عرض مشاركة واحدة
  #44  
قديم 01-11-2010, 12:48AM
أبو عبد الله بشار أبو عبد الله بشار غير متواجد حالياً
مشرف - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الدولة: السعودية
المشاركات: 557
افتراضي فوائد من دروس الشيخ ماهر القحطاني في شرح كتاب التوحيد [13]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :

فهذا هو الباب السابع عشر من أبواب كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد للإمام المجدّد محمّد بن عبد الوهاب رحمه الله وجعل منزلته في علّيّين بشرح شيخنا أبي عبد الله ماهر القحطاني حفظه الله ونَفعنا بما يقول .
قال الإمام المجدّد رحمه الله :
باب قول الله تعالى : إنك لا تهدي من أحببت ولكنّ الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين *
قال حفظه الله : ومناسبة هذا التبويب لاجتثاث عروق الشرك ممن يعبُد غيرَ الله لأن النبي عليه الصلاة والسلام وهو أفضل البشر لا يملك الهداية لأحد فمن كان دون النبي من باب أولى أنه لايملك هذا ولا يستطيعه .

ثم قال المصنّف رحمه الله : وفي الصحيح عن ابن المسيب عن أبيه قال لمّا حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلّم وعنده عبد الله بن أبي أمية وأو جهل فقال له : يا عمِّ ، قل لا إله إلا الله كلمة أحاجُّ لك بها عند الله فقالا له أترغب عن ملّة عبد المطّلب ؟ فأعاد إليه النبي صلى الله عليه وسلّم فأعادا ، فكان آخر ماقال هو على ملّة عبد المطّلب وأبى أن يقول : لا إله إلا الله فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لأستغفرنّ لك ما لم أُنْهَ عنك فأنزل الله عز وجل : ما كان للنبيّ والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى . التوبة 13 .
وأنزل الله في أبي طالب : إنّك لا تهدي من أحببت ولكنّ الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين . القصص 56 . رواه البخاري
قال وتنقسم الهداية إلى قسمان :
1 _ هداية توفيق : كقوله تعالى : إنك لا تهدي من أحببت .
2 _ هداية دلالة وإرشاد وبيان : كقوله تعالى : وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم .
وكقوله تعالى : وأمّا عاد فهديناهم فاستحبّوا العمى على الهدى .
فائدة : ينبغي للداعي إلى التوحيد أن يعتقد أن ما يُوفّق إليه من الطرق الحسنة في الدعوة وتتويب العصاة إنّما هو بتوفيق الله ، ولابدّ أن يتوكّل على الله وهو يقوم بالدعوةِ وذِكرِ البراهين الدالة على توحيد الله ويتوكّل على الله في ذلك وأن لا يغترَّ بنفسه ، وأن لا يعتقد أنّه يستقل بهداية أي أحد من النّاس من دون إعانة الله عز وجل .

ثم قال صاحب الفتح رحمه الله : وفيه تحريم الإستغفار للمشركين وموالاتهم ومحبّتهم لأنّه إذا حرّم الإستغفار لهم فموالاتهم ومحبّتهم من باب أولى .
وقال المصنّف أيضاً أن أبا جهل ومن معه يعرفون مراد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إذ قال للرجل قل لا إله إلا الله ، فقبّح الله من أبو جهل أعلم منه بأصل الإسلام .
قال وفيه مضرّة أصحاب السوء وأن الأعمال بالخواتيم .

والله أعلم وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد
__________________
قال حامل لـواء الجرح والتعديل حفظه الله :
والإجمال والإطلاق: هو سلاح أهل الأهواء ومنهجهم.
والبيان والتفصيل والتصريح:هو سبيل أهل السنة والحق
رد مع اقتباس
[ أبو عبد الله بشار ] إنَّ عُضْواً يشْكُرُكَ : [ جَزَاك اللهُ خَيْرًا عَلَى هَذِهِ الُمشَارَكَةِ الُممَيَّزَة ].