عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 27-06-2017, 05:49PM
أحمد بارعية أحمد بارعية غير متواجد حالياً
مشرف - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 380
افتراضي "ضرورة إحترام أهل العلم من حملة السنن والآثار" (لفضيلة الشيخ/ماهر القحطاني حفظه الله)

ضرورة إحترام أهل العلم من حملة السنن والآثار

وخطورة التشغيب على الراسخين في العلم ومن اخذ عنهم ممن أثنوا عليهم

بسم الله الرحمن الرحيم

عباد الله إن سماع الناس للعلم الذي يقوم به دينهم وأعلاه التوحيد ثم الصلاة بشرائطها وصفاتها فرض كما خرج ابن ماجة في سننه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (طلب العلم فريضة على كل مسلم). وسئل الإمام أحمد عن العلم الذي طلبه فرض قال : "مالايقوم دين الرجل الا به.." . فإذا كان ذلك كذلك وعُلم أنه لايمكن أخذ العلم إلا عن أهله ,وأنه إذا أُمتهن قدرهم حفظ الله من بقي منهم ورحم من قبض منهم. وتعالت الاصوات عليهم وكَثُر التشغيب والتتبع لزلاتهم مما لايخالف اصلا مع كونهم اهل سنة واثر وعلم ,زهد الناس فيهم واتبعوا رؤوس الجهل وأهل التخليط ممن لايحسن ضبط العلم.
ومالايتم الواجب الا به فهو واجب .وإن الناس مضطرون للشريعة لنجاتهم من هلاك الاخرة وشقاء الدنيا ولايمكن ذلك الا بالوحي الذي نزل بالكلام الحق الذي هو عن اللغو والغلط معصوم. صار لِزاما حفظ كرامة صاحب العلم وتبجيله وتوقيره .
وصارت الجرأة عليه وامتهان قدره وسوء الظن به وتتبع عورته لإسقاطه وتحريش الناس عليه وتشكيكهم في عِلمه,والتعالم بالرد عليه بلافقه ولادراية بقواعد الشريعة ولابالطف من الكبائر .
ولايصدر ذلكم النفس الخبيث الاثيم إلا عن صاحب هوى لايعرف حِكم و مصالح الشريعة.وكان متشبها بمن يتطاول على الذين يأمرون بالقسط والسنة من اهل العلم من الناس كالخوارج الذين تطالوا على علماء الصحابة.
قال شيخ الاسلام بن تيمية "إذا جاء في النهي ليس منا فدل على ان ذلك المنهي عنه من كبائر الذنوب". وخرج الامام أحمد في مسنده عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا، وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا ".
ولذلك كان سلفنا ينهون عن توقير صاحب البدعة ويثنون على من عُرف بالتشديد عليهم .وذلك كما ان احترام صاحب العلم والسنة وإجلاله طريق لأِخذ العلم عنه ,وإمتهانه وترك حفظ كرامته واجلاله طريق للاعراض عنه والجهل بالشريعة.كذلك توقير صاحب البدعة وسيلة وطريق لركوب البدعة واعتقاد صحتها والعمل بها.


وأُحذر بهذه المناسبة من طريق لابليس واعوانه ,اشار له ابن القيم في حب معلم العلم من أهل السنة والاثر وهو قوله :
"هؤلاء الذين يعيبون المعلم من اهل السنة بدرسه... من اعوان ابليس" أو كما قال رحمه الله.

وأخرى وهي إنزال قدر من كان من ذوي العلم ممن عُرف باتباع السلف والسنة من دون الكبار الذين شابوا فيه .فيُجند إبليس من ينتقص منهم ويحذر ويضخم زلتهم مع كثير صوابهم ويشغب عليهم عند الناس واهل العلم بطرح الاسألة المثيرة لبغضهم ,فهذا من اخطر وسائل ابليس للصد عن سبيل الله والسنة. وذلك لأن الكبار من مشيخة العلم اذا توفوا أخذ الناس يمنة ويسرة فلايجدوا الا هذه الطبقة ,التي تلقت العلم عن الراسخين ممن نَبُل وكَبُر قدره بالعلم.
فإذا أُوحشت صدورهم عليهم وقُبضت الطبقة الاولى ,ممن أثنى على علمهم اكابر العلماء,حينئذ سيتخذ الناس رؤوسا جهالا يفتون بغير علم وتظهر الفتن العظيمة والشرك والبدع .لزهد الناس في تلكم الطبقة النبيلة بالتشديد والتشغيب عليهم ولمخالفتهم هوى للطاعن فيهم.
فالله الله باحترام كبارنا من اهل العلم وكذلك من اخذوا عنهم مالم يعرف ببدعة . ومن ظهر عليه بدعة فلتُبين بدعته وليطلع عليها العلماء ليردوا عليه على بصيرة دون تعصب وليحذروه وليحذروا منه ,إذا رأوا ذلك وهم اهل الشأن .فانه لايتكلم في الرجال الا تام العلم تام الورع ,وإنه من تكلم في غير فنه جاءك بالعجائب.

فاللهم اهدِ شباب الاسلام لتقلي العلم عن اكابرهم ومن اثنوا عليه دون التفات الى تشغيب المشغلين وتثبيط اعوان ابليس المفلسين....


نصح به وكتبه
أبوعبدالله ماهر بن ظافر القحطاني
رد مع اقتباس