عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 10-01-2015, 05:41PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




الملخص في شرح كتاب التوحيد
لفضيله الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان
-حفظه الله ورعاه-


ص -204- باب بيان شيء من أنواع السحر

قال أحمد: حدّثنا محمد بن جعفر حدّثنا عَوف عن حَيَّان بن العَلَاء حدثنا قَطَن بن قَبِيْصة
عن أبيه، أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم- قال:
"إن العِيَافَة والطَّرْق والطِّيَرة من
الجِبْت""
1".
قال عوف: العيافة: زجر الطير، والطرق: الخط يُخط بالأرض.
والجبت قال: الحسن: رَنّة الشيطان. إسناده جيد.
ولأبي داود والنسائي وابن حبان في صحيحه المسنَدُ منه.


مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد:
أن المصنف رحمه الله لما ذكر في الباب الذي قبل هذا السحر، ذكر في هذا الباب شيئاً من
أنواعه؛ لكثرة وقوعها، وخفائها على الناس، حتى ظنّوها من كرامات الأولياء، وآل بهم الأمر
إلى أن عبدوا أصحابها فوقعوا في الشرك العظيم.


التراجم:
1- أحمد هو: الإمام أحمد بن حنبل.


"1" أخرجه أحمد في المسند "3/477" وأبو داود برقم "3907"، وابن حبان كما
في الموارد برقم "1426".

ص -205- 2- محمد بن جعفر هو: المشهور بغُندُر الهُذَليّ البصري ثقةٌ مشهور.
3- عوف هو: ابن أبي جَميلة المعروف بعوفٍ الأعرابي ثقة.
4- عن أبيه هو: قبيصة بن المُخارق الهلالي صحابي مشهور.
5- الحسن هو: الحسن البصريّ.
زجر الطير: التفاؤل بأسمائها وأصواتها وممرّها.
من الجبت: أي: من أعمال السحر.
يُخط بالأرض: يخطه الرمالون ويدعون به علم الغيب.
الجبت رنّة الشيطان: هذا تفسير للجبت ببعض أفراده. والرنة: الصوت، ويدخل فيه كل أصوات
الملاهي، وأضافه إلى الشيطان لأنه يدعو إليه.
ولأبي دواد... إلخ: أي: أن هؤلاء رَوَوا الحديث واقتصروا على المرفوع منه ولم يذكروا تفسير عوف.


مناسبة الحديث للباب:
بيان أن العِيافة والطرْق والطيَرة من الجبت الذي هو السحر المنافي للتوحيد.


ما يستفاد من الحديث:

1- تحريم ادعاء علم الغيب؛ لأنه ينافي التوحيد.
2- تحريم الطيرة؛ لأنها تنافي التوحيد أو كماله.
3- تحريم الملاهي بأنواعها؛ لأنها تنافي طاعة الله وكمال توحيده.
4- أن الملاهي بأنواعها –من الأغاني والمزامير وسائر آلات اللهو- من رنّة الشيطان الذي
شأنه كله الصد عن سبيل الله.



ص -206- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-:
"من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زادَ ما زادَ"
"1" رواه أبو داود
بإسنادٍ صحيح.


من اقتبسَ: من تعلّم.
شعبة: طائفة وقطعة.
شعبة من السحر: المعلوم تحريمه.
زاد ما زاد: يعني: كلما زاد من علم النجوم زاد له من الإثم مثل إثم الساحر أو زاد من اقتباس
شعب السحر مثل ما زاد من اقتباس علم النجوم.


المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر –صلى الله عليه وسلم- في هذ الحديث خبراً معناه النهيُ والتحذيرُ أن من تعلّم شيئاً
من التنجيم فقد تعلّم شيئاً من السحر المحرّم، وكلما زاد تعلّمه التنجيم زاد تعلمه السحر؛
وذلك لأن التنجيم تحكمٌ على الغيب، بحيث إن المنجم يحاول اكتشاف الحوادث المستقبلة
التي هي من علم الغيب الذي استأثر الله بعلمه.


مناسبة الحديث للباب:
أن النبي –صلى الله عليه وسلم- أخبر فيه أن التنجيم نوعٌ من أنواع السحر.


"1" أخرجه أبو داود برقم "3905" وابن ماجه برقم "3726"، وأحمد في مسنده "1/277، 311".



ص -207- ما يستفاد من الحديث:
1- تحريم التنجيم الذي هو الإخبار عن المستقبل اعتماداً على أحوال النجوم؛
لأنه من ادعاء علم الغيب.
2- أن التنجيم من أنواع السحر المنافي للتوحيد.
3- أنه كلما زاد تعلّمه للتنجيم زاد تعلّمه للسحر.



ص -208- وللنسائي من حديث أبي هريرة: "من عقد عُقدة ثم نفث فيها فقد سَحَر، ومن
سحر فقد أشرك، ومَنْ تعلَّقَ شيئاً وُكل إليه"
"1".

