عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 16-01-2015, 05:33AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




الجديد في شرح كتاب التوحيد

باب: من تبرك بشجرة أو حجر أو نحوهما

ص -99- باب: من تبرك بشجرة أو حجر أو نحوهما1
وقول الله تعالى: { أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنْثَى تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى }2.

شرح الكلمات:


أفرأيتم: أخبروني.
اللات: بالتخفيف مأخوذ من اسم الإله، وبتشديد التاء اسم لرجل صالح يلت السويق للحاج، فلما مات عكفوا على قبره وبنوا عليه أستارا، يعبده ثقيف ومن حولهم.
العزى: مأخوذ من اسم العزيز، وهي شجرة في وادي نخلة بين مكة والطائف، عليها بناء وله أستار وسدنة، يعبدها قريش وبنو كنانة.
مناة: مأخوذ من اسم المنان، وهي بناء بالمشلل عند قديد بين مكة والمدينة، وكانت خزاعة والأوس والخزرج يعبدونها ويهلون منها للحج.
الأخرى: المتأخرة.
ضيزى: جائرة.

الشرح الإجمالي:


ينكر الله -تعالى- على المشركين عبادة الأوثان عامة، وفي مقدمتها تلك الأوثان الثلاثة وهي اللات في الطائف، والعزى في وادي نخلة، ومناة في

1 حكمه أنه مشرك شركا أكبر؛ لكونه تعلق قلبه بغير الله في حصول البركة منه.
2 سورة النجم الآيات : 19-22.
ص -100- المشلل عند القديد، فيتحداهم في هذه الأصنام هل تنفع شيئا فتدفع الضر وتجلب النفع. أم أنها مجرد أسماء سموها ما أنزل الله بها من سلطان.
وكذلك ينكر عليهم تلك القسمة الجائرة لو وقعت بين مخلوق ومخلوق، وهي جعلهم ما يكرهون من الإناث الضعيفة لله عزوجل، وما يحبون من الذكور لأنفسهم، فإذا كانت ظلما بين المخلوقين، فكيف يجعلونها لله عزوجل؟ تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا، وتنزه عن البنين والبنات.

الفوائد:


1. وجوب إنكار المنكر.
2. بطلان عبادة الأوثان.
3. وجوب تنزيه الله عن البنين والبنات.
4. فساد الفطرة عند المشركين حيث أضافوا البنات إلى الله مع كراهيتهم لها، وهم يزعمون مع ذلك أنهم متقربون إليه.

مناسبة الآية للباب:


حيث دلت الآية على أن عبادة المشركين لهذه الأوثان، إنما كانت لطلب النفع ودفع الضرر، فكل من تبرك بشجر أو قبر أو عبد غير ذلك، قاصدا بذلك جلب النفع أو دفع الضر، فقد شابههم ودخل في شركهم.

ملاحظة:


قيل عن اللات: إنه رجل صالح كان يلت السويق للحاج، فلما مات عكفوا على قبره. وقيل: إنها صخرة منقوشة. والجمع بينهما أن الصخرة قريبة من القبر فشملها البناء، فصار معبودا واحدا.

ص -101- المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: أفرأيتم، اللات، العزى، مناة، الأخرى، ضيزى.
ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.
ج. استخرج أربع فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآية لباب من تبرك بشجرة أو حجر ونحوهما.
وعن أبي واقد الليثي1 قال: " خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم، يقال لها: ذات أنواط، فمررنا بسدرة فقلنا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط، كما لهم ذات أنواط. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله أكبر إنها السنن قلتم - والذي نفسي بيده - كما قالت بنو إسرائيل لموسى: { اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ } لتركبن سنن من كان قبلكم ". رواه الترمذي وصححه2.

شرح الكلمات:


إلى حنين: غزوة حنين.
حدثاء عهد بكفر: جديدون في الإسلام.
يعكفون عندها: يقيمون عندها للتبرك.
ينوطون: يعلقون.
ذات أنواط: صاحبة أنواط.


1 هو الحارث بن عوف وهو صحابي مشهور، توفي سنة (68)هـ -رضي الله عنه-.
2 الترمذي (2180) في الفتن, باب ما جاء لتركبن سنن من كان قبلكم. وقال الترمذي: " حديث حسن صحيح". وهو عند أحمد (21815).
ص -102- الله أكبر: يريد بذلك تنزيه الله والتعجب من طلبهم هذا.
السنن: الطرق.
لتركبن: لتتبعن.
من كان قبلكم: المراد بهم اليهود والنصارى.

الشرح الإجمالي:


يخبرنا أبو واقد الليثي رضي الله عنه أنه صحب النبي صلى الله عليه وسلم إلى غزوة حنين، وقد علموا أن للمشركين سدرة يتبركون بها ويقيمون عندها، ولجدتهم في الإسلام وعدم إحاطتهم بأهدافه، طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم سدرة يتبركون بها ويقيمون عندها كما كان لأهل الجاهلية، فتعجب النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الطلب وكبر الله ونزهه عن مثل هذا، وأخبرهم أن طلبهم هذا منه مثل طلب بني إسرائيل من موسى حينما طلبوا منه أن يجعل لهم إله يعبدونه غير الله بعدما أنجاهم من فرعون وقومه، ثم أخبر أن هذه الأمة ستعمل عمل اليهود والنصارى في كل شيء من الشرك وغيره.

الفوائد:


1. استحباب إظهار ما يدفع الغيبة حيث قال: " ونحن حدثاء عهد بكفر ".
2. صعوبة انتزاع العادات من نفوس البشر.
3. أن الاعتكاف من أنواع العبادة.
4. يعذر الجاهل بجهله إذا ارتدع بعد العلم.
5. تحريم التشبه بأهل الجاهلية من مشركين وغيرهم.
6. جواز قول: الله أكبر عند التعجب.
7. وجوب سد الذرائع.
ص -103- 8. أن الشرك سيقع في هذه الأمة.
9. جواز الحلف على الفتيا.
10. جواز الحلف بدون استحلاف لمصلحة.
11. أن هذه الأمة ستعمل كل ما عمله اليهود والنصارى.
12. أن ما ذمت به اليهود والنصارى تحذير لنا.

مناسبة الحديث للباب:


حيث دل الحديث على أن اتخاذ الأشجار للتبرك والعكوف عندها شرك، فيدخل فيه كل ما يتبرك به من شجر أو حجر أو قبر أو غير ذلك.

ملاحظة:


كثر في الأزمنة الأخيرة التبرك بعرق الصالحين والتمسح بهم وبثيابهم، وبتحنيكهم للأطفال قياسا على فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا باطل؛ لأن مثل هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم دون غيره؛ بدليل أن الصحابة لم يفعلوه مع غيره لا في حياته ولا بعد وفاته، والصحابة أحرص منا على اتباعه صلى الله عليه وسلم والاهتداء بسنته.

المناقشة:


أ. اشرح الكلمات الآتية: إلى حنين، حدثاء عهد بكفر، يعكفون عندها، ينوطون، ذات أنواط، الله أكبر، السنن، لتركبن، من كان قبلكم.
ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج عشر فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث لباب من تبرك بشجر أو حجر ونحوهما.




المصدر :

الجديد في شرح كتاب التوحيد
رابط التحميل بصيغةpdf


http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf





رد مع اقتباس