عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 31-07-2010, 08:36PM
أم سلمة أم سلمة غير متواجد حالياً
عضو مشاركة - وفقها الله -
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 32
افتراضي

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِـــيمِ

وإياكُنَّ أخواتي، ووفقنا جميعًا للعمل الصالح ورزقنا الإخلاص في القول والعمل

ورحم الله العلماء والمشايخ الأحياء منهم والأموات

اللهم آمين، ورفع درجاتهم في عليين.

=========================
==============

وبالنسبة لملاحظة أختنا أم الحميراء جزاها الله تعالى خيرًا:
ـ فالنص الذي تقصده هو من كلام الشيخ العلَّامة العثيمين رحمه الله تعالى كما مبين في الهامش رقم (3) وليس من كلامي.
ـ وبالنسبة للفتوى أظن أن الأخت تقصد هذه الفتوى للشيخ رحمه الله تعالى:
(السائـل: حينما يقع الصائم في معصية من المعاصي وينهى عنها يقول‏:‏ ‏"‏رمضان كريم‏"‏ فما حكم هذه الكلمة‏؟‏ وما حكم هذا التصرف‏؟
فأجاب رحمه الله بقوله‏:
حكم ذلك أن هذه الكلمة ‏"‏رمضان كريم‏"‏ غير صحيحة وإنما يقال‏: ‏"‏رمضان مبارك‏"‏ وما أشبه ذلك، لأن رمضان ليس هو الذي يعطي حتى يكون كريماً، وإنما الله تعالى هو الذي وضع فيه الفضل، وجعله شهراً فاضلاً، ووقتاً لأداء ركن من أركان الإسلام، وكأن هذا القائل يظن أنه لشرف الزمان يجوز فيه فعل المعاصي، وهذا خلاف ما قاله أهل العلم بأن السيئات تعظم في الزمان والمكان الفاضل، عكس ما يتصوره هذا القائل، وقالوا‏:‏ يجب على الإنسان أن يتقي الله عز وجل في كل وقت وفي كل مكان، لاسيما في الأوقات الفاضلة والأماكن الفاضلة، وقد قال الله عز وجل‏: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) فالحكمة منفرض الصوم تقوى الله عز وجل بفعل أوامره واجتناب نواهيه، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏من لم يدع قول الزور، والعمل به، والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه‏"‏ فالصيام عبادة لله، وتربية للنفس وصيانة لها عن محارم الله، وليس كما قال هذا الجاهل‏:‏ إن هذا الشهر لشرفه وبركته يسوغ فيه فعل المعاصي‏.)

[مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين: 20/ السؤال رقم 254]

** هذه فتوى الشيخ رحمه الله تعالى، ولقد وجدتُ إن الشيخَ رحمه الله تعالى قد استعمل هذا الوصف لشهر رمضان في أكثر من موضع، مثلًا: في المجلس الأول من المجالس الرمضانية كما اوردته أنا في مشاركتي، وكذلك في كتاب "الضياء اللامع من الخطب الجوامع":
ـ في خطبة عن استقبال شهر رمضان حيث قال رحمه الله تعالى: "عباد الله: لقد أظلكم شهر عظيم، وموسم كريم تضاعف فيه الحسنات".
ـ وكذلك في خطبة عن زكاة الفطر حيث قال رحمه الله تعالى: "أما بعد أيها الناس: اتقوا الله تعالى، وفكروا في أمركم ماذا عملتم في شهركم الكريم، فإنه ضيف كريم قارب الزوال".
ـ وخطبة أخرى عن الاجتهاد في رمضان، حيث قال رحمه الله تعالى: "عباد الله لقد أظلكم شهر مبارك كريم وموسم رابح عظيم شهر تضاعف فيه الحسنات" ولعل في مواضع أخرى لم أطلع عليها، والله تعالى أعلم.

