بسم الله الرحمن الرحيم
( تطريز رياض الصالحين)
للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ
[45] وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنّ رسولَ الله ﷺ قَالَ : « لَيْسَ الشَّدِيدُ بالصُّرَعَةِ ، إنَّمَا الشَدِيدُ الَّذِي يَملكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ » . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
« وَالصُّرَعَةُ » : بضَمِّ الصَّادِ وَفَتْحِ الرَّاءِ وأَصْلُهُ عِنْدَ العَرَبِ مَنْ يَصْرَعُ النَّاسَ كَثيراً .
في هذا الحديث :
مَدْح من يملك نفسه عند الغضب . قال الله تعالى : ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [ آل عمران (134) ] .
والغضب : جماع الشر ، والتحرز منه جماع الخير ، وقال رجل للنبي ﷺ : أوصني . قال : « لا تغضب » ، فردَّد مرارًا . قال : « لا تغضب » .
وقال عمر بن عبد العزيز : قد أَفْلح مَنْ عُصِم من الهوى ، والغضب ، والطمع .
[46] وعن سُلَيْمَانَ بن صُرَدٍ رضي الله عنه قَالَ : كُنْتُ جالِساً مَعَ النَّبيّ ﷺ ، وَرَجُلانِ يَسْتَبَّانِ ، وَأَحَدُهُمَا قدِ احْمَرَّ وَجْهُهُ ، وانْتَفَخَتْ أوْدَاجُهُ ، فَقَالَ رَسُول اللهِ ﷺ : « إنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ ، لَوْ قَالَ : أعُوذ باللهِ منَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ ، ذَهَبَ عنْهُ مَا يَجِدُ » .
فَقَالُوا لَهُ : إنَّ النَّبيَّ ﷺ قَالَ : « تَعَوّذْ باللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ » . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
في هذا الحديث :
أن الشيطان هو الذي يثير الغضب ويشعل النار ، وأن دواءه الاستعاذة . قال الله تعالى : ﴿ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [ الاعراف (200) ] .