من عقد عقدة: على شكل ما يفعله السحرة من عقدِ الخيوط ونحوها.
ونفَث فيها: النفث هو: النفخ مع ريقٍ وهو دون التفل.
فقد سحَر: أي: فعل السحر المحرم.
ومن سحر فقد أشرك: لأن السحر لا يتأتى بدون الشرك؛ لأنه استعانة بالشياطين.
ومن تعلّق شيئاً وُكل إليه: أي: من تعلق قلبه بشيء واعتمد عليه وكله الله إلى ذلك الشيء وخذله.


معنى الحديث إجمالاً:
يبين –صلى الله عليه وسلم- نوعاً من أنواع السحر وحكمَه، محذراً أمته من تعاطيه.
فيقول: إن من أنواع السحر أن يعقد العقد في الخيوط ونحوها، وينفخ في تلك العُقد نفخاً
مصحوباً بالريق؛ وذلك أن السحرة إذا أرادوا عمل السحر عقدوا الخيوط، ونفثوا على كل عقدةٍ
حتى ينعقد ما يريدون من السحر، فتتكيف نفسه الخبيثة بالشر، ويستعين بالشياطين، وينفخ
في تلك العقد، فيخرج من نفسه الخبيثة نفَسٌ مقترنٌ


"1" أخرجه النسائي، وللجزء الأخير من الحديث شواهد يتقوى بها أخرج الشاهد الترمذي برقم
"2073" وأحمد "4/310، 311" والحاكم "4/216".

ص -209- بالريق الممازج للشر، ويستعين بالشياطين فيصيب المسحورَ بإذن الله الكونيّ
القدريّ.


مناسبة الحديث للباب؛
أن فيه بيان نوع من أنواع السحر، وهو سحر العقد المسمى بالعزيمة.


ما يستفاد من الحديث:
1- بيان نوع من أنواع السحر وهو ما كان بواسطة العقد والنفث.
2- أن السحر شركٌ؛ لأنه استعانة بالشياطين.
3- أن من اعتمد على غير الله خذله الله وأذله.



ص -210- وعن ابن مسعود رضي الله عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال:
"ألا هل أنبئكم ما العَضْهُ؟ هي: النميمة القالةُ بين الناس"
"1". رواه مسلم.


ألا: أداة تنبيه.
أنبئكم: أخبركم.
العضْهُ: بفتح العين وسكون الضاد مصدر عَضَه يعْضَهُ عضْهاً بمعنى كذَب وسحر والمراد به هنا: السحر.
النميمة: نقل الحديث على وجه الإفساد.
القالة: كثرة القول وإيقاع الخصومة بين الناس بما يُحكى للبعض عن البعض.


المعنى الإجمالي للحديث:
أراد –صلى الله عليه وسلم- أن يحذّر أمته عن السعاية بين الناس بنقل حديث بعضهم
في بعض على وجه الإفساد، فافتتح حديثه بصيغة الاستفهام، ليكون أوقع في النفوس وأدعى
للانتباه، فسألهم ما العَضْهُ –أي ما السحر- ثم أجاب عن هذا السؤال –بأن العضه هو نقل
الخصومة بينهم؛ لأن ذلك يفعل ما يفعله السحر من الفساد وتفريق القلوب.


مناسبة الحديث للباب:
أن النبي –صلى الله عليه وسلم- بيّن فيه أن النميمة نوعٌ من أنواع السحر.



"1" أخرجه مسلم برقم "2606".



ص -211- ما يستفاد من الحديث:
1- أن النميمة نوعٌ من أنواع السحر؛ لأنها تفعل ما يفعله السحر من التفريق بين القلوب والإفساد
بين الناس –لا أن النمام يأخذ حكم الساحر من حيثُ الكفر وغيره.
2- تحريم النميمة، وأنها من الكبائر.
3- التعليم على طريقة السؤال والجواب، لأن ذلك أثبتُ في الذهن وأدعى للانتباه.



ص -212- ولهما عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: "إن من البيان لسحراً""1".

البيان: البلاغة والفصاحة.
لسحراً: أي: يعمل عمل السحر، فيجعل الحق في قالب الباطل والباطلَ في قالب الحق،
فيستميل قلوب الجهال.


المعنى الإجمالي للحديث:
يبين –صلى الله عليه وسلم- نوعاً آخر من أنواع السحر وهو: البيان المتمثل في الفصاحة
والبلاغة؛ لما يُحدِثه هذا النوع من أثر في القلوب والأسماع؛ حتى ربما يصور الحق في صورة
الباطل والباطل في صورة الحق؛ كما يفعل السحر. والمراد ذمّ هذا النوع من البيان الذي
يلبس الحق بالباطل ويموّه على السامع.


مناسبة الحديث للباب:
أن فيه بيانَ نوع من أنواع السحر وهو بعض البيان.


ما يستفاد من الحديث:
1- بيان نوع من أنواع السحر وهو البيان الذي فيه التمويه.
2- ذمّ هذا النوع من البيان –وأما البيان الذي يوضح الحق ويقرره ويبطل الباطل
ويدحضه فهو ممدوح.


"1" أخرجه البخاري برقم "5146" ومسلم برقم "869".



المصدر :


http://ia600304.us.archive.org/34/it...mskt2/mskt.pdf




رد مع اقتباس