** وكذلك وصف العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى هذا الشهر بالكريم ووجدته في موضعين في موقعه الالكتروني على الشابكة ـ ولعل يوجد في مواضع أخرى لم أطلع عليها، والله تعالى أعلم ـ وهذه هي الروابط:
ـ الرابط والموضع الأول:
حيث قال رحمه الله تعالى: "... والحذر من كل ما حرم الله من سائر المعاصي في كل مكان، ولا سيما في هذا الشهر الكريم؛ ...".
ـ الرابط والموضع الثاني:
حيث قال رحمه الله تعالى: "... فهو شهر كريم جعل الله صيامه فريضة وجعل قيام ليله تطوعاً ...".

** وقبل هذا وذاك لفظ الكريم وصفت به أمور في القرآن الكريم كما في بعض المواضع الآتية في قوله تعالى:
(أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) [الأنفال: 4]
(وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ) [يوسف: 31]
(أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ) [الشعراء: 7]
(وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ) [الشعراء: 58]
(قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ) [النمل: 29]
اكتفي بهذا من الآيات، ففي هذه الآيات وصفت أمور بالكرم، فهل يدل ذلك على أنها هي المعطية؟

ـ يقول الألوسي رحمه الله تعالى في تفسيره عند الآية رقم (4) من سورة الأنفال:
"والكرم كما نقل الواحدي اسم جامع لكل ما يُحمد ويُستحسن في بابه فلعل وصف الرزق به هنا حقيقة. وقال بعض المحققين: معنى كون الرزق كريمًا أن رازقه كريم، ومن هنا وصفوه بالكثرة وعدم الانقطاع إذ من عادة الكريم أن يجزل العطاء ولا يقطعه فكيف بأكرم الأكرمين تبارك وتعالى، وجعله نفسه كريمًا على الإسناد المجازي للمبالغة" انتهى كلام الألوسي رحمه الله تعالى.

فبعد ذلك وبعد استعمال أهل العلم للفظ الكريم لوصف الشهر فيمكن الجمع بين فتوى الشيخ رحمه الله تعالى واستخدامه المتكرر لها في وصف شهر الصيام: أن يُقال أن مراد الشيخ في الفتوى ليس على اطلاقه وإنما يخصص بالسؤال، فالسائل يظن أن رمضان شهر يبذل العطاء والمغفرة فيسوغ له أن يرتكب المعاصي فسيغفر له رمضان؛ لأنه كريم بما يفهمه السائل من فهمٍ خاطئ أو موهم لهذا اللفظ في هذا السياق الوارد في السؤال الموجه للشيخ رحمه الله تعالى في الفتوى؛ فلذلك أفتى الشيخ رحمه الله تعالى بذلك في فتواه واستعمل اللفظ في خطبه ومجالسه لأنه رحمه الله تعالى عالمًا بعلوم اللغة والتفسير ومطلع على مثل قول الألوسي رحمه الله تعالى ففيما نقله الألوسي رحمه الله تعالى من قولين أن الكريم ليس معناه الإعطاء فقط فهو كما نُقِلَ عن الواحدي: اسم جامع لكل ما يُحمد ويُستحسن، ورمضان كذلك، فهو شهر أنزل فيه القرآن إلى غير ذلك من الفضائل.
إذن يمكن القول: إنَّ فتوى الشيخ رحمه الله تعالى موجهة لمن كان يعتقد ويظن أن رمضان يعطي ويغفر بذاته فيكون هو الفاعل وليس محل الحوادث، وخاصة بعد استعمال أهل العلم للفظ الكريم في وصف الشهر.
هذا ما تيسر لي على عجالة بعد تعليق أختنا جزاها الله خيرًا.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
__________________
..:: أم سَلَمَة المالكية ::..
غفر الله تعالى لها ولوالديها ولجميع المسلمين

التعديل الأخير تم بواسطة أم الحميراء السلفية ; 19-09-2010 الساعة 03:23PM سبب آخر: تحديث على المشاركة من طرف أم سلمة.
رد مع اقتباس
[ أم سلمة ] إنَّ عُضْواً يشْكُرُكَ : [ جَزَاك اللهُ خَيْرًا عَلَى هَذِهِ الُمشَارَكَةِ الُممَيَّزَة ].