عرض مشاركة واحدة
  #30  
قديم 10-01-2015, 10:59PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




الملخص في شرح كتاب التوحيد
لفضيله الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان
-حفظه الله ورعاه-



ص -236- باب ما جاء في التنجيم

قال البخاري في صحيحه: قال قتادة: "خلق الله هذه النجوم لثلاث: زينة للسماء، ورجوماً
للشياطين، وعلامات يُهتدى بها. فمن تأول فيها غير ذلك أخطأ وأضاع نصِيْبَه، وتكلّ‍ف
ما لا علم له به""1" انتهى.



مناسبة الباب لكتاب التوحيد:
لمّا كان بعض التنجيم باطلاً، لِما فيه من دعوى مشاركة الله في علم الغيب، وتعلُّق القلب
بغير الله، ونسبة التصرف إلى النجوم، وذلك ينافي التوحيد، ناسب أن يُعقد له بابٌ هنا يبين
فيه الممنوع والجائز منه، ليكون المسلم على بصيرةٍ من ذلك.

ما جاء في التنجيم: أي: ذكرُ ما يجوز منه وما لا يجوز منه وذمُّه وتحريمه وما ورد من الوعيد فيه.
والتنجيم هو: الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية، وهو ما يسمّى بعلم التأثير.

قال البخاري في صحيحه: أي: تعليقاً.
خلق الله النجوم لثلاثٍ: هذا مأخوذٌ من القرآن الكريم.
زينةً للسماء: إشارة إلى قوله تعالى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ} [الملك: 5].
ورجوماً للشياطين: إشارة إلى قوله تعالى: {وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ} [الملك: 5].

"1" أخرجه البخاري معلقاً في كتاب بدء الخلق، باب في النجوم "ص 614" ط بيت
الأفكار الدولية.


ص -237- وعلامات: أي دلالات على الجهات والبلدان وغير ذلك.
يُهتدى بها: أي: يهتدي بها الناس إشارة إلى قوله تعالى:
{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ
بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}
[الأنعام: 97].
فمن تأول فيها غير ذلك: أي: من زعم فيها غير ما ذكره الله تعالى في هذه الثلاث
فادعى علم الغيب.
فقد أخطأ: حيث تكلم رجماً بالغيب.
وأضاع نصيبه: أي: حظّه من عمره؛ لأنه اشتغل بما لا فائدة فيه، بل فيه مضرّة.


المعنى الإجمالي للأثر:
أن قتادة رحمه الله يذكر الحكمة التي خلق الله من أجلها النجوم –كما ذكره الله في كتابه-
رداً على الذين ظهروا في عصره، ويعتقدون في النجوم غير ما ذكره خالقها في كتابه. وهؤلاء
قالوا بلا علمٍ، وأفنوا أعمارهم فيما يضرّهم، وكلّفوا أنفسهم ما ليس في مقدورها الحصول
عليه. وهكذا كل من طلب الحق من غير الكتاب والسنة.


مناسبة الأثر للباب:
أن فيه بيان الحكمة في خلق النجوم –كما ذكرها الله في كتابه- والرد على من زعم في
النجوم حكمةً تخالف ما ذكره الله فيها.


ما يستفاد من الأثر:
1- بيان الحكمة في خلق النجوم كما دلّ عليها القرآن.
2- الرد على من زعم أن النجوم خُلقت لحكمة غير ما ذكر الله فيها.
3- أنه يجب الرجوع إلى كتاب الله؛ لبيان الحق من الباطل.
4- أن من طلب الهدى من غير الكتاب والسنة فقد الصواب وضيّع وقته وتكلّف ما لا
قدرة له في الوصول إليه.

ص -238- وكره قتادة تعلم منازل القمر، ولم يرخص ابن عيينة فيه. ذكره حرب عنهما،
ورخص في تعلم المنازل أحمد وإسحاق.

التراجم:
1- ابن عيينة: أي: سفيان بن عيينة.
2- حربٌ: أي: حربٌ الكرمانيّ من جلة أصحاب أحمد.
3- أحمد: أي الإمام أحمد بن حنبل.
4- وإسحاق: أي: إسحاق بن راهَوَيْه.
منازل القمر: التي ينزل القمر في كل ليلة منزلة منها، وهي ثمانٍ وعشرون منزلة، ومعرفة
ذلك تسمى بعلم التسيير.


الغرض من هذا السياق:
بيان خلاف العلماء في حكم تعلم منازل القمر الذي هو: "علم التسيير" الذي الغرض
منه الاستدلال به على القبلة، وأوقات الصلوات، ومعرفة الفصول. فإذا كان هذا اختلافهم
في هذا النوع الذي لا محذور فيه حسْماً للمادة؛ -لئلا يتوصل إلى الممنوع- فما بالك
بمنعهم من تعلُّم علم التأثير الذي هو ضلالٌ وخطَرٌ.



ص -239- وعن أبي موسى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "ثلاثة لا يدخلون
الجنة: مدمن الخمر، وقاطع الرحم، ومصدِّق بالسحر"
"1" رواه أحمد وابن حبان في صحيحه.


ترجمة أبي موسى: هو أبو موسى الأشعريّ عبد الله بن قيس، صحابي جليل مشهور،
مات بالكوفة سنة 50 هـ.

لا يدخلون الجنة: هذا من نصوص الوعيد التي تُمر كما جاءت.
مدمن الخمر: المداوم على شربها حتى مات ولم يتب.
قاطع الرحم: أي: الذي لا يقوم بواجب القرابة.
ومصدِّقٌ بالسحر: الذي من أنواعه التنجيم، كما مر في الحديث: "من اقتبس شُعبة من
النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر"


المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر –صلى الله عليه وسلم- على وجه التحذير أن ثلاثةً من العصاة لا يدخلون الجنة:

الأول: المداوم على شرب المسكر من أيّ شيء كان.
الثاني: الذي لا يقوم بواجب القرابة التي أمر الله بصلتها.
الثالث: مصدِّقٌ بالسحر الذي يجمع أنواعاً كثيرة وأشكالاً متعددة. ومنها التنجيم.


مناسبة الحديث للباب:
أن فيه وعيد مصدق بالسحر، ومنه التنجيم الذي هو موضوع الباب.


"1" أخرجه أحمد في المسند "4/399" وابن حبان في موارد الظمآن برقم "1380، 1381".


ص -240- ما يستفاد من الحديث:
1- تحريم التنجيم وأنه من الكبائر؛ لأنه داخلٌ في السحر الذي لا يدخل الجنة من
صدّق به.

2- تحريم شرب الخمر والوعيد الشديد في حقّ من مات ولم يتُب من شربها.
3- وجوب صلة القرابة وتحريم قطيعتها.
4- وجوب التكذيب بالسحر بجميع أنواعه.


المصدر :


http://ia600304.us.archive.org/34/it...mskt2/mskt.pdf





رد مع اقتباس