه الله به؛


"1" أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة برقم "248، 249"، وأحمد في مسنده
"3/153، 241".

ص -427- صيانةً للتوحيد وسداً لباب الغلو المُفضي إلى الشرك.


ما يستفاد من الحديث:
1- النهي عن الغلو في المدح، وتكلف الألفاظ في ذلك؛ لئلا يفضي إلى الشرك.
2- تواضعه –صلى الله عليه وسلم- وحرصه على صيانة العقيدة عما يخل بها.
3- أنه عبد الله ورسوله، وليس له من الأمر شيء؛ والأمر كله لله سبحانه.
4- التحذير من كيد الشيطان؛ وأنه قد يأتي من طريق الزيادة على الحد المشروع.





المصدر :


http://ia600304.us.archive.org/34/it...mskt2/mskt.pdf





رد مع اقتباس