6- أمير المؤمنين الخليفة الأمين (198هـ)
روى ابن عساكر في تاريخ دمشق (56\218) :-
عن الإمام المبجل أحمد بن حنبل أنه قال : لما أن دخل إسماعيل ابن علية على محمد بن زبيدة أمير المؤمنين فلما بصره قال له يا ابن الفاعلة أنت الذي تقول كلام الله مخلوق , قال فوقف إسماعيل وجعل ينادي يا أمير المؤمنين زلة من عالم , قال أبو عبد الله إني لأرجو أن يرحم الله محمدا بإنكاره على إسماعيل هذا الشأن.اهـ.
قلنا :وأما ما يذكر عن أمير المؤمنين الأمين رحمه الله من مثالب ، فأكثره كذب وافتراء ، لأمور ثلاث :
1- عداء الفرس له ، حيث كانوا ضده مع المأمون ، كونهم أخواله ، وأما الأمين فكان هاشميا أبا وأما ولا يشاركه في ذلك من الخلفاء إلا أمير المؤمنين الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وكان العرب هم أعوانه ضد المأمون.
2- عداء المعتزلة له ، وذلك لشدته على من قال بخلق القرآن.
3- عداء الروافض له ، وذلك لأنه في زعمهم ناصبي كأبيه الرشيد وأجداده المهدي والمنصور ، وليس كأخيه الضال المعتزلي الشيعي المأمون.
ولا نعلم أحدا من علماء أهل السنة ومؤرخيها نعته بالفاسق ، بل قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ج 9 ص 335 : بأن فيه صحة إسلام ودين.
وغاية ما نقم عليه رعونته وسوء تدبيره وإيثاره اللعب واللهو وذلك والله أعلم إن ثبت عنه ولم يكن من تلفيق الفرس والمعتزلة والروافض ، فراجع إلى صغر سنه ، لا إلى فسق فيه ,والله أعلم.