بسم الله الرحمن الرحيم
( تطريز رياض الصالحين)
للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ
[156] فالأول : عن أبي هريرةَ ﷺ عن النَّبيّ ﷺ قَالَ : « دَعُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ ، إِنَّمَا أهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَثْرَةُ سُؤالِهِمْ واخْتِلافُهُمْ عَلَى أنْبيَائِهِمْ ، فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْء فَاجْتَنِبُوهُ ، وَإِذَا أمَرْتُكُمْ بشيءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ » . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
هذا الحديث له سبب ، وهو أنه ﷺ خطب وقال : « يا أيها النَّاس ، قد فرض الله عليكم الحج فحجوا » ، فقال رجلٌ : أكُلُّ عام يا رسول الله ؟ فسكتَ حتى قالها مرارًا ، فقال رسول الله ﷺ : « لو قلت : نعم . لوجبت ، ولما استطعتم » ، ثم قال : « دعوني ما تركتكم .. »الحديث .
وهو من قواعد الإسلام المهمة ، قال الله تعالى : ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [ الحشر (59) ] .
وقال تعالى : ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾ [ التغابن (16) ] .
ويُستفاد منه : كراهة كثرة المسائل من غير ضرورة .
قال مالك رحمه الله تعالى : « المِراء والجدال يذهب بنور العلم من قلب الرجل » .
وفي بعض الآثار : « إذا أراد الله بعبد خيرًا فتح له باب العلم ، وأغلق عنه باب الجدل ، وإذا أراد الله بعبد شرًّا فتح له باب الجدل وأغلق عنه باب العلم » .